النظافة من الإيمان.. عبارة سديدة وحكمة رشيدة.. تشير إلى مسئولية شخصية ومجتمعية ورسمية تتقاسمها الأجيال.. الكل يسعى لمنظومة متكاملة يشارك فى تحقيقها وتشرف عليها الدولة.. وتنفذها المحليات والمجتمع المدنى والقطاع الخاص.. الأدوار محددة بدءاً من الضمير اليقظ المتطلع لسياج من النظافة.. يفخر بوسائله.. ويدعم مبادراته.. ذلك لأن النظافة هاجس وأمنية داخل النفس.. التفت إليها أنظار البشر على مر تعاقب السنين والحضارات.. اجتهد كل جيل فى ابتكار ودعم الوسائل المناسبة.. بعضها لم يقاوم الزمان.. والآخر استمر حتى الآن.. وكلاهما دخل ذاكرة التاريخ.. ويتحدث عنها الأجداد ثم جاءت السماوات المفتوحة وتحول العالم إلى قرية واحدة.. تنتقل بينها الأحداث والابتكارات والمبادرات خلال لحظات.
الآن ومع الاضافات للمساحة المعمورة فى الأوطان.. وتكاثر البشر وتبادل التجارب والأفكار.. فساعت المهمة برامج وطنية لادارة المخلفات بأنواعها.. تركز على حماية الصحة العامة من ناحية.. وتحقيق المنافع الاقتصادية من ناحية أخري.. حيث يشارك أجهزة الدولة المعنية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص.. ذلك الجهاز الذى يضم المتعهدين وجامعى القمامة.. وجمعيات وشركات صغيرة ذات هيكل ادارى بسيط ممثلة مدينة ما.. أو عدداً من الأحياء.
الكل معنيون بانشاء منظومة على أرض الواقع.. تختص بالجمع من المنزل وسلال القمامة بالشوارع إلى المدافن الصحية ومصانع التدوير.. ونظافة الشوارع وتجميلها والميادين.. وتضيف إليها لمسات التجميل من إنارة وأشجار وحدائق وزهور.. سبباً للحصول على رضا المواطن وحافزاً للجميع بالانتاج الوفير وسط مناخ نظيف وصحى وجميل.. بدأنا التجربة فى مصر المحروسة منذ عام 2015 بتطبيق البرنامج الوطنى لادارة المخلفات.. وانجاز البنية التشريعية والهيكل الخاص بالاشراف على وحدات المحافظات.. باعتبارها ميدان التنافس والانجاز والنجاح.
وتواصل لجنة تسيير أعمال البرنامج باشراف وزارة البيئة فى اجتماعات مهمة للمتابعة والتقييم والاطمئنان على مسار انشاء الوحدات الادارية وبناء القدرات.. وإطار التخطيط والاستراتيجية وربط التخطيط بالتمويل لضمان الاستدامة.. وادماج العاملين فى المنظومة مثل جامعى القمامة والمتعهدين.. واعداد دراسات الجدوى للمشروعات.. بما يضمن الكفاءة عند التنفيذ.. ويتابع الجميع الآن مسار التجربة فى محافظات كفر الشيخ والغربية وقنا وأسيوط.. ووضع الدروس المستفادة ضمن منظومة التشغيل.. أملاً فى التطبيق المتكامل للحكمة المغروسة فى نفوس الجميع «النظافة من الإيمان».