حكام الملاعب عماد المنظومة الرياضية، من أهم عناصر الارتقاء بالمنافسات والأنشطة الرياضية.. إنهم يتصدرون الاهتمام فى البطولات والمسابقات الجماعية والفردية على السواء، يطلقون عليهم العنب الآثير «قضاة الملاعب» ويتصاعد ذلك الاهتمام على اللعبات الشعبية بشكل أكبر مع ثقافة قاعدة الجماهير، ويدخلهم إلى اختيار القرار السليم.. الآن العيون للمشاهدين يراقبون الأخطاء وينتقدون القرارات بوجهات نظر متباينة، تبدأ بالملاعب وتنتهى بالمقاهى والبيوت واستوديوهات التحليل، لأنه مع مرور الوقت يشعر المتفرج بالخبرة المتزايدة، يراها تسمح له بانتقاد قرارات الحكام، وغالباً ما تكون موضعاً للحوارات الساخنة بين المشجعين مختلف الأذواق والانتماءات وكذلك التقدير.
مع مرور الوقت وإنشاء الاتحادات المحلية والعالمية للألعاب المختلفة، يرى الخبراء أن حكام الملاعب فئة مهمة فى قوى الوطن الناعمة، لهم مكانتهم فى مجال تخصصهم ويؤكدون وجهة نظرهم بمدى عبور شهرة الحكم بملاعب بلاده لتولى المهمة النبيلة حول العالم، حاملاً نبراس العدالة والأداء المشرف النابع من الضمير ويصحبه اجتهادات مشكورة فى اللعبات الصعبة، والاستفادة بالطبع من مقولة «الأخطاء غير المقصودة تمثل جزءاً من جمال اللعبة فى نظر الكثيرين».
ورغم أن مصر عرفت المنظومة مبكراً وبرزت من خلالها شخصيات محترمة فازت على كل مستوى، إلا أنه مع اتساع الأنشطة الرياضية دخل إليها البعض، كانوا هواة لم يمارسوا اللعبة.. ذاكروا القانون واكتسبوا الخبرة الميدانية، ورغم اعتماد طاقم للحكام فى كل مباراة، إلا أن حكم الساحة هو صاحب القرار، الذى يحتمل أن يكون عكس المأمول، على الأقل من وجهة نظر الجمهور، وهى المشكلة التى واجهها الاتحاد الدولى لكرة القدم، بإدخال نظام «الفار» الذى يراقب المباريات بالفيديو وينبه الحكم إلى الخطأ، يذهب إليه واثق الخطوة يفحص ويشاهد اللعبة وسط ترقب الجماهير، ثم يعود لإعلان القرار، الذى قد يخالف أحياناً رؤية «الفار»، بل هناك من الحكام من يتجاهل استدعاء «الفار».
التوسع فى منظومة التحكيم ورغم الاستقلالية والصلاحيات الممنوحة للجنة الحكام وما صاحب ذلك من تزايد الشكاوى من المتفرجين ومشجعى الأندية والإداريين بها، وفى ضوء الرغبة الجماعية لحماية المنظومة الرياضية ورفع مستواها والحرص على حصول كل فريق على حقه المشروع، سعدت بأخطاء التحكيم التى تقود الرأى العام ومسئولى الرياضة، للتعامل الجاد مع المشكلة سواء المضى قدماً فى تأهيل الحكام واختبار لياقتهم الذهنية والبدنية وتصويب المكافآت الرمزية التى يحصلون عليها، بالإضافة إلى القرار الذى نراه مهماً وضرورياً، وهو اللجوء لخبير أجنبى موثوق للإشراف على المنظومة والعبور بها إلى بر الأمان.. وذلك بالطبع مع دعم الأندية واتحاد اللعبة والخبراء.. لهذا التطوير المطلوب والمأمول بحجم التأثير الإيجابى للرياضة فى بناء الوطن وقلوب الجماهير.