الاحتلال يشق طرقًا استيطانية جديدة لابتلاع المزيد من أراضى الضفة

فى الوقت الذى يجتمع فيه مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر «الكابينت» اليوم للمصادقة على قرار توسيع العمليات العسكرية فى قطاع غزة المدمر، دقت منظمات أممية ناقوس الخطر بشأن نفاد الطعام والأدوية والخيام فى أماكن متعددة بالقطاع مما ينذر بموت الالآف جراء الجوع والأمراض.
ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أنه من المقرر ان يجتمع الكابنيت الإسرائيلى خلال ساعات للموافقة على خطط توسيع العمليات العسكرية فى غزة وكذلك زيادة نطاق تجنيد الاحتياط.
اوضحت الصحيفة انه سيتم تقسيم قوات الاحتياط إلى قسمين: كتائب ستكون جزءا من الهجوم فى قلب قطاع غزة، بالإضافة إلى ألوية ستحل محل النظامية التى ستنزل إلى قطاع غزة لتكون رأس حربة العملية الجديدة.
اضافت الصحيفة العبرية ان هذه ليست مناورة واسعة النطاق واحتلالاً للقطاع بأكمله، بل هى «خطوة» أخري، فى إطار الضغط على حماس للموافقة على شروط اسرائيل لصفقة تبادل اسرى.
فى تطور آخر أفاد موقع «أكسيوس» نقلا عن مصدرين إسرائيليين وآخر أمريكى، ان الولايات المتحدة وإسرائيل تقتربان من توقيع اتفاق جديد يتم بموجبه استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب تحديد كيفية إيصالها، بحيث لن تتمكن حماس بعد الآن من السيطرة عليها – ولن يكون جيش الاحتلال مسئولا عن ذلك.
أضافت المصادر أن الهدف هو تفعيل الآلية قبل أن يوسع جيش الاحتلال عملياته البرية فى قطاع غزة.
ذكر التقرير أنه بموجب الاتفاق، سيتم توجيه عمليات المساعدات فى غزة عبر صندوق دولي، بدعم من الدول والمنظمات الخيرية.
قال مسئولون إسرائيليون إنه وفقا للخطة، سيتم بناء مجمعات فى قطاع غزة تصل إليها المساعدات. وسيتمكن الفلسطينيون من الحضور إلى المجمعات مرة واحدة فى الأسبوع لتلقى حزمة مساعدات واحدة لكل عائلة، والتى من المقرر أن تستمر لمدة سبعة أيام.
أضاف المصدر أنه بموجب الاتفاق الذى يجرى تشكيله، ستكون شركة أمريكية خاصة مسئولة عن الإمدادات اللوجستية والأمن فى المجمعات الإنسانية وما حولها.
فى السياق حذّر مستشفى الكويت التخصصى فى مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، من انهيار وشيك فى النظام الصحى نتيجة النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية اللازمة لرعاية المرضي، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات.
قال المستشفي، فى بيان، إن قطاع غزة يعانى من نقص حاد فى أكثر من 75 ٪ من الأدوية الأساسية، وهو ما أدى إلى تراجع خطير فى القدرة على تقديم الخدمات العلاجية للمرضي، مؤكدا أن القدرة على الاستمرار فى تقديم الخدمات الصحية أصبحت على المحك.
أشار إلى أن المخزون المتبقى من الأدوية والمستلزمات الطبية لا يكفى لأكثر من أسبوع واحد، ما يهدد بتوقف معظم الخدمات الطبية فى المستشفى إذا لم يتم التدخل العاجل والفورى.
كما قالت منظمات غذائية تعمل فى قطاع غزة، إنه لم يتبق خيام لتوزيعها على النازحين، ولم يتبق أى طعام أو وقود بالقطاع فى ظل الحصار الإسرائيلى ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ونقلت «أسوشيتد برس» عن المجلس النرويجى للاجئين قوله، إن إنتاج الغذاء بغزة شبه مستحيل بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع الزراعة، لافتا إلى أن البحرية الإسرائيلية استهدفت الصيادين فى قطاع غزة.
لفت المجلس إلى أن إسرائيل خلقت وضعا لا يستطيع فيه الفلسطينيون بغزة زراعة غذائهم أو صيد الأسماك، كما لم يتبق لدى أى منظمة إغاثة فى غزة أى خيام لتوزيعها على النازحين.
فى الاثناء اشارت مقررة اممية إلى أن جوع الغزيين عار على المجتمع الدولى الذى يتعين عليه ألا يسمح بمعاناة الغزيين.
ميدانيا أعلن الدفاع المدنى فى غزة استشهاد 11 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال رضع فى ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا فى مخيم خان يونس جنوب القطاع.
قال الدفاع المدنى إن طواقم الدفاع المدنى ومتطوعين انتشلوا أيضا جثامين عشرة أشخاص بعضها ممزقة وأشلاء، جراء قصف إسرائيلى لمنزل الليلة الماضية فى حى الشجاعية، شرق مدينة غزة.
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وفاة طفلة بسبب المجاعة والجفاف فى مدينة غزة، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية فى القطاع إلى نحو 54.
على صعيد آخر قال المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان فى تقرير الاستيطان الأسبوعى ان الاحتلال يبنى شبكة طرق داخلية للبؤر الاستيطانية للسيطرة على المزيد من الاراضى بالضفة.
اضاف المكتب فى تقريره انه «فى ظل الانشغال بحرب الإبادة الوحشية التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، وعمليات الاقتحام والدهم والهدم والتدمير، التى تقوم بها فى الضفة الغربية، وخاصة فى مدن وبلدات ومخيمات شمال الضفة، تُنفذ سلطات الاحتلال مشروعًا آخرًا خطيرًا من شأنه أن يغير معالم الضفة الغربية ويدفع قدمًا نحو فرض السيادة الإسرائيلية فعليًا على المناطق المصنفة «ج» فى الحد الأدني».
مبعوث الأمم المتحدة: «يجب أن يتوقف فوراً»
العدوان الإسرائيلى يمتد إلى جنوب سوريا

أعلن الجيش الإسرائيلى أمس انتشاره فى جنوب سوريا لمنع دخول أى قوات وصفها بالمعادية إلى المناطق الدرزية، فيما تطالب الأمم المتحدة إسرائيل «بالوقف الفوري» لهجماتها على سوريا، منددة «بانتهاكاتها» المتواصلة لسيادة البلاد.
كشف جيش الاحتلال أنه يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية للدفاع وفق مختلف السيناريوهات.
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز عسكرية فى جميع أنحاء سوريا خلال الــ 24 ساعة الأخيرة، بعد أن كانت إسرائيل قد أعلنت فى وقت سابق عن تنفيذ ضربة قرب القصر الرئاسى فى دمشق.
جاءت هذه الغارات عقب اشتباكات بين مسلّحين دروز وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطات السورية فى ريف دمشق وفى جنوب البلاد، أوقعت أكثر من مئة قتيل خلال يومين، وفقًا للمرصد السورى لحقوق الإنسان.
فى السياق، قال مصطفى البكور- محافظ السويداءمعقل الطائفة الدرزية فى سوريا – إن «انتشار السلاح لا يخدم الأمن ولا يعزز الاستقرار»، معتبراً أنه «لا حاجة لدخول أرتال من الأمن العام «إلى المحافظة» ما لم تتعرض مؤسسات الدولة للإساءة».
قال البكور: «أكدت للشيخ حكمت الهجرى «شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز فى سوريا» أن أفراد الأمن سيكون معظمهم من أبناء المدينة»، مضيفاً أن الشيخ الهجرى «أيد الاتفاق الأخير وكان حاضراً خلال الاجتماع مع مشايخ العقل».
تابع محافظ السويداء: «الاتفاق الأخير مبادرة من أهالى المحافظة ومشايخ العقل لتنظيم الأمن» فى السويداء.
من جانبه حض مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن، أمس، إسرائيل على «الوقف الفوري» لهجماتها على سوريا، منددا «بانتهاكاتها» المتواصلة لسيادة البلاد، غداة شنها أكثر من عشرين غارة على مناطق عدة بينها دمشق.