تعتبر بورسعيد هى بوابة مصر الشمالية والمدخل الشمالى لقناة السويس وأول ما يرى السياح الأجانب عندما يصلون إلى الأراضى المصرية.. وقد نجحت الأجهزة التنفيذية فى تحويل منطقة ديليسبس إلى تحفة معمارية ومتحف مفتوح يتفوق على الكثير من الميادين والساحات الأوروبية.. حيث شهد رصيف ديليسبس السياحي ومساحة مصر والشارع فلسطين عملية تطوير شاملة كانت مفاجأة مبهرة لأبناء المدينة والزوار من المحافظات المختلفة.
وتأتى أهمية رصيف ديليسبس بأنه منطقة شديدة الخصوصية وترسو بها السفن السياحية القادمة إلى بورسعيد على بعد عدة أمتار من الرصيف الذى طالته يد الاهمال خلال السنوات الماضية.. إلى أن تدخل المحافظ اللواء عادل الغضبان وتم تنفيذ المرحلة الأولى التى شملت الساحة الرئيسية أمام باب خروج السياح لركوب الباصات التى تقلهم لمشاهدة المعالم السياحية والأثرية بالقاهرة والعودة ضمن رحلات اليوم الواحد ثم بدأت المرحلة الثانية بتطوير رصيف ديليسبس وجارى العمل بطول شارع فلسطين المتاخم للميناء كما تم تحويل مسار سيارات الميكروباص بالنقل الداخلى إلى شارع ممفيس لتحويل المنطقة بالكامل إلى متحف مفتوح.
أكد المهندس السيد فرج أن أعمال التطوير التى تمت فخر لكل مواطن بورسعيدى ولابد أن نحافظ جميعاً على هذا العمل المبهر خاصة وأن المرحلة الثانية سوف تشمل شارع فلسطين حتى مرفق المعديات، وأتوقع تطوير المرفق أيضا بما تناسب وهذا الإبداع الفنى المتميز.
وأضاف محمد إبراهيم بالمعاش من القاهرة إن بورسعيد تتلألأ، والمحافظة مختلفة تماماً عن العام الماضى خاصة ساحة مصر التى أصبحت فى غاية الجمال والروعة والنظافة.
أضافت منال سليمان ربة منزل أن بورسعيد كانت تتميز بالطابع الأوروبي، إلا أن أعمال تطوير الشوارع والميادين والحدائق المتنزهات حولتها إلى جوهرة مصر وواحدة من أفضل المدن المصرية.
ألمح السيد صديق، إلى أن رصيف ديليسبس السياحى تحول إلى متحف مفتوح على ضفاف المجرى الملاحى لقناة السويس ، والحقيقة أن ما تحقق من تطوير هو إضافة قوية لوضع بورسعيد على خريطة السياحة بشكل قوي.
حفر القناة
أكد المؤرخ البورسعيدى ضياء القاضى عضو اتحاد المؤرخين العرب، أن فردناند ديليسبس استغل نتاج حفر القناة التى تم افتتاحها فى 16 إبريل عام 1859 فى ردم البرك والمستنقعات بمدينة «بورسعيد» بارتفاع 2متر ونصف، وأقام مصنعا للكتل الخراسانية، نظرا لتكاليف الباهظة وصعوبة نقل الأحجار الطبيعية من جبل عتاقة، وأقام الحاجز الغربى للأمواج، والحاجز الشرقى بمدينة بورفؤاد.. حضرت الامبراطورة أوجين الافتتاح الاسطورى لقناة السويس وفور عودتها إلى فرنسا كلفت المثال الفرنسى الإيطالى الأصل «بارتولدي» بصنع تمثال ليوضع بالمدخل الشمالى للقناة، وبالفعل تم تنفيذ تمثال بارتفاع 46 متراً لسيدة ترمز للحرية وتحمل بيديها شعلة، إلا أن الثورة الفرنسية قامت قبل نقل التمثال إلى مصر، وظل التمثال بالمخازن إلى أن قامت الرابطة الفرنسية الأمريكية بإهداء التمثال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتم وضعه على قاعدة بارتفاع 45 متراً ليصل ارتفاعه إلى 91 متراً ليطل على المحيط الأطلنطى بمدخل مدينة نيويورك، وأزيح الستار عن التمثال عام 1886.
ديليسبس
أضاف القاضى أن مهندسى القناة اقترحوا فى العيد الثلاثينى لافتتاح قناة السويس، تخليد ذكرى فردناند ديليسبس الذى توفى فى 7 ديسمبر عام 1894، وضع تمثال له بمدخل القناة وإنشاء رصيف كمتنزه لأهالى المدينة ، وتم تهذيب الكتل الخراسانية بالحاجز الغربى ، وقام المثال الفرنسى « فرميه « بتصنيع تمثال من البرونز ، وجاء مفككاً من فرنسا داخل 4 صناديق خشبية وتم تجميعه بورش القناة ببورسعيد وإنشاء قاعدة حجرية بارتفاع 9 مترات و40 سم وضع عليها التمثال بارتفاع 7 مترات و10 سم بإجمالى 19 متراً ونصف ارتفاع ، وقام الخديوى عباس حلمى الثانى بصحبة اللورد كرومر ، وشارل ابن ديليسبس وزوجته الثانية التى تزوجها بعد افتتاح القناة بإزاحة الستار عن التمثال عام 1899.
يذكر أنه تم نقل تمثال ديليسبس المسجل كأثر منذ عام 2015 إلى متحف قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، بعد أن ظل مهملاً فى مبنى الترسانة منذ أن أسقطه الفدائيون عقب العدوان الثلاثى على أرض بورسعيد ، رافضين عودته إلى قاعدة المدخل الشمالى لقناة السويس ، إلا أن المنطقة ظلت تحمل اسم ديليسبس حتى اليوم ومع التطوير اصبحت صورة معبرة عن بورسعيد المتطورة.