ننطلق من رأى سيجموند فرويد -يهودى الديانة- فى كتابه (موسى واليهود) ص 13: «عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية»، وهنا نعود لفضيلة الأخلاق التى أصبحت مثل شاهد الرماية ــربما بكافة أنواع أسلحة الرمى ونتساءل: كيف انتشرت مفردات (اليوتيوبر) و(البلوجر) والتيك توكر وصانعى المحتوى من نجوم العالم الافتراضي؟ وربما صادف نشر المقال السابق متزامنًا مع انتشار أخبار أفردت لها وسائل الإعلام الكلاسيكى والرقمى مساحات شاسعة عن وقوع «وحش الكون»، وبعيدًا عن تفنيد الواقعة التى يصون ويحمى تفاصيلها القضاء -الآن- ما دامت تحت تصرف النيابة، لكن الحديث عن التناص فى مفردة «وحش الكون» ومَن المسؤول عنها؟ هل هى الدراما المنزلية -أقصد التلفزيونية- وهى القصة التى يعرفها المعظم والغالبية من جمهور القراء، وهى أيضًا تشبه ما سوقته الدراما المنزلية أو الشاشة الفضية عندما انتقم الأسطورة من النمر بأن ألبسه قميص نوم! وتناصت هذه الحدوتة الدرامية مع واقعة فى المنيا بكل تفاصيلها، ومثل ذلك كثير وعديد للغاية، ومَن نادى من قبل: أنا الحكومة. ورددها من بعده العشرات والمئات من الخارجين على القانون، هى مفردة تعنى هدم الدولة مباشرة لمن يعى ويدرك سحر القوة الناعمة وتأثيراتها التى تحدث عنها بول كنيدى فى كتابه «انهيار وصعود الإمبراطوريات العظمي»، وكذلك السب والقذف العلنى للمرأة المصرية التى نالت وسام الكمال من جمهوريتنا الجديدة،ولم يكن الحال بالأفضل لأطفال الجمهورية الجديدة فى الدراما وللأسف الإستراتيجى تجاه بناء الإنسان من امرأة وطفل وأصحاب الاحتياجات الخاصة تأخر فهمه لدى الدراما.
ونتساءل معًا: كيف هانت قدسية الحياة الخاصة على رجل البيت وسيدته، حتى يقوما بتصوير حياتهما الخاصة مباشرة.
ونعدد من الأسئلة: مَن أقنع طفلا ليتمتع بتعذيب آخرين علنًا ومباشرةً على مواقع التواصل؟
وكيف كان التحليل السياسى مستباحا لنجوم التيك توكر لتهميش العقل وتغييبه وتضليله بالزائف والسطحى من المعلومات؟
ومن أين جاء آخرون من مدعى التدين العلم بالغيب وحرفية قراءة المستقبل وتفسير الأحلام والرؤي؟
وكذلك ما كل هذه الأرقام الكاذبة والبيانات الواهية التى يسوقها المحللون الاقتصاديون على جمهور الإعلام التقليدى والرقمي؟
من خلال الإجابة عن تساؤلاتنا السابقة نرى أنه بات جليًّا أن أخلاقنا فى مواجهة تلك المنصات التى هى بأيدى وأفواه مصريين من بيننا، لتكون كما رأس السهم موجهة إلى نحر الشخصية المصرية، ما أقرب ذلك الواقع لما نصح ونادى به موشيه يعلون: «ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده، أو بيد أخيه، فإن المتعة تكون أكبر، وهذه سياستنا الجديدة أن نُشكِّل ميليشيات للعدو، فيكون القاتل والمقتول من الأعداء».. وكما بدأنا الحديث من مقولة سيجموند فرويد عن كراهية العدو للحضارة المصرية، التى درة تاجها «الأخلاق»؛ نصل إلى موشيه يعلون الذى ينصح بالتمتع بتأليب الأخوة داخل البيت الواحد حتى يعود من جديد قابيل ليقتل هابيل بإيعاز من هذا العدو -الأزلى السرمدي- بل ويعود يهوذا من جديد ليقتل براءة الأخلاق وجمالها ثمنًا ومقابلًا لقطع من الذهب من يد هؤلاء الأعداء.. ألا يشبه هذا حفنة الدولارات المعطاة من مواقع التواصل وتطبيقاتها حال انتشار الفيديوهات الهادمة للشخصية المصرية التى تعود على حساب هؤلاء اليوتيوبر والتيك توكر والبلوجر؟… وغيرهم ممن نستكمل عنهم الحديث من نجوم المهرجانات، الذين يتغنون بكل تافه وهادم. من هنا انطلقت تلك المنصات المعادية والهجومية على الأخلاق المصرية؟ ومن باب (اعرف عدوك) وهى قاعدة مهمة نطرحها فى القادم إن شاء الله. أعتقد أننا فى احتياج شديد لتعميم نموذج دراما المتحدة التى تعلى من القيم وتراعى أخلاقيات المجتمع المصرى وتحاول بناء الوعي.