يطلق هذا المصطلح على السلع والمنتجات التى تصبح بمرور الوقت او نتيجة سوء التخزين والتداول غير صالحة للاستهلاك الآدمي، لكن اليوم بات لدينا استخدامات أخرى لهذا المصطلح فى المجال العام وتحديدا السياسى منه، فيمكن أن نطلقه على الرئيس بايدن – كما وصفه أستاذ العلوم السياسية دكتور محمد كمال فى مقاله الأخير بالمصرى اليوم – ويمكن ان يمتد كذلك إلى شخصيات سياسية عديدة داخليا وخارجيا، فداخليا أرى أن هناك أحزاباً منتهية الصلاحية وكذلك وزراء ومسئولين كُثر، وهذا يقودنى إلى بعض المصطلحات المماثلة والتى استخدمتها من قبل على بعض الوزراء والحزبيين والسياسيين «الوزير منزوع الدسم» أو المسئول «اللايت» وهناك أيضاً مصطلح «المسئول فاصل شحن»، ومع اشتداد الأزمات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم أجد توسيعاً لاستخدام المصطلح الأساسى اليوم وهو منتهى الصلاحية، فاتفاقية السلام باتت منتهية الصلاحية وفكرة المسار التفاوضى من أجل التطبيع مع إسرائيل منتهية الصلاحية، وفكرة المجتمع الدولى والقانون الدولى والإنسانى منتهية الصلاحية، مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كلها مؤسسات منتهية الصلاحية، نتيجة الحرب العالمية الثانية وورقتها منتهية الصلاحية، مجموعة القيم الغربية والأمريكية منتهية الصلاحية، لذلك فالعالم فى حاجة إلى من يضبط تلك المصطلحات الفضفاضة عديمة الأثر والمؤثر، الخلاصة أننا فى امس الحاجة إلى تغيير منظومة إدارة العالم وخلق وإيجاد مؤسسات جديدة تدير شئون العالم بدلا من تلك المؤسسات التى فقدت صلاحيتها بمرور الزمن وعدم قدرتها على مواكبة كل تلك التغيرات الجذرية الحادة، نحتاج إلى تغيير قواعد مجلس الأمن والمحاكم الدولية، فما جرى ويجرى فى قطاع غزة فضح الجميع وكشف عن اهتراء كل تلك المنظومات الهشة الضعيفة غير الفعالة، كذلك يشهد العالم تغيرات حادة فى قضاياه الأساسية، حيث أصبحت قضية المناخ على رأس تلك المستجدات التى شهدها العالم وفشل حتى الآن فى إيجاد حلول ناجعة لها، قضية منع انتشار الأسلحة النووية كذلك شهدت أكبر فشل لمنظومة الأمن العالمي، أما دخول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى إلى كل المعادلات السياسية والاقتصادية فيحتاج إلى إعادة ترتيب كل الأوراق، وسيتحول العالم إلى لعبة فى أيادى أصحاب تلك التطبيقات الإلكترونية والتى تستطيع من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى صناعة المزاج العام فى دولة من الدول وكذلك التأثير فى نتائج الانتخابات، إذن نحن أمام عالم منتهية صلاحيته بالكلية فماذا نحن فاعلون؟!