المماطلة الإسرائيلية فى جولة المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلى بعد ما يقارب من العام ونصف العام من حرب الإبادة.. المفاوضات التى التى تدور رحاها حاليا بين القاهرة والدوحة لإقرار صفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب تؤكد أن الكيان الإسرائيلى يتلاعب بالجميع بداية من المجتمع الدولى وحتى الوسطاء أنفسهم الذين ضاقوا ذرعا من التصرفات الإسرائيلية والتراجعات بعد كل جولة من المفاوضات لتضييع الوقت وقتل المزيد من الأبرياء.
النتنياهو وفريقه المتطرف يمارسون أقسى الجرائم فى قطاع غزة والضفة الغربية وقتل الفلسطينيين وسوف يماطلون أكثر وأكثر فيما يفعلونه فى المفاوضات العبثية انتظارًا للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الذى منحهم فى رئاسته الأولى ما لم يمنحه رئيس أمريكى سابق بعدما وافق على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس ليمنح الكيان الإسرائيلى الغطاء الشرعى لتهويد المدينة والعبث بالمسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، متمنين من الترامب أن يمنحهم صكا على بياض لشطب غزة والضفة وشعبها من سجلات التاريخ.
الكيان الإسرائيلى يفعل المستحيل لكى يطبق خطة الجنرالات لقضم أكبر مساحة من شمال قطاع غزة ودفع الأهالى نحو الجنوب وتحويلها لمنطقة آمنة تحول دون وصول الصواريخ الفلسطينية تجاه المدن وبدأ الكيان الإسرائيلى وهو لا يعلم أن العقول التى أنتجت وصنعت تلك الأجيال من الصواريخ سوف تنتج أجيالا أكبر سوف تغطى يوما ما كل الأراضى الفلسطينية المحتلة من الشمال والجنوب.
المقاومة الفلسطينية تعلم أن الإسرائيليين دينهم المراوغة والخداع والكذب المستمر لم تتوقف وأعدت نفسها لحرب طويلة وتنظم صفوفها يوما بعد يوم طبقا لرقعة الأرض التى يتواجد فيها العدو وتحرك مجموعاتها وتطور قدراتها وتشن هجمات نوعية تؤرق هذا العدو وتقتل وتصيب يوميا العشرات من جنوده الجبناء الذين يحتمون بالمدنيين رغم التسليح والاسناد الجوى والبرى والبحرى لهم والذى يضمن لهم التفوق ولكنهم أمام أصحاب الأرض تمتلئ قلوبهم بالرعب ولا يملكون ذرة من الشجاعة لمواجهة المقاومة.
المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى منذ النكبة الأولى أكبر من أن تصفها كلمات فهذا الشعب تعرض لأكبر ظلم فى التاريخ وسط تخاذل إنسانى.