العطاء قيمة عظيمة فى مفهوم الإنسانية، فالسعادة تكمن دائماً فى العطاء والمنح وليس فى الأخذ والسلب، وتبرز قيمة مصر من خلال عطاء أبنائها الذين يحملون فى جيناتهم طبيعة الإنسان المصرى الخير والمحب لوطنه عبر الزمان والذى يمثل جزءاً مهماً من مفهوم الدولة المصرية التى تمتد لآلاف السنين، فقد أهدى د.مجدى يعقوب اعظم إنجازاته العلمية للإنسانية والتى تمثل نقلة نوعية لعلاج أمراض القلب وزراعة صمامات القلب الطبيعية من الخلايا الجذعية، وقال «إن مهنة الطب هى رسالة لخدمة الإنسانية وأنا مؤمن بالإنسانية وخدمتها»، كما امتازت شخصية السير يعقوب بمحبة وتقدير المصريين حتى إنهم منحوه لقب ملك القلوب، وحصل مجدى يعقوب على لقــب وسام الفــارس، وقامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب «سير» فى عام 1991م مقابل ما قدمه من خدمات عديدة لإنقاذ الاف المرضى فـى مجـال طب وجراحة القلب، كما حصل علي وسام قلادة النيل العظمي، وتم إطلاق اسمه على صالة كبار الزوار بمطار أسوان تقديراً لمسيرته العلمية واسهاماته البارزة فى تطوير جراحة وزراعة القلب، فضلاً عن جهوده الإنسانية فى علاج المرضى وإنقاذ حياتهم، كما تقرر وضع صور مجدى يعقوب فى جميع صالات السفر والوصول بالمطار احتفاءً بعطائه الاستثنائي.
عاد السير د.مجدى يعقوب لأسوان التى عشقها خلال مرحلة طفولته لإقامة مستشفى قلب الأطفال وإنشاء مركز يخدم الناس بمساواة كاملة بدون فرق بين اللون أو الشكل أو الديانة أو المهنة أو سواء لديه أموال أو ليس لديه أموال، فالمساواة كانت شيئاً مهماً بالنسبة له، وقال فى سبب اختياره لأسوان « كنت ارغب أن أكون على مقربة من جمال النيل بعد ان ظللت لسنوات كثيرة بعيداً عن مصر.. حتى صعب عليّ فى النهاية أن أتكلم العربية، وبت أكافح كى أتذكر المفردات، لكننى لم أنسَ وطنى «، وفى عام 2009 أنشأ مركز أسوان للقلب بعد عام واحد من تأسيس مؤسسة مجدى يعقوب لرعاية أمراض القلب، وفى نهاية العام الماضى احتفلت مؤسسة مجدى يعقوب بمرور 15 عاما على إنشائها، وبحلول 2020 وظّف بالمركز قرابة 900 شخص، وتردّد عليه أكثر من 40 ألف مريض سنوياً، ويُجرى أطباؤه أكثر من ألف عملية قلب معقّدة بخلاف مركز القاهرة الذى أسسه بقدرة استيعابية أوسع، وسيتم افتتاحه فى شهر أغسطس.