الواقع يقول إن الغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص لا يروق لها ما حققته مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق باحباط مخطط الشرق الأوسط الجديد وإفشال مؤامرة اسقاط الدولة المصرية مثلما حدث مع الكثير من دول المنطقة العربية فى إطار ما اطلقوا عليه كذباً وبهتاناً الربيع العربي.
كما يقول المثل الشائع أو القول المأثور «ما أشبه الليلة بالبارحة» فقديما وقفوا أمام مشروع مصر فى عهد الملك رمسيس الثانى وتكرر ذلك أيام محمد على الكبير وعلى نفس المنوال كان موقفهم من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وها هم يحاولون تعطيل المشروع المصرى الذى بدأ مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات، فهم يخشون من قوة مصر وجيشها وكما ذكرت فى مقال سابق يريدون تحجيم دورها أو بمعنى أدق لا يريدونها قوية لأنهم يعلمون أهمية تواجدها لإحداث التوازن فى المنطقة.
كما ذكرت، هذه هى نظرة الغرب الى مصر عبر التاريخ، ولكنها ازدادت فى عهد الرئيس السيسى بشكل ملحوظ لعدة أسباب لعل فى مقدمتها رفض الرئيس السيسى المحظورات التى كانت مفروضة على مصر لتقويض قوتها وقدرتها وتحجيم نفوذها وتطويعها وحصار استقلالها الوطني.
وذلك من خلال الاهتمام بتسليح تعزيز قوة الجيش المصرى والعمل على توطين تكنولوجيا التصنيع مع كل صفقة سلاح والأهم سياسة تنويع مصادر التسليح.
لم يقتصر المشروع المصرى فى عهد الرئيس السيسى على تطوير وزيادة القدرات القتالية للجيش المصرى فقط وإنما تضمن أيضاً تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية التى باتت محط أنظار الجميع، الأمر الذى أقلق البعض لا سيما الكيان الصهيونى وأوقع الحقد والغيرة فى نفوس البعض الآخر خاصة بعد تطوير ميناء العريش – عمل خط السكة الحديد طابا العريش– والعريش بورسعيد – والعين السخنة العلمين – محور قناة السويس – شبكة الطرق الرابطة بين الموانئ هذه المشاريع التى دمرت طموح إسرائيل ودول أخرى بأن تكون مركزاً تجارياً رئيسياً فى طريق الحرير الصينى لصالح مصر.
نأتى لواحد من أهم المشروعات أو الإنجازات التى تمت فى عهد الرئيس السيسى وأصابت الكثير من الدول القريبة والبعيدة بالذهول ولن أبالغ إذا قلت الجنون بعد ان اتخذت منظمة منتدى غاز المتوسط من القاهرة مقراً لها وتعادل أهمية وقيمة» الأوبك « فى البترول والتى جعلت مصر المركز الاقليمى الأكبر لتداول الغاز فى المنطقة بعدما تحولت من العجز الى التصدير ومورد رئيسى لأوروبا، وكذلك الحال فيما يتعلق بمخطط مصر للربط الكهربى بأوروبا وافريقيا وآسيا بعد مضاعفة الإنتاج ما يضعها فى مكانة سياسية كبيرة يزيد معها نفوذ مصر السياسى والاقتصادى والعسكرى أيضاً.
وبعد فشل مؤامرة كسر أو تركيع مصر بالإرهاب ونجاح أبطالنا فى الجيش والشرطة فى القضاء عليه تماماً بدأ مخطط الضغط الاقتصادى تحت وقع الازمة العالمية الاقتصادية ثم اللجوء لمحاولة زعزعة استقرار الأوضاع فى الداخل والسعى إلى إحداث انشقاق فى الصف الوطنى من خلال نشر الشائعات وبث روح الفرقة بين أبناء الوطن مستغلين الأزمات الاقتصادية والغلاء الذى يضرب معظم بلدان العالم المتقدم منها قبل النامى وتصويره على أنه أزمة مصرية.
أخيراً وليس آخراً كان اهتمام الدولة فى عهد الرئيس السيسى بتعمير سيناء وربطها بلحمة الوطن بستة انفاق وخطوط سكك حديدية ومدن جديدة هو ما قضى للأبد على طموحات المحتل فى العودة إليها مرة أخرى باعتبار التعمير بمثابة بناء ودفاع فى نفس الوقت كما قال المبدع جمال حمدان، ناهيك عن تحقيق الاكتفاء الذاتى بقدر كبير فى الدواء والغذاء بوصفهما أهم ضلعين فى مربع الاستقلال الوطنى مع الطاقة والسلاح إضافة إلى المشاريع الزراعية فى توشكى وشرق العوينات وسيناء والدلتا الجديدة .