تحديد الهدف فى أى عمل هو أول درجات النجاح.. فلا ينطلق عمل على وجه الأرض دون أن يكون له هدف.. ولا يوجد أحد يسير بلا هدي.. فهل سأل أحد من مسئولى الجبلاية أو سماسرة البيزنس نفسه ما الهدف من الدورى العام بجانب تنشيط العمل الرياضى والمتعة وتحقيق دخول للأندية والمشاركة فى المجتمع الدولى والاتحادات الرياضية العالمية.. قبل كل هذه الأهداف.. فإن الهدف الأساسى من الدورى العام هو الارتقاء بمستوى اللاعب المصرى لإعداد المنتخب القومي.. وكلما كان الدورى قوياً والمنافسة متعددة وقوية كانت الافرازات قوية والنتائج طيبة والمنتخب قوياً.. وهذا الهدف ليس اختراعا ولا ننفرد به عن دول العالم.. فكل الدوريات تركز على اعداد المنتخب.. ومن سنوات عديدة فوجئ الدورى الألمانى بأن كل أو 90 ٪ من حراس الدورى من المحترفين.. ولا يوجد من يحرس مرمى المنتخب الألمانى بالصورة المناسبة لمستوى وسمعة الألمان.. فسارع الاتحاد الألمانى بوقف احتراف حراس مرمى من غير الألمان عدة سنوات.. حتى صار حارس المنتخب الألمانى الأول فى العالم الآن.. بل أصبح أول حارس مرمى فى التاريخ ينافس على لقب أحسن لاعب فى العالم.. وكثير من دوريات الدول المتقدمة كانوا يحددون لاعبين اثنين أو ثلاثة لاعبين فقط أجانب لكل ناد حتى تكون هناك فرصة للمحليين للارتقاء بمستواهم والحفاظ على قوام المنتخب الوطنى قوياً.. والذى أثار ذلك فى نفسى وجال بخاطرى وأنا أرصد ظواهر الدورى المصري.. الإيجابيات والسلبيات ومستوى الأداء والمنافسات والتقييم الموضوعى للأداء.. دون الانسياق وراء تهليل المهللين وتنجيم انصاف اللاعبين.. فوجئت ان هدافى الدورى العام ومهاجمى كل الفرق من الأفارقة ومن غير المصريين.. فأخطر مهاجم فى الدورى المصرى «مابولو» النيجيرى مهاجم الاتحاد السكندرى الذى وصله عرض بحوالى مليون و400 ألف دولار أى حوالى 70 مليون جنيه.. وهداف الدورى حتى الآن وسام أبو على الفلسطينى نجم هجوم الأهلى ومعظم الفرق .. الزمالك.. الأهلي.. الاسماعيلي.. المصري.. الاتحاد.. سيراميكا.. الطلائع.. انبي.. معظم المهاجمين أفارقة.. فإذا بحثت عن مهاجم يمكن أن ينضم للمنتخب الوطنى ما وجدت حتى المحترفين لدينا فى الخارج وهم ثلاثة أو أربعة لاعبين على أكثر تقدير.. ليس بينهم مهاجم صريح سوى مصطفى محمد المحترف بالدورى الفرنسي.. وإذا كنا فى عصر الاحتراف والعرض والطلب.. أين ناشئو الأندية.. وأين أكاديميات الكرة من إعداد مهاجمين فى قطاع الناشئين وتدريبهم وصقلهم.. والمواهب كثيرة وموجودة فى مراكز الشباب والقرى والأكاديميات.. لكن لا أحد يهتم بهم.. ولا أحد من مواهب الشوارع والمراكز يجد طريقه لناشئى الأندية والأكاديميات.. فقد اختفى الكشافون الذبين جاءوا بالخطيب من نادى النصر وحسن شحاتة من كفر الدوار.. وعادل المأمور من مياه القاهرة.. وحسين السيد وحمدى نوح الموهوب من اسكو.. الآن اختفى الكشافون وظهر الميزنسون.. فلا أحد يمكنه أن يسجل فى قوائم الأندية والناشئين فى الأندية والأكاديميات إلا القليل ممن يستطيعون.. فاختفت المواهب وتلك قصة طويلة عاصرتها وعايشتها فى أندية القمة وحتى الدرجة الرابعة قصص وحكايات تفوق الخيالات.. وانعكس كل ذلك على مختلف الرياضات والبطولات.
>>>
ومنذ اعتزال عمرو زكى وعماد متعب وميدو ومحمد زيدان.. وهم من جيل واحد لم يظهر لدينا مهاجم فى قوة عمرو زكى الذى لعب عدة شهور فى «ويجان» الانجليزى أقوى دوريات العالم.. فحصل على لقب هداف الموسم ولفت أنظار العالم.. ولم يأت لاعب فى ذكاء ومهارة التسجيل مثل عماد متعب ولا سرعة وقوة وإصرار ميدو.. ولا موهبة زيدان الذى أبهر الألمان فى بروسيا دورتموند.
>>>
على أنديتنا ومدربينا الانتباه بأن هدفنا الأول المنتخب.. وضرورة إعادة النظر فى لائحة عدد المحترفين فى الأندية.. ولنكتفى باثنين فقط فى كل ناد حتى نعطى الفرصة للناشئين والمحليين قبل أن تجف ملاعبنا فلا نجد حارسا ولا مدافعا ولا مهاجما!!