لن يكلفك الأمر سوى حساب فارغ قابل للتمويل والنشر، حتى تبث من خلاله كل السموم وتوزع الاتهامات يمينا ويسارا دون سند أو حجة، وستجد الدعم والمتابعة والتأثير لدى كل مشتت وبعيد كل البعد عن التركيز والتدقيق فى كل ما يعرض أو يصل إليه من معلومات وشائعات.. ووجد هؤلاء المناخ المناسب للتوغل والتوسع فى الفترة الأخيرة، وأثرت اتجاهاتهم فى بعض المرتعشين من منطلق «الباب اللى يجيلك منه الريح…».
للأسف، صار هذا هو الحال فى معالجة مختلف القضايا والملفات الرياضية الهامة، وصرنا فى غابة من البيانات والأخبار المغلوطة والممزوجة بتغليب مصالح أصحابها فى كل الأحوال، وبصرف النظر عن صحتها من عدمها، وأصبح الحكم على مدى قوة المنتسب للمجال الرياضى بقدرته على الحشد، وتشكيل الرأى العام الرياضي، من خلال محترفى السوشيال ميديا ومنصاتها المتعددة والمتشعبة.
لا يتردد أى منهم فى ارتداء ثوب الفضيلة وتوزيع النصائح وإدعاء محاربة الفساد والضرب على أيادى المفسدين، حتى يدفع الاتهامات بعيدا عنه ويظهر بصورة المستقيم والمنضبط الذى جاء ليكشف ما يشوه صورة الوسط المضيئة.
جميع المنظومات والهيئات الرياضية تخضع لقانون الرياضة وما يندرج تحته من لوائح عامة وخاصة، وجميعها تشريعات توفر وتتيح لكل عنصر من عناصر المنظومة درجات التقاضى المختلفة، وكيفية الإبلاغ عن أى نوع من مظاهر الخروج عن النص وعن المألوف أو مخالفة القوانين واللوائح، وبالتالى فلا معنى لهجرة هذه الوسائل والسبل تماما، واللجوء لحيل ووسائل مضللة، للتعتيم وتضليل الرأى العام، والاعتماد على ضعاف النفوس فى نشر المغالطات وتوزيعها بأى شكل من الأشكال، وابتزاز الجالسين على كراسى الإدارة وتوجيههم نحو قرار أو مسلك واحد دون غيره..
قليل من الوعي، والتدقيق فى كل ما يصلك من منشورات وبيانات وأقاويل والبحث فى مصدرها وغاياته، سيعينك بلاشك فى الحكم على الأشياء واستقاء المعلومة الصحيحة والبناء عليها، وسط كم هائل من الشائعات والمغالطات والتى باتت تسيطر على تفكيرنا وتقودنا لأحكام غير مدروسة ولا مدعمة بحجج وأسانيد، وبالتالى نضل طرقنا نحو التطوير والنهوض بالشكل المناسب رياضيا، بسبب ملاعب السوشيال ميديا.