الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .. عندما قال شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم فى قصيدة العلم هذه الكلمات فإنه كان يدرك تماماً الدور الكبير للمرأة المصرية فى بناء الأسرة وتربية النشء وبناء المجتمع والوطن وأرسى بهذه الكلمات المبادئ السليمة والأسلوب الواعى فى إعداد الأجيال جيلا ًبعد جيل فالأم هى المدرسة الأولى التى يتعلم فيها الصغار ليس الحروف والكلمات والابجديات الأولية فحسب وإنما يتعلم مبادئ وقيم واخلاقيات
فهى اول انسان يتلقى منه الصغار المفردات وكل الآداب والقيم التى يشب عليها ومنذ فجر التاريخ لعبت الأم دوراً بارزاً فى الحياة العامة وحتى فى الحروب فكانت المرأة تخرج وراء الجيوش فى الفتوحات والغزوات ورد العدوان تداوى الجرحى وتسعف المصاب وتشد من أزر الرجال فى كل المواقع.
إذا كان الإسلام قد حرر المرأة من الرق والعبودية وحافظ على حقوقها وكرامتها فانه قد أرسى حقوق المرأة التى استمرت على مدى عصور متمتعة بكافة الحقوق والمكانة المميزة بدءاً من رائدة التنوير فى المجتمع هدى شعراوى وأم المصريين صفية سعد زغلول إلى عالمة الذرة سميره موسى إلى عصر اليوم الذى تبوأت فيه المرأة المصرية مكانة متميزة غير مسبوقة فأصبحت وزيرة وسفيرة وقاضية وطبيبة ومهندسة وشرطية ومُعلمة صاحبة التميز الأعظم والدور الاكبر فى جوانب الحياة وصارت عنصراً بناء لها مكانة خاصة فى المجتمع وبالأمس القريب قرأت خبراً فى جريدتنا الغراء الجمهورية المجلس القومى للمرأة يشيد بالمستشار أحمد عبود رئيس مجلس الدولة على قراره بإلحاق ثلاث قاضيات بالمكتب الفنى فانه يدل على قدرة القاضيات على بُعْدِ والتفانى فى العمل وتحمل المسئولية كما يدل على بعد نظر رئيس مجلس الدولة وثقته فى المرأة بإلحاق القاضيات بالمكتب الفنى لتتبوأ المرأة مكانة رفيعة غير مسبوقة وليس أعظم من احتفاء الدولة بالمرأة بعد ان خصصت لها مجلسا قوميا له دور مشهود فى كل المجالات ولا تمر مناسبة تكريم ألا ويكون للمرأة مكان لها
المرأة هى الأم والابنة والزوجة والأخت غرست فينا المبادئ والقيم وحب العلم والاطلاع والانتماء للوطن والتشجيع على العلم واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير والاحسان للجار.
ان المكانة الرفيعة التى وصلت إليها المرأة المصرية الآن تؤكد إيمان القيادة السياسية بدور المرأة وتمكينها بالصورة التى تزيد من عطائها وتكرس من جهودها لتغذية النشء وخلق جيل قادر على مواجهة التحديات والمساهمة الفعالة فى بناء المجتمع والمشاركة الإيجابية فى الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وجاء الدستور المصرى يؤكد المكانة الرفيعة للمرأة وتمكينها فى كل المجالات فأصبح لزاما ان تشارك فى المجالس النيابية بنسبة 25 ٪ ويكون دورها بارزاً فى كافة المحافل لتاخذ مكانها جنباً إلى جنب مع الرجل لتكون الجناح الآخر الذى يقود مسيرة البناء والتنمية والتقدم والازهار ان المرأة المصرية ليست فقط نصف المجتمع وإنما هى كل المجتمع فهى الأم والمعلمة والابنة والزوجة وهى سر سعادة الإنسان.