أقدم التهنئة لكل من فكر وخطط ووضع برنامج زيارة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون لمصر خلال الأيام الماضية.. فقد حققت تلك الزيارة مكاسب عديدة للدولتين الكبيرتين فى وقت حساس تحتاح فيه كل دولة منهما الى مزيد من الدعم السياسى والاقتصادى والعسكرى فى ظل تحالفات دولية، وتحديات تواجه التجارة العالمية بعد قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على دول العالم، وفى ظلم استمرار العدوان الاجرامى وحرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل على مرأى ومسمع من العالم.
لقد جاء توقيت الزيارة (ضربة معلم) كما يقول المثل المصرى.. فالتوقيت كان مهما للغاية، حيث تزامنت مع زيارة مجرم الحرب الصهيونى الى البيت الأبيض، ولقائه الرئيس الامريكى الداعم الأول له فى حربه القذرة على الشعب الفلسطينى، واستمرار الحملات العسكرية الصهيونية وقتل العشرات من الأطفال والنساء يوميا ولذلك كان اتصال الرؤساء الثلاثة بالرئيس الامريكى محاولة إنقاذ مهمة لارواح من تبقى على قيد الحياة ودون إصابة من الفلسطينيين.. ومحاولة جادة لمنع المجرم الصهيونى من تسويق المزيد من أفكاره العدوانية لدى الإدارة الأمريكية.
ثانى النتائج المهمة لهذه الزيارة أنها أكدت للجميع أن مصر ليست دولة معزولة عن العالم، وأن تمتلك علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية جيدة مع العديد من دول العالم غربا وشرقا،وأمامها بدائل جاهزة لعقد صفقات تعاون عسكرى مع دول متقدمة عسكريا وعلميا فى مجال التصنيع العسكرى، وهى رسالة مهمة للإدارة الأمريكية التى تدلل العدو الصهيونى طوال الوقت، وتمنحه ما تعتقد أنه يضمن له التفوق العسكرى.. وكان لاستقبال طائرات الرافال الفرنسية الصنع- التى تمتلكها مصر الآن ضمن اسطولها الجوى العسكري- لطائرة الرئيس الفرنسى ومرافقتها لطائرته فى الأجواء المصرية دلالة مهمة ورسالة واضحة لجميع المتربصين بمصر،وقد أعلن الرئيس الفرنسى من القاهرة استعداد بلاده لتقديم المزيد من الطائرات والمعدات العسكرية المتطورة الى مصر.
>>>>
لقد أكد خبراء الاقتصاد أن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر، حملت أبعادًا سياسية واقتصادية وثقافية وتنوعت محاورها بين توقيع اتفاقيات اقتصادية وتنموية، والترويج للسياحة، إلى جانب تأكيد عمق العلاقات بين البلدين ودور مصر المحورى فى المنطقة، حيث تم (ترفيع) العلاقات المصرية الفرنسية الى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى ظل ظرف شديد الصعوبة يواجه كل الاقتصادات العالمية وبشكل خاص طائفة الاقتصادات الناشئة التى من بينها الاقتصاد المصرى، ويتزامن هذا مع الصدمة التى أصابت الأسواق العالمية، جراء قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بفرض حزمة من التعريفات الجمركية على أكثر من 180 دولة حول العالم ودفعة واحدة وبمعدلات مرتفعة وغير مسبوقة، مما عزز من سعى كافة الدول نحو عمل اتفاقات شراكة استراتيجية وخلق تكتلات اقتصادية لمواجهة التطورات الحادثة على المشهد الاقتصادى العالمى.
وشدد خبراء السياحة أن زيارة الرئيس الفرنسى لمنطقة الحسين وخان الخليلى والمتحف المصرى الكبير تمثل أكبر دعاية وترويج للسياحة المصرية، خاصة أن الرئيس الفرنسى كان يسير بجوار الرئيس السيسى فى شوارع الحسين وخان الخليلى وسط شعب مصر وزحام المنطقة الشديد ما يؤكد أن مصر تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار وهذه رسالة للعالم كله رغم ما يعانيه العالم من توترات جيوسياسية وتحديات كبيرة، وهذا بالتأكيد سوف يسهم فى زيادة عدد الوفود السياحية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
>>>>
من النتائج المهمة للزيارة ما شهدته جامعة القاهرة من لقاء الرئيس الفرنسى باساتذة الجامعة وحديثه معهم عن مشروعات وبرامج فرنسا لدعم التعليم فى الدول النامية.
وأكد لقاء ماكرون باساتذة وعلماء جامعة القاهرة أن الدول المتحضرة تعتمد على الفكر والثقافة كأداة لدعم مكانتها الدولية ولا تعتمد على السطو على أموال وثروات الآخرين لحل مشكلاتها الاقتصادية كما تفعل دول أخرى الآن حيث تمارس البلطجة لاجبار الآخرين على تقديم أموالهم وثرواتهم لها.