تم إطفاء الحرائق المشتعلة فى جنوب لبنان بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والذى بموجبه تم تكبيل حزب الله وتحييد الجانب الإيرانى ، وفى اليوم التالى صرح نتنياهو بأن الأسد يلعب بالنار وكانت هذه العبارة بمثابة كلمة السر وبموجبها انطلقت جحافل الميليشيات المسلحة والمدعومة من بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها جبهة النصرة التى تمثل الذراع اليمنى لتنظيم القاعدة فى إدلب.
>>>
فجأة ودون سابق إنذار ومع انسحاب وانسحاق حزب الله من الأراضى السورية صدرت الأوامر لتنظيم النصرة الذى حاول غسل سمعته بتغيير اسمه إلى هيئة تحرير الشام وتصنف منظمة إرهابية وفقا للأمم المتحدة بأن يتحرك لصناعة الفوضى فى حلب وقراها ، وبالفعل شاهدنا أثر هذه التحركات من خلال سيل الفيديوهات الذى يتم نشره على أوسع نطاق بهدف خلق حالة من الفوضى تشبه ما جرى فى 2011.
>>>
وكأن مايجرى الآن بمثابة «ملحق للربيع العربى»، الحقيقة لا تدرى سر صيحات «الله اكبر» بالخراب والدمار والقتل والتشويه والإفساد فى الأرض؟ لماذا يتجه الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان وداعش والقاعدة والنصرة إلى حيث يوجد علم الدولة الوطنية فيمزقونه ويركلونه بأحذيتهم؟ لماذا يتم السطو على السلطات المحلية وتصوير ذلك ونشره وإثارة الرعب فى قلوب الجميع؟
>>>
بالأمس كنت أتابع ما يجرى على أرض سوريا الحبيبة من خراب ودمار وأعلم أنها مخططات «صهيو إخوانية» وتساءلت بينى وبين نفسى، لماذا استبدل هؤلاء تحرير الجولان المحتل بتدمير حلب؟ أليس تحرير الأرض من الصهاينة واجب وفرض على الجميع وفى مقدمتهم من يرفعون رايات الدين؟ الجولان محتل والقدس أسير وغزة تنتحب فماذا تنتظرون لو كنتم مخلصين؟
>>>
يا سادة نحن نقرأ فصلاً رديئاً من كتاب الأزمة ونرى مشهداً كئيباً من مسلسل للانهيار، فسوريا التى تمثل العمق الاستراتيجى الشرقى لمصر جار بناء مداميك الخراب والدمار والتقسيم وفق خطة نتنياهو المعلنة، الجيش السورى مدعوم من روسيا وميليشيات النصرة مدعومة من انقرة والعلاقات بين موسكو وأنقرة جيدة فماذا يمكن أن يحدث بعد هذه اللوغاريتمات المعقدة؟ هل ستلتزم إيران ومعها حزب الله الصمت حيال محاولة الزحف على الدولة السورية وجيشها لإسقاط نظامها؟
>>>
الثابت الوحيد المفهوم فى هذه المعادلة هو أن إسرائيل تدير المشهد بحرية كاملة وبدعم أمريكى زاعق وبمباركة إخوانية لا تخطئها عين خبير، أتوقع أن يشتعل الموقف ويزداد اشتعالا مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ولا ننسى حديث ترامب عن حق إسرائيل فى التوسع والاستيطان، ويجب أن ننعش ذاكرتنا التى ربما أصابتها الشيخوخة المبكرة من فيض الخذلان، بأن ترامب هو من أهدى إسرائيل الجولان مجاناً ودون سابق إنذار، الخلاصة أننا ننظر إلى ما يجرى فى سوريا على أنه أو كأنه يجرى فى مصر.