فى الوقت الذى توجه فيه رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، إلى الدوحة من أجل بحث مقترح الهدنة فى غزة، شن الاحتلال الإسرائيلى أمس غارات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء فى مناطق مختلفة بالقطاع ،بينما حذرت وكالة الأونروا من نفاد معظم الامدادات مما يضع أهالى القطاع فى مأزق إنسانى صعب.
استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وأُصيب 152 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية فى مختلف أنحاء غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة فى القطاع.
استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق سكنية، ومبانى مدنية، ومواقع نزوح، ومخيمات مؤقتة، إضافة إلى مركز للشرطة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. ففى شمال القطاع، أدت إحدى الضربات إلى مقتل 18 شخصًا على الأقل، بينما أسفرت غارة أخرى عن مقتل 11 شخصًا، بينهم طفل واحد على الأقل، وفق ما أفاد به مسئولون فى القطاع الصحي.
واستشهد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، فى قصف إسرائيلى استهدف خيمتهم فى منطقة المواصى بخان يونس، جنوب قطاع غزة. حيث قصف جيش الاحتلال خيمة لعائلة فلسطينية ما أدى إلى استشهاد رجل وزوجته الحامل، وأطفالهما الثلاثة، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
ارتفعت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 51355 والإصابات إلى 117249.
من جانبه أشار مدير بالدفاع المدنى إلى إن قوات الاحتلال تستهدف خيام النازحين، مؤكداً ان الخسائر البشرية تزداد نتيجة استهداف الاحتلال المباشر.
إنسانياً، قال الإعلام الحكومى بغزة إن المجاعة تتسع والقطاعات الحيوية تنهار وسط حصار خانق وصمت دولى مخز، مشيراً إلى أن أكثر من مليون طفل أصبحوا فى بؤرة الخطر.
حذر الإعلام الحكومى من استمرار تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل مخيف مع مواصلة الاحتلال إغلاق المعابر.خاصة وان أكثر من 2.4 مليون إنسان فى القطاع يواجهون خطر الموت جوعاً.
أشار إلى أن المجاعة أصبحت واقعا مع تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية شملت 50 طفلاً.
من جانبها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجددًا فى قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التى أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أوضحت أونروا، فى بيان نشرته عبر منصاتها الرسمية، أن عمليات النزوح الأخيرة تركت الفلسطينيين محصورين فى أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية «مجزأة، غير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة».. أكدت الوكالة أن الملاجئ المكتظة تعانى من أوضاع كارثية، فى حين تواجه الجهات المقدمة للخدمات صعوبات كبيرة فى العمل وسط استنزاف شبه كامل للموارد المتوفرة.
إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى أن «الملاجئ المكتظة فى حالة مزرية، ومقدمو الخدمات يكافحون من أجل العمل، والموارد المتبقية فى طريقها إلى النضوب».
أشارت الوكالة إلى إن الحصار الذى تفرضه سلطات الاحتلال على غزة منذ أكثر من 50 يوماً يؤدى إلى نفاد سريع فى الامدادات الإنسانية الأساسية، بما فى ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية ولقاحات الأطفال.
وفى آخر تحديث لها عن الوضع فى قطاع غزة، كشفت الوكالة أن امدادات الدقيق نفدت لديها، ولم يتبقَّ فى مخازنها سوى 250 طرداً غذائيا، قبل يومين.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عمليات المساعدات الإنسانية التى تقدم فى غزة لا يمكن أن تتم إلا وفقًا لمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية.
لفت دوجاريك إلى أن امدادات الغذاء منخفضة بصورة خطيرة فى جميع أنحاء غزة، وأنَّ حالات سوء التغذية تتزايد بسرعة. مؤكدا على أنَّ الظروف المعيشية فى جميع أنحاء غزة «مروعة».
أشار المسئول إلى أنَّ 75 ٪ من السكان معرضون لمياه الصرف الصحى والنفايات المفتوحة، ما يسبب مشكلات صحية شديدة الخطورة. داعيا الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مرة أخرى وتوزيعها على المحتاجين.
من جهة أخرى صرح وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس انه يتعيّن على الجميع إنهاء الحرب وتحقيق حل الدولتين. مندداً بالعمليات الإسرائيلية التى تتسبب فى استمرار قتل المدنيين فى غزة والضفة الغربية.
دعا ألباريس إلى ضرورة إدخال المساعدات فوراً إلى غزة والسماح بوصول الغذاء والأدوية.
على صعيد المفاوضات كشفت مجلة المجلة البريطانية تفاصيل نص مسودة جديدة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق وقف دائم لاطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
يشمل الاتفاق المقترح إطارعمل لوقف اطلاق نار مؤقت لمدة 45 يوما، بينما يتم استئناف ادخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
كما يشمل الاقتراح شروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وكذلك إعادة الانتشار العسكرى الإسرائيلي، ونزع السلاح من القطاع، وإعلان وقف اطلاق نار دائم.