شلل الأطفال يهدد 600 ألف بسبب نقص التطعيمات
أكد قيادى فى حركة حماس لوكالة «فرانس برس» أمس ان وفد الحركة توجه إلى القاهرة لبحث «أفكار جديدة» للتهدئة فى قطاع غزة. وقال القيادي، الذى فضّل عدم الكشف عن هويته إن الوفد «سيُجرى اجتماعات مع المسئولين المصريين حول أفكار جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
أشار القيادى فى حماس إلى أن الوفد يضم خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض، وعددًا من القيادات.
فى الوقت نفسه، تناولت تقارير إعلامية مقترحًا جديدًا، طرحه الوسطاء بين حماس وإسرائيل؛ بشأن هدنة طويلة الامد فى غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين فى القطاع.
تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريرًا لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، نقل عن مسئول كبير فى حركة حماس، أن الوسطاء طرحوا اقتراحًا جديدًا لهدنة طويلة الامد فى غزة.
أوضح مصدر فلسطينى، أن المقترح من شأنه أن يتضمن هدنة لمدة تتراوح بين 5 و7 سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين فى السجون الإسرائيلية، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة، ووقف القتال بشكل كامل.
قالت «تايمز أوف إسرائيل» إن المقترح الجديد، يُؤكد ما نشرته الصحيفة حول «الاتفاق الشامل» الذى تسعى إليه حماس. وأنها حماس مستعدة للموافقة على وقف جميع العمليات العسكرية، بما فى ذلك تطوير الأسلحة وحفر الانفاق، مقابل وقف إطلاق النار على المدى الطويل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها أن حماس مستعدة أيضًا للتنازل عن السيطرة على غزة لهيئة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إلى تقرير نقل عن مصدر فلسطينى كبير، قال إن حماس أبدت استعدادها لتسليم حكم غزة لأى كيان فلسطينى يتم الاتفاق عليه «على المستوى الوطنى والإقليمي»، مضيفة أن ذلك قد يكون السلطة الفلسطينية، وهو الخيار الذى رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وقال المصدر إنه «من السابق لأوانه تقييم ما إذا كان الاقتراح الجديد يمكن أن يؤدى إلى انفراجة فى المفاوضات المتوقفة»، لكنه ذكر أن الجهود «جدية» وأن حماس تظهر «مرونة غير مسبوقة» بعد رفض الاقتراح الأخير، الذى ورد أن إسرائيل قدمته الأسبوع الماضي.
ميدانياً، واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 36 لعودة الحرب مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وحسب مصادر فلسطينية فقد وصل عدد الشهداء خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة إلى 24 شهيداً وعشرات الجرحي.
قصفت طائرات الاحتلال بشكل متزامن آليات وجرافات متوقفة بغزة وخان يونس بعضها دخل للقطاع قبل اشهر قليلة لإزالة الركام.
وأسفرت غارات جوية إسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة عن مقتل 25 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات، وفق ما أفاد به المتحدث باسم جهاز الدفاع المدنى الفلسطيني، محمود بصل.
وقال بصل إن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت عشرات الغارات، استهدفت مناطق سكنية فى مدن خان يونس ورفح ومدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعى وإطلاق نار من مروحيات عسكرية. وأشار إلى أن القصف أدى إلى دمار واسع فى البنية التحتية، إلى جانب تدمير منازل وممتلكات خاصة، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت آليات ومعدات إنقاذ ثقيلة، كانت تستخدمها فرق الدفاع المدنى لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدنى تواجه صعوبات كبيرة فى الوصول إلى المناطق المستهدفة، بسبب استمرار القصف ونقص المعدات اللازمة للإنقاذ.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة فى غزة أن 26 شخصا قتلوا وأصيب 60 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية فى 18 مارس إلى 1890 قتيلاً ونحو 5 آلاف مصاب. كما أفادت الوزارة أن إجمالى عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر الماضى بلغ 51266 شخصاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 116 ألفاً.
إنسانياً، ولليوم الأربعين على التوالي، تواصل السلطات الإسرائيلية منع إدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى غزة، حسبما أفادت به مصادر طبية فى القطاع. وأوضحت المصادر أن هذا المنع يعطل تنفيذ المرحلة الرابعة من حملة الوقاية من شلل الأطفال، مما يشكل تهديداً صحياً خطيراً للأطفال فى غزة.
يقدر عدد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة فى غزة بأكثر من 602 ألف طفل، فى ظل استمرار غياب التطعيمات الأساسية. وحذرت المصادر من تفاقم الوضع الصحى، خاصة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ونقص مياه الشرب، مما يزيد من احتمالات حدوث مضاعفات صحية غير مسبوقة بين الأطفال.