الاحتلال يهدد بهدم ٣٠٠ منزل فى جنين
فى الوقت الذي تواصل فيه مصر جهودها المكثفة بالتنسيق مع الوسطاء لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد والعودة إلي الهدنة واستكمال اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين.
أعلن مسئول فى حركة حماس أمس أن الحركة ردت «بإيجابية» على مقترح مصر لمحاولة إعادة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مساره، وذلك بعد أن أجرت اتصالات الأسبوع الماضي. ويشمل الاقتراح وفق حركة حماس على تحديد مواعيد لإطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل الكامل بضمانات أمريكية. كما ينص على أن تطلق حماس كل أسبوع سراح 5 رهائن على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول ومقابل سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار أسبوعًا.
يأتى ذلك مع استئناف إسرائيل عدوانها علي قطاع غزة لليوم السابع، إذ اغتال جيش الاحتلال القيادى فى حماس إسماعيل برهوم و5 آخرين، أثناء تلقيه العلاج فى غارة على غرفة العمليات بمجمع ناصر الطبى فى مدينة خان يونس جنوبى القطاع. كما استشهد مدير التربية والتعليم فى شرق خان يونس منار أبو خاطر وعدد من ابنائه فى قصف بيته فى منطقة معن شرق المدينة.
ويستمر استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين فى غارات إسرائيل على مختلف مناطق القطاع، منها منطقتا المواصى ومعن بخان يونس جنوبى القطاع وقرية أم النصر شمالى القطاع، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 730 منذ استئناف إسرائيل للضربات.
وقالت بلدية مدينة رفح الفلسطينية إن حى تل السلطان يتعرض لإبادة جماعية، وإن آلاف المدنيين محاصرون تحت قصف إسرائيلى عنيف من دون وسيلة للنجاة. وأضافت البلدية إن الاتصالات مقطوعة عن الحى وإن العائلات فيه بلا ماء أو غذاء أو دواء وسط انهيار تام للخدمات الصحية. وأوضحت أن الجرحى فى المنطقة ينزفون حتى الموت وأن الأطفال يموتون جوعًا وعطشًا مع استمرار الحصار والقصف.
من جانبها قالت حماس إن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وتنكيل جريمة حرب مكتملة الأركان تنتهك المواثيق الدولية والإنسانية. ونددت الحركة باستشهاد الفتى وليد خالد أحمد من سلواد بمحافظة رام الله فى سجن مجدو بسبب التعذيب وتعمد الإهمال الطبي. ووليد هو الشهيد 63 فى سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة فى 7 أكتوبر 2023، حسب بيان مشترك لهيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطيني. وأضافت الحركة أن تلك الانتهاكات لن تمر دون رد، داعيةً كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية إلى تحمّل مسئولياتها والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الأسري.
على صعيد متصل أعلن مكتب الإعلام الحكومى فى غزة فقدان التواصل مع طاقم الدفاع المدنى والهلال الأحمر الفلسطينى لدى محاولتهم إنقاذ مصابون فى مناطق القصف. وأضاف المكتب الاحتلال يواصل إغلاق المعابر والتجويع والتعطيش والإبادة البطيئة فى قطاع غزة، وإنه يمنع دخول 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود ما أدى إلى كارثة إنسانية. وأضاف المكتب أن الاحتلال يفرض سياسة تجويع على الأهالى ما تسبب بنشر سوء التغذية خصوصًا عند الأطفال، لا سيما مع إغلاق عشرات المخابز بسبب انعدام الغاز وقلة الدقيق. وأوضح المكتب أن الاحتلال دمر أكثر من 700 بئر ما أدى لتفاقم أزمة المياه وتزايد الأمراض بسبب التلوث، بخاصة مع منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وقِطع غيار مولدات الكهرباء للمستشفيات، ومنع دخول الجراحين والوفود الطبية ما يهدد حياة آلاف المرضي. وحملت حماس الاحتلال والإدارة الأمريكية كامل المسئولية عن الجرائم المستمرة بحق المدنيين.
لكن وزير خارجية إسرائيلى جدعون ساعر زعم إن إسرائيل ليست ملزمة بإدخال المساعدات إلى غزة مى لا تستفيد حماس منها، وإن الحرب لن تتوقف إلا إذا صسلمت حماس سلاحها وأفرجت عن «الرهائن».
ومن جانبه قال رئيس أركان إسرائيل إيال زامير إنه لا خيار سوى تصعيد الضغط العسكرى على حماس لإطلاق سراح المحتجزين، وأضاف أن «عملياتنا تضرر حماس لكنها لا تدفعها إلى إطلاق سراح المختطفين».
ومن ناحية أخرى قالت مفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس إن استئناف الحوار هو الطريق الوحيد لوقف معاناة غزة، لكن من دون أن يكون لحماس أى دور فى مستقبل القطاع، ومنددةً بما وصفته بعنف الحركة ومؤيدةً لما قالت إنه حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها. كما أعربت عن قلقها تجاه ما يحدث فى الضفة الغربية.
وفى الضفة الغربية، أجبرت قوات الاحتلال أصحاب محلات على إغلاق محالهم فى جنين والخليل، كما أصيب 4 فلسطينيين فى مواجهات مع قوات الاحتلال فى بلدة دورا جنوب الخليل. وأضافت مصادر فلسطينية إن الاحتلال اعتقل فلسطينيين منهم نساء عقب التنكيل بهم فى مخيم شعفاط بالقدس.
وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين إن الاحتلال يهدد بهدم 300 منزل فى حارات الألوب والحواشين والسمران بالمخيم، وإن أكثر من 21 ألف نازح لا يزالون فى مراكز إيواء وبمدينة جنين وقرى بالمحافظة، وإن العدوان على جنين ومخيمها أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة العشرات على الأقل.
من جانبها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عشرات آلاف النازحين قسرًا فى شمال الضفة دون مأوى وبلا خدمات أساسية ورعاية صحية، وطالبت إسرائيل بإنهاء التهجير القسرى ووقف تدمير المخيمات فى شمال الضفة.
هذا ما أكدته وزارة خارجية ألمانيا فى إدانتها لسياسة الاستيطان بالضفة، إذ قال المتحدث باسم الوزارة إن عمليات إسرائيل فى غزة لا تحرر الرهائن ويتدهور معها الوضع الإنساني. وأعلنت الوزارة رفضها قرار إسرائيل تحويل 13 مستوطنة غير قانونية فى الضفة إلى بلديات رسمية.