حالة من الحراك والحيوية تشهدها الأسواق حاليا فى ظل حملات مقاطعة غير مسبوقة لكل التجار الذين أصابهم الجشع وعميت قلوبهم قبل أبصارهم بحمى الطمع والتربح السريع والكبير على حساب الغلابة ..فى الأسابيع الأخيرة وبعد تحرير سعر الصرف واستقرار الدولار ووفرته فى البنوك تراجعت أسعار كثير من البضائع مثل الدقيق والاعلاف ومن ثم انخفضت أسعار المواشى مثلا.. ومع كل ذلك لم تشهد أسعار اللحوم والدواجن والأسماك والبيض اى تراجع.. بل على العكس تماما.. الاسعار في تصاعد وتزايد فى استفزاز مروع لمشاعر الناس وظروفهم واحتياجاتهم.. وفى نفس الوقت يتحدى هؤلاء الجشعون الطماعون المحتكرون قواعد وآليات السوق الحر
.. عندما تتراجع اسعار المكونات ومواد الإنتاج.. حتما تتراجع اسعار السلع .
وأمام هذه الأوضاع المقلوبة فى الأسواق لم يجد المستهلكون بدا من استخدام سلاح المقاطعة وهو سلاح فتاك ومدمر ويؤتى بنتائج رائعة ومبهرة إذا احسن استخدامه.. الشرارة الأولى انطلقت من المدينة الحرة الباسلة.. بورسعيد قلعة الابطال.. أعلنوا مقاطعة الأسماك بكل أشكالها وأنواعها.. وفى وقت قصير للغاية تحققت النتيجة المرجوة.. انخفضت أسعار الأسماك بنسبة تقترب من ٪50 ولأول مرة نرى أرقاما للأسعار على طاولات السمك لم نرها من فترات طويلة مثل 20,30,40,60 للبلطى والسردين والمكرونة والبورى وكانت الاسعار المعلنة قبل المقاطعة تناهز المائة جنيه وتفوقها ..وسريعا انتشرت حمى المقاطعة كالنار في الهشيم.. من بورسعيد إلى الإسكندرية فالسويس والإسماعيلية إلى أن وصلت إلى القاهرة والجيزة عبورا لباقى محافظات مصر.. الملايين تفاعلوا بحماس وإيجابية مع الدعوات.. ولم تعد المقاطعة قاصرة على الأسماك فحسب.. بل امتدت إلى اللحوم والدواجن والبيض وغيرها من السلع الأساسية التى لاغنى عنها فى كل بيت لكن الناس قرروا عدم دخولها بيوتهم وحرموها على أنفسهم مادامت بتلك الاسعار الكارثية.. زلزال المقاطعة وتفاعل الناس فى كل مكان زلزل الأرض تحت اقدام تجار الجشع ومص دماء الناس ولذلك خضعوا وخنعوا وتراجعوا قهرا وقسرا رغم أنوفهم وخفضوا اسعار سلعهم ومع ذلك مازالت الحملات مستمرة من اسوان للإسكندرية وأتمنى أن تتواصل حتى نصل إلى كلمة سواء وأسعار مناسبة للطرفين.. التاجر يحصل على هامش ربح بسيط.. والمستهلك الغلبان يشم نفسه ويرفع ظهره ويلتقط أنفاسه بعد سنوات من المعاناة رزخ خلالها تحت رحمة الطماعين والمحتكرين .
الاسبوع الماضى وفى هذا المكان تحدثنا عن قرارات التموين والغرف التجارية بخصوص تخفيض اسعار العيش السياحى والفينو.. والحقيقة أن كثيراً من المخابز استجابت للمبادرة وخفضت اسعارها ورفعت لافتات جديدة بأسعار جديدة.. ولكن للاسف مازال البعض من أصحاب المخابز على قديمه يرفضون التنازل عن الربح الكبير رغم تراجع اسعار الدقيق بصورة كبيرة بدعوى أنهم اشتروا كميات كبيرة من الدقيق بأسعار الماضى العالية.. وطبعا كلامهم مردود عليه وحجتهم داحضة.. فمن المعلوم أن المخابز لاسيما السياحية تشترى احتياجاتها من الدقيق كل يوم او يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر.. ومن ثم لابد أن يخضع الجميع لقرارات التموين والغرف التجارية والا يتم توقيع عقوبات مشددة ومغلظة من جانب التموين وجهاز حماية المستهلك اولا ثم من جانب المستهلك نفسه بمقاطعة اى مخبز لايلتزم التسعيرة الجديدة.
اتمنى ان يظل السلاح صاحى.. سلاح المقاطعة فتاك ومؤثر.. وتفعيل استخدامه يقطع رقاب الجشع والطمع ويلوى ذراعهم ويجبرهم على الخضوع لإرادة الحق والعدل والمنطق.. ولكل الناس فى كل مكان على أرض مصر المحروسة.. استمروا فى مقاطعة أهل الجشع والطمع والاحتكار.. تنازلوا قليلا عن احتياجاتكم واكلاتكم المفضلة حتى تربحوا كثيرا فيما بعد وتفرضوا ارادتكم فتعلو كلمة الحق وتنتصر إرادة العدل.. ولكل أصحاب الدعوات والمبادرات بالمقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي وكل المنصات والصفحات والوسائل.. واصلوا جهدكم حتى ينصاع الجميع لصوت الحق ويحصل الناس على احتياجاتهم بأسعار عادلة ومناسبة.. والتجار الشرفاء رغم قلتهم اقول.. تمسكوا بشرف التجارة وقواعد البيع والشراء الحلال وقدموا المثل الأعلى والقدوة المثلى وبيعوا للناس بضاعتكم المزجاة بالسعر العادل واكتفوا بهامش ربح بسيط لكنه حلال .