التفاوض تحت النار لانضاج مسار للتسوية بين لبنان إسرائيل هو العنوان الكبير المواكب للاجواء الايجابية بشأن وقف الحرب على لبنان بعد ان سلمت السفيرة الامريكية فى بيروت مسودة الاتفاق لرئيس مجلس النواب نبيه برى بجانب اطلاق بالونات اختبار من جميع الاطراف لجس النبض عن اقصى التنازلات لاطراف الصراع.
المفاوض اللبنانى يرى أن مشروع مسودة الاتفاق مرتبطة ببنودة ومدى توافقها مع مصلحة الطرفين والاستعداد للموافقة عليه وما مدى الاستعداد الصهيونى لإنهاء الحرب.
مسودة مشروع الاتفاق تتضمن ما بين 13 و14 بندأ معظمها لا خلاف على القبول بها.
إلا أن هناك نقاطا خلافية منها ما تسرب حول مطالبة إسرائيل بأن يكون لها حق التدخل العسكرى فى لبنان حين ترى الحاجة لذلك وهنا ما يمس السيادة اللبنانية .ما الجهة الضامنة لتنفيذ اى اتفاق تتوصل له المفاوضات فى الوقت الذى تتمسك فيه لبنان بالقرار 1701 دون إدخال أى تعديلات أو إضافات والذى ينص على حصر الوجود المسلح فى جنوب نهر الليطانى على الجيش اللبنانى وتعزيز انتشاره.
لكن فى زيارة عاموس هوكستين الاخيرة لبيروت أكد على أن المشكلة ليس فى القرار الاممى وإنما فى آلية تطبيقة بما يفهم أن هناك نوايا على إدخال تعديلات على القرار بتشكيل لجان للإشراف على التنفيذ وإقصاء أو تحجيم قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة «اليونيفيل» والتى رصدت العديد من الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الاممى منذ صدوره عام 2006 وحتى نشوب حرب مساندة غزة.
هل هناك نوايا صادقة من جانب إسرائيل لإنهاء الحرب وهل زيارة هوكستين للمنطقة لها علاقة بالخلاف حول آلية تنفيذ القرار الاممى 1701 وعدم الموافقة على انشاء لجنة جديدة انما طرح تعزيز اللجنة المكونة من اليونيفل ولبنان وإسرائيل بمراقبين أمريكيين وفرنسين وسقفها تعزيز سيادة لبنان
هل سينجح هوكستين فى زيارته فى التوصل لوقف اطلاق النار فى ظل رغبة كل من بايدن وترامب للتوصل لوقف اطلاق النار فى لبنان لان إسرائيل لم تعد متمسكة سوى بعودة حزب الله شمال الليطاني.
أما لبنان متمسكة بالقرار 1701 وبلجنة ثلاثيةمكونة من إسرائيل ولبنان والامم المتحدة رغم عدم النص عليها فى القرار بهدف معالجة التنفيذ والمراقبة ولا تعطى لإسرائيل حرية الحركة.
ونظرا لتطابق الرؤى بين أمريكا وإسرائيل فى نظرتهما لحزب الله باعتباره جماعة إرهابية وبالتالى غير متوقع أن يأتى هوكستين بخل يحفظ للبنان سيادتها.
والأهم هل يريد نتنياهو إبرام إتفاق لوقف اطلاق النار أم يريد التفاوض من أجل التفاوض فقط لارضاء الرأى العام الداخلى والدولى أم يريد إفشال الاتفاق بالتصعيد والاغتيالات والاستمرار فى التفاوض تحت النار للحصول على تنازلات لاعتقاده بالانتصار.