يعمل مسئولو وقادة الاحتلال على إجهاض محاولات الوسطاء بين إسرائيل وحماس، للتوصل لاتفاق بشأن وقف اطلاق النار فى غزة واستعادة المحتجزين من القطاع، برفض إنهاء الحرب، واستمرار الوجود العسكرى فى القطاع.
وفقاً لتقرير قناة القاهرة الاخبارية فان رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسى هاليفى أصدر السبت الماضى تعليمات بالاستعداد لتوسيع القتال فى قطاع غزة، من خلال تعزيز القوات على حساب جبهات أخرى، فى ظل تعثر المفاوضات لاطلاق سراح الأسرى، وفق ما نقله موقع «واللا» الإسرائيلى، عن مصادر فى هيئة أركان الاحتلال، أن بعض الوحدات -بما فى ذلك وحدات المدرعات والهندسة- تلقت اشعارات فى الأيام الأخيرة للاستعداد للانتقال إلى قطاع غزة، فى إطار النية لزيادة الضغط العسكرى على حماس.
أضافت المصادر، أن «القيادة الجنوبية» فى جيش الاحتلال بدأت بالفعل فى هذه المرحلة، بتنفيذ عمليات من سلاح الجو فى إطار الاستعداد لتوسيع العمل العسكرى. وجاء ذلك فى حين نفى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التقارير المتداولة عبر الإعلام الإسرائيلى بشأن صفقة مصغرة فى غزة قبل تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
على صعيد منفصل، نفت حركة «حماس» الفلسطينية الرواية الإسرائيلية بشأن اغتيال رئيس مكتبها السياسى إسماعيل هنية فى العاصمة الإيرانية طهران بقنبلة مزروعة فى غرفته فى 31 يوليو الماضى، معتبرة أنها «محاولة يائسة» لإبعاد الأنظار عن انتهاك تل أبيب سيادة إيران.
قالت الحركة، فى بيان، إن تحقيقات لجنة مشتركة بين أجهزة الأمن الخاصة بها، وأجهزة الأمن الإيرانية، خلصت إلى أن عملية الاغتيال كانت بواسطة صاروخ موجه استهدف مباشرة الهاتف المحمول الخاص بهنية.
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 45 ألفاً و514 فلسطينياً أغلبهم من النساء والأطفال، و108 آلاف و189 حالة إصابة، منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر 2023.
قالت الوزارة فى التقرير الإحصائى اليومى لضحايا الحرب، إن قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت 30 فلسطينياً وأصابت 99 آخرين فى اليوم الـ 450 للحرب على قطاع غزة.
مع استمرار العدوان على قطاع غزة لأكثر من 14 شهراً، يخطف البرد أرواح الرضع الفلسطينيين الذين يعانون انعدام وسائل التدفئة فى خيام النازحين فى موسم الشتاء.
فقد أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أمس وفاة طفل عمره 20 يوماً جراء البرد الشديد بدير البلح وسط القطاع، فيما لا يزال شقيقه التوأم يتلقى الرعاية الطبية الفائقة بقسم العناية المركزة بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
أشارت الوزارة إلى أن الرضيع هو الخامس الذى يلقى حتفه من البرد خلال أقل من أسبوع، حيث سبقه وفاة 4 أطفال فى غزة بسبب البرد تتراوح أعمارهم بين أربعة و21 يوماً.
كان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازارينى أكد، فى وقت سابق، أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد وعدم وجود مأوى، مشيرا إلى أن «البطانيات والمراتب وغيرها من مستلزمات الشتاء عالقة فى المنطقة منذ أشهر بانتظار الموافقة على الدخول إلى غزة».
فى الوقت نفسه، تواصل إسرائيل حملتها ضد المستشفيات بزعم وجود عناصر لحركة حماس، فقد قتل سبعة فلسطينيين وأصيب آخرون فى قصف إسرائيلى استهدف مستشفى الوفاء بوسط مدينة غزة.
جاء ذلك بعد أن قصف الاحتلال المستشفى الأهلى العربى «المعمدانى» فى مدينة غزة، الذى يعتبر المستشفى الوحيد الذى لا يزال يعمل فى مناطق شمال قطاع غزة، عقب خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بعد تدميره وإحراق أقسام فيه.
من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الحصار الذى يفرضه الاحتلال على شمال غزة منذ أكثر من 80 يوماً، يعرّض حياة 75 ألف فلسطينى للخطر. وقالت المنظمة إنها «أصيبت بالذهول جراء الغارة التى استهدفت مستشفى كمال عدوان، وأخرجت آخر مرفق صحى رئيسى شمال غزة عن الخدمة».