الدولار «موجود» .. وصمت «الهاتف» .. والزوج «الستينى» ..!
فى رد غريب عجيب مثير للدهشة فإن إثيوبيا وفى رسالة لمجلس الأمن ردا على رسالة مصر الاحتجاجية قالت إنها مستعدة لحل الخلافات عبر «مفاوضات حقيقية»..! وهى عبارة بالغة الاستفزاز.. فلم نكن نعلم من قبل أن هناك مفاوضات حقيقية ومفاوضات مزيفة مقلدة..!!
والعبارة تأكيد على أن أثيوبيا كانت خلال كل السنوات السابقة التى شهدت حوارات وحوارات خلال المفاوضات تناور وتراوغ ولم تكن تنظر إلى هذه المفاوضات على أنها «جدية» أو ستؤدى إلى نتائج.. كانت تعتبرها استهلاكا واستنزافا للوقت وتمييعا للقضايا إلى أن تتمكن من تحقيق أهدافها.. والآن.. الآن فقط تتحدث وتدعو إلى «مفاوضات حقيقية» تدعو فيها مصر مسبقا إلى التوقف عن مطالبها بشأن مياه النيل..!
وإذا كانت أثيوبيا تدعو قبل «المفاوضات الحقيقية» إلى عدم التحدث عن الاتفاقيات التاريخية أو حصص مصر والسودان فى مياه النيل فلماذا التفاوض إذا كانت الشروط واضحة والمواقف أكثر وضوحا..!
إن المؤسف فى كل هذه القضية هو أن مجلس الأمن لن يفعل شيئا ولن يتخذ إجراء فعالا فقد تلقى المجلس عدة رسائل من أطراف المشكلة عبر السنوات الماضية ولم يكن هناك تحرك أو نتائج ملموسة.. واقتصر الأمر على تسجيل مواقف فقط لدى مجلس الأمن..!
ويبدو واضحا ان أثيوبيا تبحث عن التصعيد.. ويبدو أيضا أن لديها دوافعها لذلك داخليا أو خارجيا.. والقضية بدأت ولم تنته!!
>>>
وظل العالم ينتظر.. وينتظر الضربة الإيرانية الموعودة ضد إسرائيل ردا على اغتيال اسماعيل هنية فى إيران.. وسمعنا تصريحات وتصريحات من قادة الدول الكبري.. ومن قادة الجيوش حددوا لنا فيها موعد الضربة باليوم وبالساعة والثانية.. ورصدوا أيضا الأهداف التى ستضربها إيران إن وصلت إليها.. وانتظرنا وانتظرنا ولم تأت الضربة الإيرانية من الشرق ولا من الغرب ولا من أى اتجاه..!
والآن.. وبعد مرور أربعين عاما فى انتظار الانتقام المزعوم فإن المرشد الإيرانى على خامنئى يفسر لنا التأخير كما قالت وكالة «مهر» الإيرانية التى أعادت نشر تصريحات له «لا ضير من التراجع التكتيكى سياسيا وعسكريا أمام العدو»..!! وأقول الحق.. وجهة نظر.. وبراعة فى الخروج من المأزق.. وإرباك لحسابات العدو.. والحرب خدعة.. وكله كلام فى كلام..!
>>>
ونذهب لحوارات الحياة.. حياتنا اليومية وهمومنا الشخصية.. والصديق الذى يشكو صمت الهاتف بعد أن كان الرنين لا ينقطع عندما كان يملك النفوذ والنقود..!! ويا صديقى وبكل الصدق.. هذا هو حال الجميع.. طالما ليس هناك مصالح فلن يسأل عنك أحد ولا تنتظر سؤالا من أحد وأذكر أننى قد اتصلت بشخص ما للسؤال عن صحته.. وقبل أن يجيب كانت كلماته الأولي.. «خير.. فيه ايه.. حصل حاجة.. بتتصل ليه»..! والرجل لم يصدق أو يستوعب اتصالا لمجرد السؤال.. الرجل أيضا أصبح يخاف من رنين الهاتف.. لقد اعتاد الصمت.. وعلينا ان نعتاده أيضا ونتعايش معه..!
>>>
وتعالوا نمرح مع الزوج الستينى الذى لا ينتظر مكالمات الهاتف أو سؤال الأصدقاء وقرر تجديد حياته والبدء من جديد بالزواج من فتاة تصغره أعواما كثيرة..!! ويا أستاذ ليه.. قطار العمر قد مضي.. يا أستاذ هناك فارق فى السرعات وفى الأجيال.. يا أستاذ بكره تندم..! والرد كان سريعا حاسما.. أعرف كل ذلك.. وأنا مبسوط وهى مبسوطة.. وكل واحد فينا درس الموضوع كويس.. ودى فلوسى وأنا حر فيها.. وتاخد اللى تاخده. ليه لأ.. أنتم ايه علاقتكم بالموضوع.. شكرا على النصيحة.. مع السلامة..!
والحقيقة.. لا نملك إلا أن نقول.. خليه ينبسط كمان وكمان.. ولكن بكره تندم يا جميل..!
>>>
والأجمل ما حدث مع عودة المدارس الأجنبية والخاصة للدراسة، فطلاب مدرسة أمريكية ذهبوا إلى المدرسة فى أول يوم فى زفة بلدى ومعهم أولياء الأمور.. وطافوا الشوارع المحيطة بالمدرسة على أنغام المزمام والطبول.. والوجوه كانت فرحة مستبشرة.. ومظهر الطلاب مختلف.. دول فعلا من «ايجيبت» الجديدة ناس حلوة جدا راجعة من الساحل للمدرسة تكمل الاجازة السعيدة..!
>>>
ونذهب للأخبار السعيدة.. والدولار الذى أصبح متاحا للمسافرين للخارج.. وحيث أصبح متاحا لمن يمتلك حسابا فى البنك أن يذهب إليه قبل السفر ويستبدل الجنيهات بالدولارات ويحصل على خمسة آلاف دولار فى السفرة الواحدة.. ومحمد الأتربى رئيس اتحاد البنوك والبنك الأهلى الآن يقول فى ذلك ان هناك وفرة فى العملات الأجنبية بالبنوك الآن، ولم يعد هناك سوء استخدام للبطاقات الائتمانية وبدأت تحويلات المصريين بالخارج تعود إلى طبيعتها..
وهذه الإجراءات الجديدة لتوفير الدولار رسالة اطمئنان وأمان وبداية لمرحلة جديدة من الثقة وانفراجة مبشرة للغاية.. والقادم أفضل.
>>>
ومازال حادث مقتل ابن السفير السابق فى الشيخ زايد يصدمنا ويؤلمنا فواحد من الذين قتلوه كان صديقا له.. وأكل معه عيش وملح.. وسافرا معا فى رحلة «سفاري».. وعرف عنه كل شيء ليعود ويقتله..!
الحادث الذى تم بدافع السرقة ناقوس خطر وجرس إنذار لجرائم كانت بسبب سوء اختيار الأصدقاء.. وبالثقة فى الغرباء..!! ببساطة لا مجال للثقة فى أحد هذه الأيام.. خدوا حذركم من الجميع أقارب أو أصدقاء.. الدنيا اتغيرت.. ودوافع الجريمة تعددت..!!
>>>
واللهم إنا نسير فى أمانك، فى رعايتك، وبين ألطافك، نفر من قدرك إلى قدرك، وكل أقدارك رحيمة.. اللهم ظلننا فى عنايتك وذكرنا اللهم بالغاية حين يشغلنا عنها الطريق.
>>>
وأخيراً :
>>> وكم تبدو المسافة هائلة بين ما يشعر به المرء وبين ما يستطيع شرحه للآخرين.
>>> والكل يدعى المثالية لا نعلم أين يعيش السيئون فى هذا العالم!
>>> ويا حلاوة العمر مع من تحب.
>>> اللهم لا يأس ولا بأس ولا انطفاء.