رؤية وطموحات الرئيس عبدالفتاح السيسى لمستقبل مصر، تصل إلى عنان السماء ولا حدود لها، هو يرى أن مصر بموقعها الجغرافى وتاريخها العريق وعبقرية ناسها وشعبها تستحق أن تكون دولة عصرية تقف فى مصاف الدول الكبري، وتملك القوة الرادعة لكل من تسوِّل له نفسه المساس بأمنها القومي، ولديها من الثروات الزراعية والإمكانات الصناعية التى تدعم الاقتصاد الوطنى وتوفر سُبل الحياة الكريمة للمواطنين.
وحقيقة فإن الرئيس السيسى ومنذ توليه مقاليد الحكم قبل عشر سنوات، وهو يضع هذه الأهداف والطموحات نصب عينيه، وقد نجح فى تحقيق الكثير، ومازال يواصل العمل ليل نهار لاستكمال ما تبقى منها، مدركا أن المشوار مازال شاقا وطويلا، ويحتاج مشاركة الجميع، كما يتطلب استيعاب كل المواطنين بأن الإنجازات التى تحققت جزء يسير من مشروع تنموى عملاق وهائل جاء بعد معاناة وصبر طويل وتحديات شاقة كانت سببا فى تعطل تقدم مصر على مدى عقود.
نعم لقد جاء الرئيس السيسى الى الحكم عام 2014 بعد عقود من الأزمات تعلمها الأجيال التى عاشتها وتجاوزعمرها الخمسين أو الستين عاماً، أما الأجيال الجديدة فربما تعلم معظم هذه الأزمات فقط من كتب التاريخ.. فقد تحملت مصر فاتورة باهظة التكاليف لإزالة آثار حرب يونيو 1967 بنصر أكتوبر 1973 وظل الاقتصاد المصرى متعثرا طوال حقبة السبعينيات من القرن الماضي، فيما فشل المؤتمر الاقتصادى الذى عقد عام 1982 فى إنهاء الأزمة الاقتصادية لتنتهى هذه الحقبة بقليل من المشروعات وكثير من المشاكل بما فيها من انتشار العشوائيات والدخول فى دوامات الفقر وأمراض الزحام.
هذه الصورة لم تختلف تفاصيلها السلبية كثيرا فى حقبة التسعينيات لندخل بعد ذلك الحقبة الأصعب وهى حقبة العقد الأول من القرن 21 الحالي، والتى تجمعت فيها كل أخطاء العقود السابقة، ومهدت الأرض تحت اقدام الجماعات المتطرفة التى تعمل وفق أجندات أجنبية، لتشتعل فى النهاية أحداث يناير 2011 ثم تداعياتها الخطيرة التى ادت الى اشتعال ثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر من السقوط والانهيار، غير أن التكلفة المالية لهذه المرحلة تجاوزت مئات المليارات الدولارية، ومع ذلك تغلبت القيادة السياسية على هذه المعضلة الاقتصادية وشرعت فى تنفيذ مشروع تنموى عملاق، نشعر بانجازاته الآن وفى كل مكان.
فى مداخلته خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية بطريق العين السخنة هذا الأسبوع، كشف الرئيس السيسى عن بُعد آخر فى المشروع التنموى العملاق الذى بدأه قبل عشر سنوات والمتعلق بهذا المركز العملاق، الرئيس السيسى قال: إن فكرة انشاء المركز تعتمد على الموقع الجيد لمصر ولابد أن نستفيد منه على ضوء أن 90 ٪ من الكابلات البحرية الموجودة فى العالم تمر بمصر بوصفها محورا رئيسيا لنقل البيانات والاتصالات بالعالم وقد بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة فى هذا المجال وسنواصل العمل فى هذا الاتجاه.
اللافت هنا أن الرئيس السيسى الذى استهل حكمه بمشروع قناة السويس الجديدة وفاجأ الجميع بتغلبه على الأزمات وبمشروعاته القومية المتعددة والعملاقة، ها هو يفاجئنا مجددا بافتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية وهو فى غاية الأهمية على مختلف الجوانب العلمية والسياسية والأمنية.. وبما يعنى أن حقيبة القيادة السياسية مازالت مليئة بالمفاجآت.. فلننتظر.