ينبغى للمسلم فى رمضان أن يُطهر نفسه بالتوبة إلى الله تعالي، لينال الجائزة الكبرى والمغفرة لذنوبه، وألا ينفق وقته وعمله فى غير طاعة الله، حتى لا يخسر المغفرة، ومن أراد التقرب إلى الله عليه المسارعة بالتخلص من التبعات، ورَّدِ حقوق العباد، واستغفار الله عز وجل، والندم على ما فات من تقصير فى حقه عز وجل.
والذنب الذى يستلزم التوبة أن يكون حقًّا لله، أو للآدميين، فإن كان حقًّا لله؛ مثل ترك الصلاة، فإن التوبة لا تصحُّ منه حتى يجتهد الإنسان قدر طاقته فى قضاء ما فات منها، سواء أكانت صلاة أم صيام، أم زكاة، وأمَّا إن كان الذنب مظالم للعباد فلا تصحُّ التوبة منه إلا بردِّه إلى صاحبه، إن كان قادرًا عليه، فإن لم يكن قادرًا فيجب أن يعزم على أدائه وقت القدرة عليه، وأن يكون ذلك فى أسرع وقت.
ورغم أن الباب فى كلِّ الأوقات يظلُّ مفتوحًا، فإن مواسم الخير تأتى وكأنها دعوةٌ أخري، تجدِّد الأملَ أمام العبد فى رحمة مولاه، وفى قبوله سبحانه لتوبة التائبين؛ فسبحانه يتقبَّل توبتهم، بل ينادى عباده من شدَّة حرصه على قربهم منه يطلب منهم التوبة من الذنوب، ثم يعلمهم بأنَّ هذه التوبة يجب أن تكون توبةً خالصةً، أسماها سبحانه «نصوحًا»، وقد حدد العلماء شروط التوبة بندم بالقلب، وترك المعصية فى الحال، والعزم على ألا يعود إلى مثلها، وأن يكون ذلك حياءً من الله تعالي، لا من غيره، فإذا اختلَّ شرط من هذه الشروط لم تصحَّ التوبة»، وقد أضاف بعض العلماء أن من شروط التوبة الاعترافَ بالذنب وكثرةَ الاستغفار.