العقل له دور كبير فى إدراك النص ومعرفة أحكام الشرع فضلًا عن الاجتهاد ولكن الاجتهاد بابه ليس مفتوحا لكل من سولت له نفسه الخروج على العامة عبر وسائل التواصل الاجتماعى بفتاوى الحلال والحرام، وإنما الاجتهاد قاصر على المتعلمين المتدربين على أصوله وفروعه وقواعده ومسائله على أيدى الشيوخ، وانتقل من مرحلة الى مرحلة تعليمية أخرى حتى ظهرت لديه قدرة الاستنباط والاجتهاد، والمؤمن لا ينخدع دائمًا، بل يفكر ويتدبر أموره، ويتأنى فى اتخاذ قرارات على أسس وقواعد، ولا يتسرع فى اتخاذ المواقف، بل يستشير أهل الذكر فى كل شأن، والقرآن حافل بالآيات التى تحضُّ على النظر، وتدعو إلى التفكر بأساليب شتَّى وصور متنوعة، والمراد بالنظر: النظر العقلي، وهو الذى يستخدم الإنسان فيه فكره بالتأمل والاعتبار؛ كما حرَّم الإسلام الاعتداء على العقل واجتناب ما يؤدى إلى إتلافه، فالشريعة بها جملة أحكام قطعية الثبوت والدلالة لا مجال فيها للاجتهاد أو التغيير، ولا يجوز أن يأتى قانون يخالفها أو يسمح بإلغائها أو يجور عليها، وهناك أحكام ظنية يجرى فيها الاجتهاد، والتى وقع فيها اختلاف بين أئمة الفقهاء تبعًا لاختلاف أصول كل مذهب من المذاهب، فيتخيَّر المشرِّع والمُقنِّن من هذه الأحكام ما يلائم حال أهل عصره وزمانهم، وما يكون متلائمًا مع ثقافتهم وحياتهم.