النجاحات الهائلة والانتشار الجماهيرى والتألق المبهر للأعمال الدرامية للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية بعد مسلسلى الاختيار و»الحشاشين»وغيرهما من اعمال درامية ناجحة وبعد توسعها ومد نشاطها الى النشاط الرياضى عبر شركة «استادات» و»سيتى كلوب»وفى مجالات اعلامية اخرى يؤكد ان انشاء الشركة قرار عبقرى لقيادة سياسية وطنية تدرك مسيرتها ومسارها ومسئوليتها التاريخية تجاه الوطن.. بحنكة ومقدرة واقتدار ونظرة ممتدة ورؤية شاملة بعيدة المدى فى زمانها ومكانها واهدافها وغاياتها وتحدياتها.
لم يكن قرارا عشوائيا او دعائيا وانما كان قرارا استراتيجيا لحماية الوعى الوطنى الذى استباحه فى العقود الخمسة الماضية كل المتنمرين والمتربصين بمصر من جماعات وجمعيات صاحبة اجندات خارجية ومصالح خاصة استباحته الجماعات الدينية المتشددة لخدمة مخططاتها الاجرامية المتطرفة بخاصة جماعة الاخوان الارهابية نفذت الى فئات المجتمع تحت لافتات دينية وشعارات تدغدغ مشاعر العامة استخدمت المساجد والفضائيات وكافة وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى والاتصال المباشر عبر جمعيات خيرية لا تمت لخير الوطن والمواطن بأى صلة وانما كانت تمد جذورها للانتشار السرطانى بكل وسائل الاغراء والجذب للطبقات الشعبية لصنع وعى شكلى ومزيف يتماشى مع خططهم الجهنمية فى السيطرة على المجتمعات بتغييب المواطن تماما باقتلاع وعيه الوطنى الفطرى وزراعة وعى مزيف لكى يسهل استقطابه وتجنيده فى ميليشياتها وكتائبها الارهابية لكى تستخدمه فى تنفيذ مخططها فى اشاعة الفوضى والشغب وتدمير المرافق والخدمات واختراق المؤسسات وتخريبها لتفتيت وتقسيم الدولة لكيانات صغيرة يسهل ابتلاعها والهيمنة عليها من قوى الشر التى تُشغل هذه الجماعات وتمولها وتسلحها وترعاها وتدعمها وتحتضنها وتفتح لها كل الابواب لتظل لعناصرها الهاربة ملاذا آمنا.
كانت المهمة فى البداية كبيرة والمسئولية عظيمة وما جرى لم يكن بسيطا ولكن بالعزم والتصميم والارادة والتخطيط السليم والاستعانة بالعقول والشخصيات المستنيرة والمثقفة والوطنية اختصرت كثير من الوقت واسرعت فى تحقيق نتائج ايجابية وبدت البصمات والنجاحات تظهر فى كل مجال تحملت فيه «المتحدة» المسئولية بجسارة وشجاعة ومسئولية لم تتوان عن القيام بمهمتها رغم صعوبتها الا انها ادركت ان عليها أن تتحدى وتتصدى لكل الصعوبات وان تبذل كل ما بوسعها لانجاز الاهداف والغايات الوطنية النبيلة.
وفى خلال فترة وجيزة نجحت»المتحدة» فى الاختبار والاختيار ووضعت قدميها على الطريق الصحيح وبدأت فى وضع البرامج والخطط على اسس علمية التى تضمن تحقيق التنوير وبناء الوعى وتعميقه عند المتلقى لرسائلها السياسية والفنية والثقافية والرياضية والوطنية.
نحن مع «المتحدة» حارسة الوعى الوطنى بانية اسسه واركانه.. مطمئنون وواثقون ومتفاءلون ان مسيرة بناء الوعى فى يد امينة وفى طريقها الصحيح لتعزيز وتكريس وترسيخ المفاهيم والمشاعر الوطنية وتعميقها وتطهير المجتمع والوعى الجمعى للمصريين مما علق به فى العقود الاخيرة من سلوكيات ومفاهيم غريبة ودخيلة على الشخصية المصرية وهوية المجتمع بأكمله عندما تكالبت عليه قوى الشر واطلقت ادواتها واذرعها الارهابية وما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى فى محاولة لزعزعة الشعور الوطنى واختراق قواعده الحصينة والمتينة لكى يسهل عليها اعادة احتلال العقل المصرى وتوجيهه وفق اجنداتهم الشيطانية لخدمة مصالح ونفوذ دول الشر والاستعمار الغربى وربيبتهم اسرائيل.
اعادت «المتحدة» الوعى الوطنى لمكانه الطبيعى ودوره الاساسى بعد ان كان مخطوفا فى سنوات الضباب والشبورة وغياب الرؤية السياسية والانشغال عن الوطن بمصالح خاصة وشخصية واسرية ضيقة لا تراعى المصالح العليا للدولة ولا ما يمكن ان يحدث للهوية المصرية من اختراق او تهديد قادم من الخارج عبر احدث وسائل التكنولوجيا واحدث ادوات ثورة الاتصالات والثورة الصناعية الرابعة واسلحة حروب الجيلين الرابع والخامس وكلها ادوات تستطيع الفتك بالصخر وقد تم استخدامها مع مجتمعات اخرى قسمتها وخربتها ومازالت تلك المجتمعات تعانى من هذه الاختراقات والتغيرات التى حدثت لهويتها وثقافتها ونسيجها الاجتماعى وتماسكها الوطنى ولذلك فإن محاصرة هذه المخططات ووأدها فى مهدها قبل ان تستفحل نتائجها وتداعياتها على المجتمع بأكمله كان قد اصبح ضرورة ملحة لانقاذ الدولة من التدهور والتفكك ومن اجل الحفاظ على النسيج الاجتماعى وحماية قواعد التماسك الثقافي.
الوعى الوطنى لا يتم اعادة بنائه بين ليلة وضحاها او بقرار او بالامنيات والتمنيات الخالصة وحتى لا نظلم المتحدة فإن بناء الوعى اصعب من بناء الحجر انه يحتاج وقتا ويتم على مراحل ووفق خطط اعلامية وسياسية واجتماعية وثقافية ورياضية ونفسية ودرامية تنفذ وتعمل كسيمفونية وفق «نوت» متناسقة فى سياقاتها الوطنية وهو ما استعدت له باحترافية ومهنية ووضعت التصورات والافكار والخطط والبرامج والاهداف والغايات وشكلت ادواتها عبر الشركات المتخصصة والقنوات الفضائية والوكالات الاعلانية والمواقع الاخبارية والصحف الورقية وعزفت سيمفونية الابداع والابهار وانتجت الرسائل الاعلامية والصحفية والدرامية وحتى الاعلانية فى ضوء النتائج المستهدفة لنشر التنوير واعلاء مكانة القيم والاخلاق ومنظومة السلوكيات الحضارية لتحفيز الوعى الوطنى عند المتلقى وتعميقه.
فى الاسبوع القادم نستعرض بعضا من الانجازات والنتائج والنجحات التى حققتها فى الدراما والرياضة والتنوير ونشر الوعى الوطنى والوصول لكل بقعة فى الوطن لتكون مع المواطن طوال الوقت لا تتركه لاية كيانات اخرى تستهدفه بمخططاتها الاجرامية وارتفاع منسوب ثقة المواطن الى مستويات قياسية فى كل ما تقدمه «المتحدة» فى مختلف المجالات من الرياضة الى الفن الى السياسة الى متابعة اهم الاحداث فى عواصم صنع القرار الدولى والاقليمي.