بينما تدخل الحرب الاسرائيلية علي غزة عامها الأول، تتسارع وتيرة المواجهة العسكرية بين تل أبيب وحزب الله ، لاسيما بعد تفجيرات البيجر التي أدت إلي مقتل واصابة المئات من جنود الجماعة اللبنانية.
شنت قوات الاحتلال غارة على ضاحية جنوبية فى بيروت أدت إلى مقتل إبراهيم عقيل القيادى فى حزب الله اللبناني.
يعد عقيل ــ المعروف باسم تحسين ــ الرجل الثانى فى الحزب وعضواً فى المجلس العسكرى المعروف باسم المجلس الجهادي.
ويلاحق القضاء اللبنانى عقيل لارتباطه بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق شفيق الوزان، كما أنه مطلوب أيضاً من مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آي» نظراً لاتهامه بتفجير السفارة الأمريكية فى بيروت، ومركز الهارينز عام 1983 مما تسبب فى مقتل 241 أمريكياً.
وأعلنت القوات الإسرائيلية أمس، تنفيذ غارة جوية استهدفت موقعاً فى الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله فى العاصمة اللبنانية أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص فى حصيلة أولية.
خلال زيارته لباريس، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في باريس جميع الأطراف إلي التهدئة في الشرق الأوسط، مشددا علي أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تريدان رؤية أي إجراءات تصعيدية جديدة تزيد الوضع صعوبة.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس ارتفاع حصيلة ضحايا غارة الاحتلال الإسرائيلى على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت إلي14 قتيلا و66 جريحا.
وفى وقت سابق، أعلن الدفاع المدنى اللبناني، أن فرق البحث والإنقاذ المتخصصة توجهت من مراكز عدة إلى موقع انهيار المبنيين السكنيين بحثًا عن المفقودين تحت الأنقاض.
من جانبها، أكدت نائبة المتحدث باسم البنتاجون سابرينا سينج لسكاي نيوز عربية، أن واشنطن تعتقد أن الحرب بين إسرائيل ولبنان ليست وشيكة، مشيرة إلي أنه لا حل في جبهتي لبنان وغزة إلا بالطرق الدبلوماسية.
فى وقت سابق صرح الجيش الإسرائيلي أنه استهدف نحو 100 منصة لإطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن الإجراءات العسكرية ضد الحزب سوف تستمر، وأنه سيدفع ثمنا كبيرا.
وعلي الجانب الآخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، إن 130 صاروخا أُطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن صاروخا سقط في ملعب في صفد، مما أدي إلي اندلاع حريق هناك دون ورود أنباء عن إصابات.
قالت «القناة 12» إنه تم رصد إطلاق صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلي، وأن 10 فرق إطفاء هرعت إلي صفد والجولان لإطفاء الحرائق التي اندلعت نتيجة سقوط صواريخ.. وقال الحزب في بيانات متلاحقة إنه أطلق عدد كبير من صواريخ الكاتيوشا استهدفت ستة مقار وثكنات عسكرية علي الأقل ردا علي اعتداءات العدو الإسرائيلي علي القري الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة.
يأتي ذلك ولاتزال أصداء تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) تتردد في وسائل الاعلام، كاشفة عن أسرار جديدة، حيث أكد مصدر استخباراتي أميركي لشبكة «إيه بي سي نيوز»، أن تل أبيب كانت لها يد في تصنيع أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت في لبنان، كاشفاً أن هذه العملية تم التخطيط لها منذ سنوات.
وذكر المصدر الأميركي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) كانت مترددة منذ فترة طويلة في استخدام هذا التكتيك، لأن الخطر علي المدنيين كان مرتفعا للغاية.. كما نقل موقع بلومبيرج عن مصادر أمريكية أن الهدف التكتيكي للعملية ضد حزب الله هو إعاقته من خلال استهداف عملائه وبنيته التحتية وخطوط الإمداد.
وكانت قد وردت تقارير سابقة أن التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية مع عدم علم بعض المشاركين في التصنيع بمن يعملون لصالحه. وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تم زرع حوالي 3 جرامات من المتفجرات ومفتاح تشغيل عن بعد في أجهزة «البيجر» التي انفجرت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين داخل أجهزة الاتصال اللاسلكية، مما أدي إلي مقتل 37 شخصا علي الأقل وإصابة أكثر من 3 آلاف، وفقا لوزير الصحة اللبناني.
في ذات السياق، استجوب ممثلو الادعاء في تايوان، أمس رئيس ومؤسس شركة أجهزة الاتصالات اللاسلكية (بيجر) وعدداً من المسؤولين فيها بعد هذه التفجيرات.
وقال مؤسس ورئيس شركة شو تشينج كوانج، ومقرها تايوان، إن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم، بل صنعتها شركة BAC، ومقرها العاصمة المجرية بودابست، والتي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
وكانت قد أظهرت في وقت سابق صور لأجهزة الاتصال المدمرة تصميماً وملصقات علي ظهرها تتطابق مع الأجهزة التي تصنعها الشركة التايوانية، بحسب رويترز.
وأحجم شو عن الإجابة علي أي أسئلة أثناء مغادرته أحد مكاتب الادعاء العام في تايبه، ولم يرد علي محاولات للاتصال بمكتب الادعاء العام قبل ساعات العمل الجمعة. كما لم يصدر الادعاء العام في تايبه، أي بيانات حتي الآن بشأن تحقيقاته في قضية الشركة.
وكان قد كشف شو، هذا الأسبوع، إن موظفة تدعي تيريزا كانت أحد الأشخاص الذين تواصل معهم بشأن الصفقة مع BAC التي لم تتضح بعد طبيعة العلاقة بينها وبين شركة بيجر.
من جانبها، قالت الحكومة التايوانية إنها تحقق في ما حدث، ودخلت الشرطة مقر شركة شو عدة مرات، في مكتب صغير ومتواضع بمدينة نيو تايبه المجاورة للعاصمة.