بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ومن المسلمات أن الإنسان فى أشد الحاجة لذكر الله سبحانه وتعالى تصديقا لقول الحكيم (ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ومع روحانيات شهر رمضان المعظم نتدبر الآية الكريمة « فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلَا تَكْفُرُونِ» ومعاً نحيا مع هذه المنة التى منحها ربى الودود الحليم لعباده الذاكرين له وبالله عليكم هل يوجد فضل بعد هذا الفضل بالدنيا أن يذكرنى ربى أو يذكركم؟
ذلك بمجرد أن يقوم العبد بذكره ومعًا جميعا نتخيل ونتذكر ونحن فى بطون الأمهات ونحن نَسبَح ونُسبِح ونطيع الخالق لكافة أوامره دون تفكير أو تردد بمعنى أنه من الأدب والخشوع والخضوع ونحن الآن فى مرحلة الاختبار والتكليف الذى أراده الله سبحانه وتعالى لنا أن نستجيب لكافة أوامره أيضا دون تردد ونحيا ولنموت على الفطرة الإسلامية التى كنا عليها فى بطون الأمهات وهذا الذى بينه وأكده ربى المعجز بالقرآن الكريم (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران.
وإذا تدبرنا الذكر الحكيم بالقرآن الكريم نجد أن الحق سبحانه وتعالى يأمرنا بالمعاملة الحسنة والمودة الطيبة للنصارى وخاصة أقباط مصر أخوال سيدنا إبراهيم الولد الوحيد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وابن السيدة ماريا بنت صعيد مصر فيقول ربى سبحانه وتعالى (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الآية 8 سورة الممتحنة وذكر الله لا يأتى إلا عن حب من العبد المحب الحبيب لله المعبود.
والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يتجه القلب إلى محبة الله؟ ولقد قال وكتب أهل العلم فى هذا الأمر كثيرا ومنهم الكاتب الإسلامى المرحوم الأستاذ حسن شبرية بكتابه الحب الإلهى المتبادل بين العبد وربه فكتب أن القرآن الكريم مصدر الأخلاقيات التى تولد محبة الله:
1-الإيمان بالله: حيث قال تعالي: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات الآية : 7)
2- الأولوية لحب الله: فقال الله تعالي: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ) (البقرة الآية 165)
3- الإحسان: لقوله تعالي: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة الآية 195)
4- التوبة: لقوله تعالي: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة الآية 222)
5- التطهر: لقوله تعالي: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). (التوبة الآية: 108)
6-اتباع الرسول (صل الله عليه وسلم) سبب لحب الله حيث قال تعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّه) (آل عمران الآية 31)
7-التقوى سبيل حب الله: حيث قال تعالي: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران الآية 76)
8-الصبر يولد محبة الله حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران الآية 200)
9-التوكل يولد محبة الله حيث قال الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) (آل عمران الآية 173 -174)