كان الرئيس محمد أنور السادات حكيماً وعبقرياً وبارعاً فى التخطيط لمعركة الحرب والسلام وممارسة فنون التموية والخداع، فلم يتخذ قراراً إلا لتحقيق الهدف وهو تحرير سيناء.
عندما أعلن السادات أن عام 1971 هو عام الحسم كان يعلم جيداً أن جيشه لم يصل بعد إلى وضع الاستعداد التام لكنه لم يترك العدو يهنأ بالاحتلال وعندما لم يتحقق الحسم زعمت إسرائيل أن المصريين لن يدخلوا حرباً وأنهم يطلقون تصريحات فى الهواء لتهدئة الجماهير الغاضبة، وعندما قرر أنور السادات سحب الخبراء السوفييت أعطى انطباعاً بأن الحرب بعيدة جداً لكن كان مؤمنا بأن تحرير سيناء سيكون على أيدى ضباطه وجنوده وليس بالخبراء الأجانب.
فى 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان فاجأ السادات إسرائيل والعالم كله بالعملية الكبرى التى أذهلت الجميع.. قواتنا عبرت قناة السويس يوم عيد الغفران ونال السادات احترام العالم كله واكتسب نظام حكمه شرعية الانتصار وجاءت إليه امريكا ولم لا والسادات فى أوج انتصاره.
بطل الحرب والسلام رفض أن تظل قضية بلاده رهينة للمزايدات والشعارات فى تظاهرات الشوارع الرافضة للسلام ولم يقبل أن تظل موارد بلاده رهناً للآخرين.
كان مستحيلاً أن يصبر المصريون على احتلال سيناء أكثر من 6 سنوات مضت عليهم كستة قرون انتظاراً للانتصار العظيم الذى نحتفل بذكراه الـ 51.
>>>
لم يكن أكتوبر مجرد نصر عسكرى فى حرب ولكنه كان نقطة فاصلة وعلامة فارقة فى تاريخ مصر ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها بعدما غيرت الواقع وشكلت المستقبل وستظل آثاره المجيدة ممتدة جيلاً بعد جيل.
51 عاماً مرت على انتصارات أكتوبر التى كانت شاهدة على قدرة الجيش المصرى العظيم وبسالة ضباطه وجنوده فى تحطيم المستحيل وتلقين إسرائيل درساً عسكرياً فى الارادة والعزيمة والمواجهة والقدرة على النصر.
>> خلاصة الكلام:
لقد تجسدت عبقرية السادات فى فهمه الواعى لموازين القوى فى عصره فاختار حرب الكرامة وسلام الشجعان حتى تحيا مصر ويحيا شعبها العظيم حراً.. أبياً مرفوع الرأس.. قوياً.. قادراً على صنع المعجزات.. منتصراً على كل الصعاب والتحديات.
وها هو التاريخ يعيد نفسه ويتحقق العبور الثانى الآن رغم كل التحديات والمؤامرات والشائعات التى تدار ضد مصر من أهل الشر، عبور سيناء الآن من خلال مشروعات التنمية والتعمير التى تنطلق فى كافة المجالات وفى كل أرجاء المعمورة بحكمة وقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى والقدرة العسكرية المتفوقة والتسليح الحديث.
تحية تقدير وإجلال للشهداء الأبطال من قواتنا المسلحة فى معركتى أكتوبر وحرب الاستنزاف وفى كل المعارك التى خاضوها.
تحية تقدير وإجلال لشهداء قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة فى كل المعارك التى خاضوها للقضاء على الإرهاب لتحقيق الاستقرار وحماية الأرض والعرض.
حفظ الله مصر رئيساً وشعباً.. جيشاً وشرطة من كيد الكائدين ومكر الماكرين اللهم آمين.. اللهم آمين.