أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيس الدار المصرية اللبنانية أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يزداد نجاحا وتألقا عاما بعد عام بدليل الإقبال الكبير عليه والكثافة الجماهيرية التى تزوره يوميا من كافة الأعمار مشيرا إلى أنه من أقدم المعارض الموجودة فى المنطقة حيث أطلقت نسخته الأولى عام 1969 وكل عام يقدم الجديد.
أوضح رشاد أن المعرض شهد العام الماضى إقبالا كبيرا غير مشهود وحقق الزوار رقما ضخما حيث وصل عددهم إلى 4 ملايين وسبعمائة ألف زائر لافتا إلى أنه لا يوجد معرض للكتاب فى العالم حقق هذا الرقم حتى معرض بكين.
وقال رشاد لـ»الجمهورية» الذى التقته خلال وجوده بالمعرض: الغالبية العظمى من رواد المعرض من الشباب ونحن نعتز بهذا لأنه ينفى مقولة أن الشباب لا يقرأون ولا يقبلون على الكتب وأن المواطن العربى يقرأ نصف صفحة أو صفحة على أكثر تقدير والواقع والإحصائيات تقول إن معدل القراءة فى العالم العربى والحمد لله فى ازدياد.
أوضح أن المحتوى هو أساس النشر أيا كانت وسيلة هذا النشر سواء كانت ورقية أو إلكترونية مشيرا إلى مراحل النشر فى العصور القديمة حيث كانت عبارة عن الكتابة على جدران المعابد أو على الجلد والعظم كشكل أولى للكتابة ثم جاءت المرحلة الثانية عندما اخترع المصريون أوراق البردى ثم كانت المرحلة المتقدمة فى عام 1440 عندما تم اختراع آلة الطباعة ومن يومها ومازال الكتاب الورقى موجودا ولم يتأثر بأى مستجد آخر لدرجة تجعله ينتهى أو يندثر كما يتخوف البعض.
تابع قائلا: النشر هو نشر محتوى أيا كانت الوسيلة وكل له وظيفة فالنشر الإلكترونى فى الدول المتقدمة يستخدمونه فى نشر الموسوعات والقواميس والمعاجم والأطالس والكتب العلمية أما الكتب الفكرية والإبداعية فتكون ورقية وللعلم فإن النشر الإلكترونى فى العالم المتقدم لا يزيد على 25 ٪ مقارنة بالورقى وأنا كرئيس لاتحاد الناشرين العرب ترد لى إحصائيات من الاتحادات الدولية تؤكد أن الكتاب الورقى يزيد سنويا من 8 إلى 10 ٪ لذلك يجب أن ننسى مقولة إن الكتاب الورقى سينتهى وإن الإلكترونى سيسود ويفرض نفسه وحتى لو أن هناك شخصا قرأ الكتاب على الموبايل أو الكمبيوتر فهذا فى حد ذاته شيء طيب لأنه فى الآخر اقتحم مجال القراءة.
وعن دور النشر التى تطبع أى محتوى حتى ولو كان لا يرقى للنشر دون المرور على لجنة قراءة الأمر الذى ينعكس على جودة ما يقدم للقارئ وينتج لنا كتبا دون المستوى قال رشاد: الأساس فى هذا الموضوع هو أن المؤلفين الشباب ينشرون على حسابهم الخاص فبالتالى الناشر الذى يتعامل معهم يخضع لكل ما يطلبه المؤلف الشاب المبتدئ الذى لا يدرك أهمية أو أسس صناعة النشر وهذا بالطبع يسيء لهذه الصناعة والحل الأساسى لهذا الموضوع أن تكون هناك جهة رسمية مثل وزارة الثقافة وبدلا من أن تنشر لمائة كاتب فى السنة ومعظم الكتب تظل فى المخازن ويظهر فقط من اثنين إلى ثلاثة كتاب شباب فقط وسط هذا العدد الكبير عليها أن تفرز الأعمال عن طريق لجنة تحكيم ومراجعة وتقول لأى ناشر لو نشرت لهذا الكاتب فسأشترى منك 500 نسخة على الأقل فهذا يعطى فرصة للشباب بدلا من أن يذهبوا لمن يدعون أنهم أصحاب دور نشر وهم بعيدون عن هذه الصناعة إلى أن يتعاملوا مع دور نشر حقيقية وأيضا سوف يستطيع الناشر الكبير أن ينشر لأى كاتب شاب بعد التأكد من موهبته عن طريق وزارة الثقافة.
تابع رشاد قائلا: قدمت هذا الحل من أيام فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق حيث إن هناك أكثر من قطاع فى الوزارة يقوم بعملية النشر لكن المفترض أن تكون هناك جهة واحدة هى التى تنشر مثل هيئة الكتاب فتتولى نشر الأعمال الجيدة وتنشر للشباب وليس لدينا اعتراض على هذا لكن نطالب بلجنة تمثل كافة الاتجاهات والأفكار تحكم أعمال الجيل الجديد أيا كانت موضوعاتها ومجالاتها فبدلا من أن تطبع وزارة الثقافة وتنشر ثم تضع الكتب فى المخازن وتظلم بعض الموهوبين منهم لعدم توزيع الأعمال جيدا عليها أن تحكم بين الأعمال وتعلن أن أى ناشر سوف يتصدى لنشر أعمال كاتب مبتدئ بعد أن حكمت على عمله ستشترى منه كمية تساعده على النشر فيصبح الأمر بمثابة نصف مغامرة الأمر الذى يمثل مصلحة الثلاثة معا.. الدار والكاتب وعملية الإبداع.