تقع مدينة إسنا على الضفة الغربية للنيل على بعد 731 كم جنوب القاهرة ولها منزلة هامة من حيث انها محطة للقوافل السودانية وتتصل بالسودان عن طريق درب الأربعين، كما تتصل بالواحات الخارجة والصحراء الشرقية حتى القصير.
أما أشهر معابدها فهو المعبد الحالى الذى اقامه البطالمة على أنقاض معبد قديم من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية وهو مخصص للإله خنوم إله الخلق فى مصر القديمة، ولم يكشف جميعه حتى الآن، ولا يرى الزائر منه سوى القاعه الأولى ذات العمد، ومع طنفها يظهر اسما الأمبراطورينكلاوديوس وفسبازيان كما يظهر فى اسفل الطنف قرص الشمس المجنح.
والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة فى تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العامل وأصل الحياة بالاضافة إلى التضرعات والتراتيل الدينية وأعياد الإله خنوم ومناظر فلكية ومناظر تأسيس المعبد ومناظر سحرية تمثل صيد وقتل الأرواح الشريرة وهزيمة الأعداء.
وفى إسنا مواقع اخرى ذات شهرة عالمية أثرية مثل: منطقة الجبلين، منطقة كومير،قرية الكلابية، منطقة المعلا، منطقة العضايمة، منطقة الحلة، منطقة أصفون المطاعنة وترعة الشيخ ناصر.
كذلك كان لإسنا شأن فى العصر الإسلامى حيث وجد بإسنا العديد من المساجد القديمة والأثرية ذات الرونق الخاص كالمسجد العمرى وهو أول مسجد بنى فى مدينة إسنا والذى تنتمى إليه المئذنة العمرية وسمى بالمسجد العمرى نسبة إلى عمرو بن العاص عندما فتح المسلمون مصر.
كما يوجد مسجد الخن وهو من أقدم وأعرق المساجد فى إسنا ويقع فى منطقة وسط البلد والسوق ويتميز بمساحته الكبيرة، كما يوجد فى قرى اسنا العديد من المساجد مثل مسجد الإدريسى بالــدير نســبة إلى الشريف أحمد بن إدريس الذى مكث فيه فترة من الزمن ونسب المسجد إليه.
اما آثارها المسيحية فهى لا تحصى ولا تعد مثل: دير الشهداء والذى وصفه «أوتومينادرس» بدير الثلاثة آلاف وستمائه شهيد ويقع على مسافة 6 كم جنوب غرب إسنا على حافة الصحراء.. وتوجد كنيستان احداهما أثرية للشهداء القديسين والاخرى حديثة للسيدة العذراء بنيت حوالى سنة 1931م، وتعتبر كنيسة الشهداء واحدة من اعظم وأجمل كنائس الصعيد الأعلى إذ تشمل حوائطها رسومات عديدة «فرسكو» ويرجع تاريخها إلى العصر القبطى الأول.
أما صوامع إسنا فقد اكتشفها «سايس» فى سنة 1895 وهى ترجع إلى القرنين السادس والسابع الميلادي.
والسؤال الذى يطرح نفسه اليوم هل تثمر جهود هيئة الآثار المصرية فى اكتشاف بقية اجزاء معبد اسنا الرائع ليكون مصدراً من مصادر الجذب السياحى لهذه المدينة العريقة.