حدث تاريخى يجرى منذ يوم 17 أبريل الماضى فى الولايات المتحدة بخضوع دونالد ترامب للمحاكمة ليكون اول رئيس امريكى عامل أو سابق تجرى محاكمته بتهمة جنائية.
تتعلق التهمة التى يواجهها ترامب بالتزوير فى دفاتر حساباته لإخفاء الوجهة الحقيقية لأموال دفعها. ويعتبر ذلك جريمة كبيرة فى الولايات المتحدة ويذكرنا التاريخ ان المجرم العتيد ال كابونى الذى روع الولايات المتحدة بجرائمه الدموية عجزت المحاكمات عن ادانته فيها وسجن فى النهاية لتهربه من الضرائب وتزييف حساباته.
ويبنى الادعاء قضيته على احداث كشفت عنها صحيفة وول ستريت جورنال وهى واحدة من اكثر الصحف الامريكية تأثيرا جاء فيها ان مايكل كوهين وهو محامى ترامب دفع مبلغ 130 ألف دولار إلى ممثلة الأفلام الاباحية ستورمى دانيلز لإخفاء علاقتها بترامب حتى لا تؤثر على حملته الانتخابية. ونظرا لان نظام القضاء الأمريكى يقوم على نظام المحلفين ويستدعى الامر موافقة الادعاء والدفاع عليهم وعلى حيادهم فعقدت فى محكمة منهاتن فى نيويورك جلسة حضرها ترامب وهيئة دفاعه وصدر عن ترامب عند استدعاء واحدة من المرشحين للمحلفين إيماءة وهمهمات بصوت خفيض توحى بتهديد وارهاب المحلفة وفى الحال تدخل القاضى خوان مرشان وعنف ترامب وقال انه لن يسمح بارهاب المحلفين فى هذه المحكمة واصدر امرا لترامب بالامتناع عن الإدلاء باى تصريحات يمكن ان تفسر على انها توجيه للمحلفين.. موقف نبيل للحفاظ على حياد واستقلالية الهيئة القضائية.
ولكن كيف يمكننا ان نوائم بين ذلك وبين ما جرى بعد مرور أسبوع بالكاد عليه فى يوم 24 أبريل عندما ارسل اثنا عشر سيناتوراً من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكى من بينهم رئيس الاقلية الجمهورية فى المجلس خطاباً إلى كريم خان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية يحذرونه من اصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو أو أى مسئول اسرائيلى آخر بسبب الجرائم التى ارتكبت فى غزة ويؤكد الخطاب ان ذلك يعد دعماً وتأييداً للارهاب الدولى وسيكون امرا لا يمس سيادة اسرائيل وحدها بل يمس سيادة الولايات المتحدة وان ذلك سيترتب عليه منعه وعائلته من دخول الولايات المتحدة ويقول الخطاب فى بلهجة تهديدية واضحة هدد اسرائيل وسنهددك وفى ختام الخطاب جملة يستخدمها عتاة المجرمين عندم يطلبون فدية مخطوف: «لقد تم إنذارك»!
شيء صادم ان تكون تلك هى اللغة التى تستخدمها اكبر سلطة تشريعية فى الولايات المتحدة وهى الدولة التى تشغل مقعداً دائماً فى مجلس الامن مما يحملها مسئولية خاصة فى الحفاظ على السلم والامن الدوليين والحفاظ على هيبة ميثاق الامم المتحدة التى لم تحرك ساكناً عندما اهين ومزق أمام ممثلى العالم أجمع على يد ممثل ربيبتها اسرائيل واستغلت موقعها فى الأممم المتحدة كى تتيح لإسرائيل الاستمرار فى مذابحها المروعة ضد النساء والأطفال باستخدام حقها فى النقض ضد اى قرار يدعو لوقف إطلاق النار.