ترامب يريد تحويل غزة إلى واحة جناء ليسلمها لإسرائيل
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتحدث عن غزة وكأن ليس لها صاحب فما باله بشعب جبار قادر على الصمود والتصدى والعزيمة والإصرار وهى أسلحته التى من خلالها تمكن من مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية على مدى ستة عشر شهرا رغم قسوتها.. ترامب يريد تحويل غزة إلى واحة جناء ليسلمها لإسرائيل فى النهاية خضراء مخضرة.. ترامب يقول للفلسطينيين أمامكم خياران إما الرحيل بلا عودة وإما الموت لأن ما حدث فى غزة من دمار سيحدث مرارا وتكرارا على حد قوله وهو ما يعنى أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يصمد طويلا وقد ينهار فى أى لحظة وهو ما أكده ترامب نفسه حين قال لا توجد ضمانات لصمود وقف النار.
الرئيس الأمريكى ترامب يتعامل مع غزة ويريد وتحويلها إلى منتجع سياحى لا مثيل له فى الشرق الأوسط وهو هنا يتحدث بلغته التى يعرفها كتجارة وليس بلغة رئيس دولة حتى لو ظنت أنها تحكم العالم.. فليس هكذا تدار مشكلة الشرق الأوسط التى ظلت على مدى 77 عاما دون حل .. فهل طرد الفلسطينيين من أرضهم هو الحل السحرى وهل هذا هو السلام الذى تحدث عنه يوم تنصيبه؟.
من حق ترامب أن يجامل صديقه نتنياهو.. ومن حق الأخير أن يمتدحه هو الآخر ويعتبره أعظم صديق لإسرائيل فى تاريخ أمريكا لكن هذا ليس على حساب الفلسطينيين وقضيتهم العادلة… والحرب فى غزة إن استؤنفت كما هو متوقع لن تجبر الشعب الفلسطينى على مغادرة أرضه مهما كانت التضحيات ومهما سقط من شهداء وربما تتسع رقعة الحرب مجددا طالما أن إسرائيل اختارت التصعيد بدلا من أن يقدم حلولا منطقية وعادلة وقابلة للتحقيق.
عموما حلفاء وأصدقاء وخصوم واشنطن على حد سواء رفضوا تهجير الفلسطينيين من أرضهم لمخالفته للقانون الدولى لدرجة أن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك وصف مقترح ترامب بـ«الخيال» قائلا «هذه لا تبدو خطة درسها أى شخص بجدية ويبدو أنها مثل بالون الاختبار أو ربما محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل» حتى مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتز قال إن مقترح ترامب بالسيطرة على غزة الهدف منه الضغط على الدول العربية المجاورة للتوصل إلى حل.
أيًا كان الأمر وأيا كانت نوايا ترامب سواء كان جادا فيما طرحه أو كان مجرد بالون اختبار ووسيلة ضغط على مصر والأردن فالوضع الذى تشهده منطقتنا العربية فى الوقت الحالى يتطلب موقفا عربيا موحدا وقويا قبل أن يتحول اللامعقول إلى معقول والبيانات العربية الفردية وحدها لا تكفى .. مطلوب قمة عربية طارئة قراراتها حاسمة وقاطعة.