منذ أكثرمن عشر سنوات ونحن نتابع تصريحات عديدة عن مشروع لبناء مبنى جديد للركاب بمطار القاهرة الدولى.. يستوعب حجم حركة السفر المتوقعة فى المستقبل.. والأمل يتجدد مع كل وزير جديد أن يكون التغيير سببًا فى تسريع الخطوات المطلوبة..لإنجاز الحلم بأن يصبح لدينا مطار يحقق طموحات المصريين.. ويعيد لمصر ريادتها فى المنطقة.. وان يساهم المبنى الجديد فى تحويل مطار القاهرة إلى مطار محورى فى المنطقة.. ولكن علينا أن نعترف ان تحقيق هذا الآمل والحلم يحتاج إمكانات تفوق إمكانات الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية..بل يفوق إمكانات وزارة الطيران المدنى.. مع الآمال الكبيرة المعقودة على قطاع الطيران المدنى فى المساهمة فى تحقيق نمو اقتصادى وسياحى.
ونحن نرى دول المنطقة لا تتوقف عن تطوير مطاراتها وزيادة طاقتها الاستيعابية.. وزيادة اساطيلها الجوية للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من حجم حركة الركاب حول العالم.. وليس حركة الركاب فى المنطقة فقط.. ونشاهد سنويا تعاقد شركات هذه الدول على صفقات طائرات جديدة سنويا.. على الرغم من عدم استلامها لصفقاتها السابقة.. وهذا كله يفرض علينا ان نسارع نحن أيضًا لنسابق الزمن.. ونعمل على الانتهاء من بناء مبنى جديد للركاب بمطار القاهرة الدولى.
أننى ادعو إلى ان يلتف الجميع حول مشروع مبنى الركاب الجديد.. وليصبح مشروعًا قوميًا.. ترصد له الدولة ميزانية مناسبة.. وان يتم التخطيط لان يستوعب المبنى الجديد حركة السفر المتوقعة حتى عام 2040 على الاقل.. والا تقل طاقته الاستيعابية عن مائة مليون راكب..لما يمكن ان يحققه المطار من عائدات اقتصادية غير مسبوقة.. إننا نحتاج تغييراً فى الفكر يجعلنا نسابق الزمن.. ويجب ان ننتبه إلى عنصر الزمن حتى لا تضيع سنوات أخرى ونحن نفكر.. وسنوات مماثلة حتى يتم اختيار الاستشارى.. وسنوات أخرى للبحث عن مصادر التمويل.. وسنوات لاختيار الشركة المنفذة.. وسنوات أخرى طويلة للتنفيذ.
نعم اتمنى ان يصبح مشروع إنشاء مبنى جديد للركاب بمطار القاهرة الدولى بطاقة استيعابية لاتقل عن مائة مليون راكب.. مشروعًا قوميًا مماثلاً لمشروع قناة السويس الجديدة التى نجح المصريون فى حفرها وتجهيزها للملاحة خلال عام.. وان يطرح المشروع الجديد للاكتتاب..على ان ينفذ ويخرج للنور خلال عامين على الأكثر.
وفى نفس الوقت علينا ان نبحث عن كيفية تطوير كل المطارات المصرية.. خاصة المطارات التى تستقبل الحركة السياحية.. بداية من مطار سفنكس وصولا لمطار مرسى علم.. مرورا بمطارات العلمين ومطروح وبرج العرب وشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وأبوسمبل.
اننا نحتاج طفرة كبيرة فى المطارات المصرية.. ولكن لابد ان تكون البداية فى مطار القاهرة الدولى بخطوات سريعة.. واذا كانت الدولة تسعى لطرح المطارات المصرية أمام شركات عالمية لادارتها.. فلماذا لا نطرح فكرة تطوير المطارات على مستثمرين جادين للدخول فى تطوير المطارات المختلفة وفقا لدراسات جديدة وحديثة تحدد السعة الاستيعابية المطلوبة لمختلف المطارات.. مع إنشاء قرى للبضائع فى مختلف المحافظات.. تحقق التكامل المطلوب مع المنطقة الاستثمارية لقناة السويس.. وايضًا تفتح افاقًا جديدة للتصدير.. على ان تتولى إدارتها شركات عالمية فيما بعد..لتحقق مستقبلاً أفضل لمصر فى مختلف المجالات.
ان الرؤية لابد ان تتسع.. وان يستوعب الجميع اهمية وجود مطارات بطاقة استيعابية كبيرة.. مع زيادة عدد اسطول الطائرات المصرية.. لتحويل المطارات المصرية خاصة مطار القاهرة الدولى إلى مطارات محورية.. تستقبل أكبر قدر ممكن من حركتى الركاب والبضائع.. وتعيد توزيعها إلى مختلف دول العالم عبر شبكة خطوط شركات الطيران المصرية.
لقد توقفنا سنوات عديدة عن مواصلة تطوير مطاراتنا واساطيلنا الجوية.. ولكن يمكن ان نتدارك هذا..اذا اسرعنا الخطوات. وتأكد الجميع اننا نسابق الزمن..وعلينا ان نقفز قفزات سريعة للأمام لنلحق ما فاتنا.. ونحصل على نصيبنا العادل من حجم حركة الركاب العالمية.. وحتى لانبعد أكثر من ذلك عن المنافسة العالمية..
هل تتبنى الدولة مشروع إنشاء مبنى جديد للركاب وتعتبره مشروعا قوميًا.. وتدفع العمل به.. وتعمل على تذليل كل الصعاب..وتنجح فى إنشاء مبنى الركاب الجديد بطاقة مائة مليون راكب خلال عامين؟..اننا أمام تحد جديد.. واعتقد اننا قادرون على اجتياز هذا التحدى والوصول الى الهدف بأن يصبح لدينا مبنى جديد للركاب بمطار القاهرة الدولى يدخلنا دائرة المنافسة..التى أرجو ألا نبتعد عنها كثيرًا.. وتحيا مصر.