حسم مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية قضية ما يسمى بالمساكنة ، ووصفها بأنها تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.
وقالت الفتوى إن الإسلام حدد علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما فى الزواج؛ كى يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، فى شمول بديع لا نظير له.
و يُحرِّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوّصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمى بـ «المساكنة»..
رد الإفتاء جاء حاسمًا وقاطعًا بشأن الدعوات المضللة التى تتحدث عن المساكنة. فقد تم حسم الأمر، وأكدت الفتوى أن مثل هذا باطل ومحرم شرعا . والرائع فى الأمر أن فتوى الأزهر حسمت الأمر سريعًا، وردت بقوة على دعاة الفتنة داخل المجتمع المصري، حيث إن هذا المصطلح الشاذ والغريب، يثير فتنة بين المصريين، فليس من الدين فى شيء أن تكون هناك مساكنة قبل الزواج.ولم تترك الإفتاء الأمر هكذا بدون تعقيب فقد أهابت بجميع المصريين عدم الانسياق وراء دعوات حداثة المصطلحات فى عقد الزواج، والتى يكمن فى طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم ويؤثر سلبيًا على معنى استقرار الأسرة وتماسكها، وهو ما حرص عليه الدين الحنيف ورعته قوانين الدولة المصرية.
وتعليقًا على دعوات ما يسمى بالمساكنة، فإن هذا المسمى قبل عقد الزواج يحمل معانى سلبية دخيلة على قيم المجتمع المصرى المتدين الذى يأبى ما يخالف الشرع والقيم الاجتماعية.
كما أن الزواج فى الإسلام عقد مصون عظمه الشرع وجعله صحيحًا بتوافر شروطه وأركانه وانتفاء موانعه، وانتهت الفتوى إلى أن هذا باطل شرعًا، ولا يكون مسلكا للمصريين.
دعوات المساكنة لو تم التدقيق فيها، سنجد أن الهدف من إطلاقها هو إشاعة الفتنة والاضطراب بين الناس أو تحطيم القيم والمبادئ التى تسود المجتمع المصري، والذين يدعون إلى مثل هذا، يهدفون بمسلكهم هذا إلى ضرب المجتمع المصرى فى مقتل، من خلال عدم استقرار الأمن وتدمير القيم والمبادئ التى يتحلى بها المصريون.
ما قامت به دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف من رد سريع على دعاة هذه الفتنة كان مهمًا جدًا لأن الرد جاء سريعًا. فهؤلاء الذين يثيرون الفتنة عن عمد يتساوون مع الإرهابيين والمتطرفين الذين لا تعنيهم سوى الفوضى التى تحقق الاضطراب والفتنة.نجانا الله منها.
لقد تم حسم الأمر بأن الإسلام يحرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية. هى علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها فى إطار همجى منحرف، يسحق معانى الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير،كما قال الأزهر والإفتاء.