ظل اسمه فى ذاكرة التاريخ ككاتب وأديب حقق شهرة كبيرة فى حياته وظل فى وجدان القراء عبر مؤلفاته التى مازالت تزين أرفف المكتبات ليس فى مصر وحدها بل فى عالمنا العربي.. فقد كان له مشروعه الأدبى الفكرى الذى ظل يافعاً بدراساته التى أحدثت تأثيراً كبيراً فى القرن الماضى وما قبله حيث إن ولادته تزامنت مع قرب فرض الحماية على مصر والثورة العرابية.. وكما أحدثت كتابات عصره التأثير عند المنفلوطى أيضاً كان له تأثيره الكبير فى تجويده فى قصيدة النثر.
كتب فى المسائل الدينية فلفت الانتباه وعندما كتب فى الحب شد الألباب.. خاض معارك أدبية كبيرة مع الكبار فى قضايا خطيرة لا تزال عالقة فى الذهن يستدل بها عندما يتم التطرق إلى مساجلات كبار الأدباء.. بلغ شهرته عندما واجه عميد الأدب العربى طه حسين فى الشعر الجاهلى الذى قارعه الحجة بالحجة فى رده على كتابه «فى الشعر الجاهلي» وكان الرد من خلال مؤلف «تحت راية القرآن» ومعاركهما أخذت ردود فعل كبيرة عبر مقالات ساخنة شهدتها مطبوعات القرن الـ 19 والقرن الماضى فى معارك أدبية ظلت لدى الأدباء والأجيال الجديدة نماذج ميزت الحياة الثقافية وكان نفسه مصطفى صادق أحد أبطالها وظلت معركته التى ناصر فيها الأدب العربى ضد المطالبين بالثورة عليه معركته المهمة التى خاضها كما دخل معركة الجديد والقديم فى محاولة للنقاش وهى معارك دخل فيها على الخط الأدباء والمفكرون فى ذلك الوقت وكان إنتاجه الأدبى خلال 35 سنة مجموعة مهمة من الدواوين تعد علامة بارزة فى تاريخنا الأدبى العربى منذ أول ديوان له عام 1903 وعمره لم يتجاوز 23 عاماً..ونجح أن يتألق نجمه ويصل إلى أعلى السلم الأدبى وسط أدباء عصره ونال حفاوة كبيرة جعلت الإمام محمد عبده يقول كاتباً إليه «أسأل الله أن يجعل من لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك فى الأواخر مقام حسان الأوائل» وهذا نلمسه فى كتبه تحت راية القرآن ومن وحى القلم وتاريخ الأدب العربى وحديث القمر والأخير كتبه بعد عودته من لبنان عام 1912 حيث عرف شاعرة من لبنان هى الأديبة «مى زيادة» وكان بينهما الكثير من الكلام فاخرجه فى كتابه «حديث القمر».. وتبعه بـ «كتاب المساكين» وهو كتاب قدم فيه الرافعى بلاغة المقدمات اللغوية فى معنى الفقر والإحسان وتعاطف الإنسان وهو الكتاب الذى احتفى به أحمد زكى باشا وقال «لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز وهوجو كما للفرنسيين وجوتة كما للألمان»..
ولم يقف الرافعى فى تألقه عند هذا بل امتدت سنوات التألق فى العمر بـ «رسائل الأحزان» وهى من روائع مصطفى صادق وفيه يتناول نفحات الحب وإشراقاته ولوعات الفراق ومراراته.. وتبعه فى طريق التألق بـ «السحاب الأحمر» الذى تناول فيه طيش القلب وكيد أو لؤم المرأة.. ومع خواطر النفس قدم أوراق الورود وهى فلسفة الحب والجمال وفيها وصل إلى قمة الحب ويناجى حبيبته أو محبوبته.. أما كتابه «إمام الأئمة» وهو على السفود ولم يكتب عليه اسمه لكن القارئ فهم من السطر الأول أن مؤلفه صادق الرافعي.. وكان عبارة عن مجموعة مقالات فى نقد بعض نتاج عباس محمود العقاد الأدبي.
أعطى للأدب العربى معاركه التى لا ينساها القارئ فى ذلك الوقت من نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن العشرين فى الثلث الأول منه.. فقد كان ناقداً حديد اللسان لا يعرف المداراة.. محتفظاً بشخصيته المميزة.. كان حريصاً على منازلة خصومه ومهاجميه على طريقة عنترة أى ضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع.. وهكذا كان مع المنفلوطى ومع ذكى مبارك والعقاد وعبدالله عفيفى كما كانت له جولاته الأدبية ومعاركه التى أحدثت جدلاً صحفياً ونقدياً واسعاً.
عندما تم تناول خصومته مع طه حسين عميد الأدب العربى بسبب الشعر الجاهلى شهدت الصحافة المصرية جانباً من هذه الخصومة الفعل ورد الفعل بين الأدباء من جهة ودخل العلماء على الخط من جهة أخرى حجة بحجة وانقد النقد بين الطرفين.. وكانت مقالات الرافعى فى جريدة كوكب الشرق سبباً فى إبعاد طه حسين من الجامعة.. وكذلك كانت معاركه مع الأديب الكبير عباس محمود العقاد والتى نشبت بسبب كتاب الرافعى «إعجاز القرآن والبلاغة القرآنية» وكان الرافعى يؤخذ عليه فى هذه الخصومة أنه هو الذى بدأها عبر مقالاته اللاذعة «على السفود» ودخلت على الخط مى زيادة التى هاجمت الرافعى فى مجلة المصطفى ونشر العقاد فى البلاغ الأسبوعى وطه حسين فى السياسة.. ورد العقاد بديوانه «وحى الأربعين» وظلت الخصومة مستمرة حتى وفاته فى مايو عام 1937 عن عمر ناهز 57 عاماً.. فى رحلة حياة بدأت لصاحب قلم مميز فى لغتنا العربية وحافظ القرن وشكسبير العرب والباز الأصيل فى ثقافتنا العربية صاحب إرادة وعزيمة لم تعقه فقدانه حاسة السمع والأديب الذى جعل اللورد كرومر يقول عن والده وعائلته إن القضاء المصرى يكاد يكون واقفاً عند الرافعيين على اعتبار أن عائلته وفروعها لديهم «40 قاضياً» فى مصر.. فقد كان الحجة الأدبية فى أدبنا العربى واجه من يريدون إضعاف اللغة و«ركاكة» الأساليب.. ونجح فى مشروعه ولم يجاره فى بلاغته وأسلوبه وغرد باللغة العربية رغم أنه لم يكمل تعليمه وهنا يشارك العقاد فى المشترك الأدبى فى النشأة.. ومنذ طبع ديوانه الرافعى كان من جزئه وعمره 21 عاماً 1901 كان علامة بارزة وآداب العرب قاد زعيم الأمة سعد زغلول إلى مدحه والإشادة به.. ولقبه المؤرخ الأمير شكيب أرسون بحجة الأدب العربى فى الوقت الذى كان نفسه المؤرخ القضية ارسلان حجة لا يباري.
واليوم بعد 145 عاماً على مولده و88 عاماً على وفاته لا تزال سيرة الرافعى الأديب والكاتب لها المكانة فى الذاكرة وفى الدراسات الجامعية للماجستير والدكتوراه.. وكان أيضا بارعاً فى العلوم الدينية واللغة وعمله فى المحاكم الشرعية.
ولا يمكن أن ينسى أحد أنه مؤلف النشيد الوطنى «اسلمى يا مصر»..ولا تنسى الأجيال أنه أيضاً الذى قال:
ورثنا سواعد بانى الهرم
أسوداً أسوداً كهذا البناء
ومنها لا عداء بلادنا النقم
وفيها لمن سالموها السلام
فعلاً كان أحد العظماء، فى تاريخ أدبنا المصرى والعربى وعبر عن دفاعه عن عروبة مصر فى مقالاته بمجلة الرسالة حيث كان يربطه بصاحبها أحمد حسن الزيات صداقة قوية وواجه «دعاة المصرية» الذين أنكروا على مصر عروبتها.. وفى معاركه واجه لطفى السيد والمازنى وسلامة موسى وأحمد مظهر وطه حسين والعقاد.. ويكفى دفاعه عن اللغة العربية ضد الداعيين للغة العامية.. ومن ظل مصطفى صادق الرافعى فى ذاكرة العقل المصرى بمواقفه مناضلاً عن عروبتها ولغتها العربية.. فقد كان من أعلام الزيادة فى الأدب الحديث ومن كبار الكتاب الأسلوبيين أصحاب التميز فى النثر العربى وهنا يقول تلميذه محمد سيد العريان الذى سجل كتابه المهم عن مصطفى صادق الرافعى «حياة الرافعي» وتحدث فيه عن تجربة الرافعى الأدبية إنه بحق رسولاً لغوياً أحدث بما قدمه لمكتبتنا العربية ضجة ودوى كبير عند نشرها لأول مرة.
النشأة والمولد
ولد الأديب مصطفى صادق الرافعى فى يناير 1880 فى قرية بهتيم وجاء اسم الرافعى نسبة إلى ابن رافع الرافعى المدينى من أهل المدينة فهو والده وأمه سوريين ونسب أسرة والده بعمر بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم فى نسب طويل من أهل الفضل، ووفدت عائلة الرافعى وآل الرافعى كما كانوا يطلقون عليهم واشتغلوا فى القضاء على مذهب الإمام الأكبر أبى حنيفة النعمان وبرعوا فى مجال القضاء دراسة وعمل وأوشكت مناصب القضاء أن تكون حكراً عليهم بحسب التقارير البريطانية التى سجلتها وزارة الخارجية الإنجليزية.
والده عبدالرازق سعيد الرافعى كان واحداً من رؤساء المحاكم الشرعية التى كانت منتشرة فى مصر فى القرنين الماضيين واستقر رئيساً لمحكمة طنطا الشرعية وفيها كانت إقامته حتى وفاته.. ومصطفى صادق الرافعى وأخوته لا يعرفون غيرها وعاشوا فيها أما والدته فهى تنتمى لأسرة الطوخى وتسمى أسماء وأصلها يعود إلى حلب حيث كان والدها الشيخ الطوخى يعيش فى مصر قبل أن يتصاهر مع آل الرافعى وفى الوقت الذى كانت عائلة الأب تعمل فى القضاء الشرعى عملت عائلة الأم فى التجارة.
ونظراً لاشتغال الرافعى الأب بالثقافة والعلوم الدينية وحفظ القرآن.. أدخله والده المدرسة وكان سنه قد جاوز العاشرة ودرس التعليم الابتدائى ما بين طنطا ودمنهور والمنصورة حيث كان الوالد يتنقل بحسب عمله فى المحاكم الشرعية.
مرض التيفوئيد.. أصابه بالصم
وأثناء دراسته للمرحلة الابتدائية ضرب مرض التيفوئيد مدينة طنطا وفى هذه الأثناء حاول الأب علاجه حتى شفى منه لكن المرض ترك أثراً على أعصابه وأذنيه حتى أنه فقد حاسة السمع رويداً رويداً وبات شبه أصم قبل أن يتجاوز الثلاثين.
ومن أثر إصابته بالتيفوئيد انصرف عن اتمام التعليم وانقطع عن مدرسته وبدأ والده يعد له أسلوبا تعليميا خاصا لابنه الذى أصيب بعاهة عدم السمع.. وفى مكتبة والده التى تضم نوادر الكتب انخرط فى القراءة دون انقطاع وكان تقريباً يقرأ يومياً قرابة العشر ساعات دون ملل.. بعد أن ثقف نفسه بنفسه من واقع مكتبة والده كان يقرض الشعر وأجاد فى ذلك وهو الوحيد بين 10 من أخوته لم يكمل تعليمه.
ديوانه الأول
صدر ديوانه الشعرى الأول عام 1903 واستطاع من خلال ديوانه الأول أن يصل إلى القراء ويسمع بنفسه عبارات الإشادة والإعجاب ويلفت إليه أدباء هذه المرحلة مما شجعه على إصدار ديوان ثان وثالث وبدأ اسمه يتردد لدى الكبار من الأدباء والعلماء.. وفى هذه المرحلة المبكرة نال مديحاً من أستاذ الأجيال الإمام الشيخ محمد عبده.
وفى هذه الأثناء كانت حاسة السمع قد بدأت تضعف وقل اهتمام الرافعى بالشعر لكن طموحه كان كبيراً رغم أنه لم يحصل إلا على الابتدائية.
شاعر الملك فؤاد
كان الرافعى أحد كتَّاب الأهرام من 1926 حتى 1933 بعد ان انتشرت مؤلفاته بأسلوبه العبقرى وكانت قصائده الملكية تتناقلها الصحف المصرية.
اسلمى يا مصر
وفى عام 1917 أصدر كتاب المساكين على غرار البؤساء لفيكتور هوجو تناول فيه مشكلة الفقر ومعاونة الفقراء وفى عام 1920 أصدر النشيد الوطنى المصرى «مطلعه»:
إلى العلا إلى العلا بنى الوطن
إلى العلا كل فتاة وفتي
إلى العلا فى كل جيل وزمن
فلن يموت مجدنا.. كلا ولن
وفى عام 1923 أصدر قصيدة «اسلمى يا مصر»
اسلمى يا مصر.. إننى الفدا
وفى يدى إن مدت الدنيا يدا
عائلة الرافعى
تمتد جذوره بين بلاد الشام ومصر وهى عائلة ارتبطت بمنصب القضاء الشرعى والأدب والصحافة ومنها المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعى والكاتب الصحفى أمين الرافعى صاحب جريدة الأخبار وبرغم معاركه الصحفية والأدبية مع كبار الكتاب الذين يقيمون فى القاهرة لكنه لم يغادر طنطا بعد انتقاله إليها من بهتيم وأقام والده بها وعشقها وعشق دروبها والمسجد الأحمدى القريب منه.. وما إن يغادر طنطا إلى القاهرة حتى فى الفترة التى عمل بها فى محكمة طلخا كانت لتقدير رسوم القضايا والعقود فى المحكمة.. ولم يعش خارج طنطا سوى فى دمنهور التى التحق فيها بالمدرسة الابتدائية قبل أن يصاب بالمرض حيث كان والده يعمل فى دمنهور وهو المرض الذى حرمه من تكملة تعليمه وأقعده شهوراً وفقد بسببه حاسة السمع.
قال عنه الإمام محمد عبده ولدنا الأديب الفاضل الرافعى زاده الله أدباً.. لله ما أتم أدبك.. ولك ما ضمن لى قلبك لا أقارضك ثناء بثناء.. فليس من شأن الأدباء مع الأبناء ولكنى أعدك من خلص الأولياء.. وأقدم حقك على كل حق الأقرباء وأسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك فى الأواخر مقام حسان فى الأوائل.
الزعيم مصطفى كامل: سيأتى يوم إذا ذكر فيه الرافعى قال الناس هو الحكمة العالية مصوغة فى أجمل قالب من البيان.
محمد رشيد رضا- صاحب ومنشئ مجلة المنار- الأديب الأروع والشاعر الثائر المبدع صاحب الذوق الرفيع الرقيق والفهم الدقيق الغواص على جواهر المعاني.
الأديب عباس محمود العقاد: قال بعد وفاته بثلاث سنوات إن الرافعى أسلوبه جزلاً وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه فى الطبقة الأدبية من كتاب العربية المنشئين.
د.مختار الوكيل: يكفيه فخراً أنه وضع نشيد «اسلمى يا مصر إننى الفدا» النشيد القومى لمصر وهو نشيد يتسم برقى العبارة وحرارة الألفاظ الصادقة بالحس الوطني.. فهو خير قدوة يقتدى بها الشباب.
معاركه الأدبية
تصدى المفكر الكبير بوعى وبقلم حكيم للحفاظ على الذات المصرية ونجح فى حدوث تحول لدى كثير من المفكرين فى مواقفهم واقتنعوا بوجهة نظر مصطفى صادق الرافعى فى دفاعه عن لغتنا العربية.. فهو حافظ القرن العشرين وصاحب قلم لم يتكرر.. وهزم حرمانه من حاسة السمع بمؤلفاته الخالدة.. وسطَّر للعربية كتباً مميزة نثراً وشعراً فقد تفتحت عينيه برفقة والده على مجالس العلماء وتكلم الفصحى مبكراً خشية أن يخونه التعبير بالعامية.. نلاحظ أن أبرز معاركه الأدبية كانت مع عميد الأدب العربى طه حسين حول الشعر الجاهلى واتهموه بأنه يقلد أسلوب الكاتب العباسى «الجاحظ» من الواقع الصحيح الذى يجد القارئ وجه شبه بين الكاتبين من ناحية البلاغة العربية.. ومن يعود إلى مقالاته فى كوكب الشرق ضد العميد طه حسين نجد أن الحراك كان واضحاً وساخناً ووصل إلى النواب والحكومة ودار حولها جدل واسع انتهى بأزمة إبعاد الدكتور طه حسين عن الجامعة ورده على العقاد أيضاً فى كتابه تحت راية القرآن أحدث توابع وزلازل لرده على العميد طه حسين وشهدت هذه الفترة حراكا ثقافيا بين الرد والرد والمضاد سجلتها وقتها جريدة السياسة الأسبوعية والبلاغ الأسبوعى والمقتطف.
الوفاة
كان للكاتب الكبير طقوس خاصة فى حياته تعود عليها مع فقده للسمع وكان قد أصيب بعدة أمراض فى الجهاز الهضمى والمعدة وفى يوم الاثنين 29 من صفر 1356 هـ الموافق 10 مايو 1937م نهض من نومه مبكراً كعادته لأداء صلاة الفجر وذهب إلى صومعته بعد الصلاة لقراءة القرآن.. وأحس بالآلام بمعدته وهى آلام مزمنة فأخذ الدواء وعاد مرة أخرى لقراءة القرآن الكريم.. وترجل فى بهو منزله فسقط على الأرض وسط البهو مغشيا عليه وهب أهل منزله لإنقاذه لكن روحه أسلمت إلى ربها.. وتم دفنه فى مقابر الأسرة بجوار والده وسط حشد كبير من المشيعين والمصلين وبوفاته فقد الأدب العربى واحداً من أساطينه الكبار الذين شاركوا بحماس فى بناء البيان العربى الحديث وإثراء لغتنا العربية وترك للمكتبة العربية مراجع دسمة للباحثين عن تعلم فنون الكتابة الأربعة.. فمن يطلع على الإعجاز القرآنى الذى ألف فيه عدة أجزاء والسحاب الأحمر والمساكين ورسائل الأحزان وعشرات المؤلفات الأدبية والدواوين الشعرية يكتشف القيم الفكرية والأدبية عند مصطفى صادق الرافعى الذى أثبت أن الأدب الرفيع يفرض نفسه على جمهوره سواء كان فى العاصمة أو فى مكان بعيد عنها.. وطبق نظريته ليس مهماً أن تزاحم العاصمة بالإقامة فيها لكن عملك الأدبى أو الفنى يصل إليها طالما قدمت قيمة رفيعة يستحسن القارئ قراءتها ويرتبط بمؤلفها.
وفى هذا كان تكريمه دائماً فى محافظة الغربية عبر لقاءات فكرية وأدبية فى ذكراه عادة يحضرها كبار الأدباء ومحافظ الإقليم تكريماً له.. وبالفعل أقيم مهرجانات تكريم له عدة مرات فى الغربية حيث عمل وعاش فيها.