دائما الشدائد تصنع النجوم الكبار فلولا تلك الشدائد لما حصل اللاعبون الصغار على فرص اللعب والتألق بداية من بيليه الذى خاض كأس العالم 1958 وهو فى السابعة عشرة من عمره لإصابة توستاو فأصبح أصغر لاعب فى التاريخ يتوج بكأس العالم ومرورا بلاعبين كثيرين ولكنى سأتوقف عند أحمد شوبير الذى أطلق عليه لقب أيوب الكرة المصرية لصبره الطويل حتى جاءت الشدائد بإصابة اثنين من أعظم حراس الكرة المصرية وهما إكرامى وثابت البطل ليحصل أيوب على الفرصة حتى أصبح الحارس الأول لمصر على مدى أكثر من 12 عاما.
ولم يكن احد يتوقع أن الأمر سيتكرر بحذافيره مع نجله مصطفى بن أحمد الذى شاءت الأقدار أن يحصل على فرص اللعب المستمر بعد إصابة طويلة للشناوى ليصبح من أفضل الحراس ليس فى مصر فقط بل فى أفريقيا.
والحقيقة التى يجب أن أذكرها هنا هى عكس ما يتوقع الجمهور بأن اللاعب الذى ينتمى بصلة قرابة لنجم سابق كبير يكون لديه فرصة أكبر وتسهيلات للعب ولكن على أرض الواقع فإن العكس هو الصحيح لأن اللاعب الذى ينتمى لنجم كبير دائما ينتقد بشدة ويتم إلصاق تهم الواسطة به لهذا كنت متعاطفا جدا مع مصطفى شوبير قبل ان يلعب مع الفريق لأننى كنت أرى بعينى التلميحات بأنه يلعب بضغط من والده.
جاءت الفرصة الحقيقية الأولى لمصطفى عقب إصابة الشناوى قبل نهائى دورى الأبطال فى الموسم الماضى بساعات ليوضع الحارس الصاعد فى وش المدفع فى نهائى اكبر بطولة على مستوى القارة ولكنه كان عند حسن الظن عندما نجح فى تصد تاريخى لانفراد تام لرضا الجعدى لاعب الوداد كان من الممكن أن يحول تماما سير المباراة.
ولكن سيناريو الفرصة الحقيقية لمصطفى كان أكثر من الخيال بعد إصابة الشناوى فى كأس الأمم وهى الإصابة التى تحرمه من اللعب لمدة قد تزيد على 5 شهور وزاد السيناريو إثارة ما حدث من بحث الأهلى عن حارس آخر لحماية مصطفى شوبير فى موسم صعب تحسم فيه العديد من البطولات وعلى رأسها دورى أبطال أفريقيا وهى أمور تؤثر سلبا على الحارس الصاعد لأنه كان من المفترض أن يشعر بعدم ثقة من حوله فى توليه مهام الحارس الأساسي.
وضع مصطفى كل شيء خلف ظهره وتفرغ فقط للتدريب والتركيز فخاض 4 مباريات أفريقية دون أن تهتز شباكه وتألق فى كل المباريات وأنقذ بين 4 أو 5 فرص محققة فى كل مباراة ليتم اختياره فى المباريات الأربع أمام شباب بلوزداد وميدياما ويانج أفريكانز وأخيرا سيمبا كأحسن لاعب فى المباراة.
والمستوى الذى ظهر به مصطفى شوبير أمام سيمبا أمس الأول أراه المستوى الأفضل لأى حارس مصرى هذا الموسم وربما يتساوى مع أداء الشناوى فى مباراة المنتخب أمام سيراليون التى أنقذ فيها 10 فرص للتهديف.
ما زاد من عظمة أداء مصطفى فى مباراة سيمبا أنه انقذ 9 فرص مختلفة بين انفرادات وتسديدات من مسافات قصيرة ومتوسطة وبعيدة ومن زوايا مختلفة أكدت موهبة الحارس.
لم يعد شوبير الأب بحاجة للدفاع عن نفسه بمجاملة نجله لأن شوبير الابن قدم كل ما يصنعه فى المستقبل القريب بين الحراس العظام !!