أثناء احتلال إسرائيل لسيناء.. حدث أنه فى أحد أيام «1969» أصدرت هيئة أركان الحرب الإسرائيلية أمرا إلى مجموعة من جنود الاحتلال بالتوجه على وجه السرعة إلى أحد المواقع الأثرية المصرية لتأمين زيارة مفاجئة يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلى فى ذلك الوقت «موشيه ديان«.. على الفور توجه الجنود الإسرائيليون إلى الموقع الأثرى المصرى بالقرب من أبوزنيمة فى جنوب سيناء لتأمين زيارة موشيه ديان.. بمجرد وصول جنود الاحتلال شاهدوا وزير دفاعهم ينزل من طائرته المروحية ومعه شخص «ليس عسكريا» عرفوا فيما بعد أنه «خبير آثار«.. دخل وزير الدفاع الإسرائيلى ومعه خبير الآثار «الإسرائيلي» إلى الموقع الأثرى المصرى وبعد فترة وجيزة خرج الجنود المرافقون لموشيه ديان من الموقع الأثرى وهم يحملون حقائب مملوءة بالقطع الأثرية المصرية ويصعدون بها الطائرة المروحية.. لقد سرق موشيه ديان العديد من القطع الأثرية المصرية من داخل سيناء وأرسلها إلى إسرائيل.. هذه الواقعة رواها أحد الجنود الإسرائيليين الذين كانوا فى مهمة تأمين موشيه ديان عندما قام بتلك الزيارة للمنطقة الأثرية المصرية فى سيناء.. رواها الجندى بعد أن وثقها ونشرت تفاصيلها صحيفة معاريف الإسرائيلية قبل نحو أربع سنوات.. سرقة التاريخ وذاكرة الشعوب واحدة من الركائز المهمة التى تبنى عليها إسرائيل مخططاتها ومشاريعها «الاستعمارية التوسعية«.. يؤكد ذلك ويدعمه حوادث ووقائع أخرى هنا وهناك.. من بين ما يروى فى هذا ما حدث خلال الأيام الأولى من النكبة الفلسطينية وما جرى فى أعقاب «حرب 1948» حيث تقول بعض الروايات إن الإسرائيليين استولوا على ثمانين ألفا من الكتب والمخطوطات العربية من القدس وبعض المدن الفلسطينية الأخري.. وحتى الآن لا تكل إسرائيل ولا تمل من محاولات السطو على «الذاكرة التاريخية» العربية «وحتى العالمية».. ولعل خير دليل على ذلك ما تقوم به كل يوم وكل ليلة فى المسجد الأقصى المبارك «أولى القبلتين» وثالث الحرمين الشريفين ومسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
عندما ينظر المرء إلى «الكنوز الثقافية» التى تزخر بها مكتباتنا المصرية والعربية من مخطوطات نادرة وأمهات كتب وموسوعات تحوى بين جنباتها «ذاكرة الوطن والأمة» وتتحدث عن ملاحم وبطولات مصرية وعربية تحافظ على «الهوية» وتدافع عنها ضد محاولات التشويه والتمييع والإذابة.. عندما ينظر المرء ويتأمل هذه «الكنوز الثقافية» فى عصر «السوشيال ميديا» و«الميتافيرث» و«الذكاء الاصطناعي«.. يجد المرء نفسه أمام السؤال المهم: كيف ننقل ما تحتويه هذه الكنوز إلى أبنائنا وشبابنا وتلك الأجيال التى نشأت وتربت بين دهاليز «الفضاء الإلكتروني«؟!! .. يقول قائل: وهل هناك حاجة ملحة لنقل ما تحتويه هذه الكتب والمخطوطات والموسوعات إلى أبنائنا وشبابنا والأجيال الجديدة؟! .. والإجابة «نعم».. لأن «تطور مفهوم الحروب» التى تشنها «قوى الاستهداف الاستعمارية» ضد الأمم والشعوب أدى إلى ظهور أنواع وأشكال عدة للحروب.. حروب مختلفة الشكل والأسلحة والساحات والجبهات.. لكنها تسعى لتحقيق نفس «الهدف القديم«.. هذه الحروب الميدان الأول للمعركة فيها هو «عقول الشعوب«.. وعقول الشعوب لن يتم اختراقها ما دامت ذاكرتها حاضرة.. والذاكرة لن تكون حاضرة إلا بحضور تاريخها الذى يحفظ هويتها.. ومن هنا ننطلق إن شاء الله سبحانه وتعالى إلى موضوعنا اليوم والذى هو دعوة للبدء فى مشروع مصرى هدفه الحفاظ على «الهوية» والتصدى لكافة المحاولات الحالية والمستقبلية التى تحاول استهداف العقل المصرى والعربى من أجل تمرير مخططات تقف وراءها الصهيونية العالمية التى تعمل بشكل «ناعم» على ضرب أسس ومقومات الشخصية المصرية والعربية ومن ثم ضرب ركائز «الأمن القومي» المصرى والعربي.. المشروع الذى ندعو إليه اليوم هو مشروع مصر من أجل الحفاظ على ذاكرتها وهويتها وأمنها القومى «المصرى والعربي».. خاصة فى ظل تغول الثقافة الوافدة عبر «الفضاء الإلكتروني» والتى يمكن القول إنها تمثل تهديدا خطيرا للذاكرة المصرية والعربية.. ومن ثم تهديدا خطيرا للهوية المصرية والعربية.. مشروعنا الذى ندعو إليه هو استدعاء التاريخ وإيقاظه واستحضاره فى الذاكرة والوعى الشعبى خاصة لدى الشباب.. ليكون قوة دعم وطنى فاعلة فى مواجهة مخططات الحروب الجديدة التى تستهدف كما قلنا الأمن القومى المصرى والعربي.. الآن وفى المستقبل.
لكى أوضح «الفكرة» أكثر.. أقول إن الملاحظة الأولى التى قادتنى إلى طرح هذا الموضوع هى أننى خلال مطالعتى لبعض ما جاء فى «الكتب القديمة» التى ألفها وحررها رموز أفذاذ من العلماء والكتاب والأدباء والمفكرين.. وانبهارى بما تحتويه من معلومات ووثائق ووقائع ورؤى تساعد على فهم مايجرى الآن فى الإقليم والعالم.. خلال مطالعتى لهذه الكتب وانبهارى بما تحتويه قلت لنفسي: وهل هذه المعلومات والوثائق والرؤي.. هذه الذاكرة الوطنية التاريخية.. هل هى «واصلة» إلى «شباب اليوم».. وكيف ستكون العلاقة بينها وبين شباب أو جيل المستقبل فى السنوات والعقود والحقب القادمة ؟! .. أسأل هذه الأسئلة وأمام عينى وفى أم رأسى المحاولات المتواصلة التى تقوم بها إسرائيل من أجل سرقة تاريخنا تارة أو تشويهه وتحريفه تارة أخري.. تحاول إسرائيل أن تفعل فى معارك العقول نفس ما تفعله فى ميادين القتال.. كل الطرق والوسائل عندها مشروعة لكى تصل إلى «هدفها الكبير».. ولن تستطيع بإذن الله.
هناك شيء آخر جعلنى أتحمس لطرح دعوتى للبدء في «مشروع مصر» من أجل الحفاظ على الهوية و الذاكرة الوطنية.. هذا الشيء هو ما لاحظته من تراجع الإقبال على المكتبات خاصة تلك التى تضم هذا النوع من الكتب «التاريخية والجغرافية والسياسية والموسوعية».. وهذا التراجع فى الإقبال يأتى بالطبع فى ظل انحراف طاغ للبوصلة الشبابية نحو ثقافة «السوشيال ميديا والرسائل القصيرة» وكذلك «مقاطع الفيديو المصورة والتدوينات».. كل هذا جعلنى أسأل نفسى ثانية: كيف نستدعى هذه «الكنوز الثقافية التاريخية» لتكون قوة دعم ودفاع وطنى فى ساحات الدفاع عن «الهوية» ومعارك الحروب الجديدة التى تستهدف عقول الأمم والشعوب؟! .. قوى الاستهداف تعلم جيدا أنها إذا نجحت فى تغييب ذاكرة أى شعب و تمييع هويته فإنها عندئذ بكون من السهل عليها تحقيق «الانتصارالإستراتيجي» !!
تاريخ مصر والمعارك الكبرى التى خاضتها والتحديات التى واجهتها على مدى التاريخ.. تلك المنابع التى تغذى وتروى الشعور بالانتماء والتى تتدفق من «كنوزنا التاريخية والثقافية«.. ما هو موقعها الآن فى «دائرة الوعي» لدى شبابنا فى عالم اليوم.. عالم الفضاء الإلكترونى والثقافة الوافدة والهجمات والمخططات «الناعمة«؟! .. ماذا يعرف شبابنا اليوم عن مصر؟! .. مصر التاريخ والحاضر والمستقبل.. هل حجم مايعرفونه يكفى لتكوين حائط صد داخلى يحمى الهوية فى معارك الحروب الجديدة؟! .. وهنا قد يسأل سائل أيضا: ولماذا الآن؟! .. لماذا استدعاء التاريخ وما تحتويه كنوزنا الثقافية والمعرفية فى هذا التوقيت؟! .. وأقول لمن يسأل إن «هذه اللحظة» أو المرحلة التى تمر بها مصر والمنطقة العربية عموما فى تاريخها هى لحظة أو مرحلة من أهم وأدق اللحظات أو المراحل «الكاشفة«.. تحديات غير مسبوقة على كافة الأصعدة وفى جميع الاتجاهات.. محاولات ومخططات لا تتوقف للمساس بالأمن القومي.. المصرى والعربي.. هجوم معلوماتى كاسح عبر كافة وسائل الاتصال والتواصل كاد يوجه «بوصلة الوعي» بعيدا عن ذاكرتنا الوطنية والعربية.. كل هذه التحديات وغيرها فى عصر التقدم التكنولوجى الرهيب الذى بات يستخدم من قبل دول عدة كسلاح فعال فى معارك الحروب الجديدة.. الحروب الناعمة.. كل هذه التحديات تجعل من مشروع استدعاء التاريخ والحفاظ على الهوية أمرا ضروريا تقتضيه متطلبات «اللحظة» ومواجهات «المستقبل» وتعدد جبهات «المعركة«!!.. وأقول أيضا إنه فى السابق.. قبل ظهور عصر التحول التليفزيوني.. عصر «الفضائيات«.. ثم ما أعقبه من تمدد شبكة الإنترنت وما أسفر عن ذلك من ثورة غير مسبوقة فى وسائل الإتصال والتواصل ونقل وتوجيه المعلومة ومن ثم جذب وتوجيه «العقول».. أقول إنه قبل ظهور هذا كله كان المصدر الرئيسى وربما الوحيد لتكوين وتشكيل الفكر والوعى لدى «المواطن» منذ نشأته وحتى مرحلة شبابه كان مصدرا «وطنيًا خالصًا» .. فى المدرسة أو الجامعة أو الإذاعة والتليفزيون الوطني.. لم يكن هناك مجال أو مكان «تلعب فيه» الأصابع الخفية ضد التاريخ والثقافة والذاكرة الوطنية.. أما الآن فما أكثر الساحات والميادين والممرات والدهاليز التى تقذف عبرها «تلك الأصابع» بكل ما تريد من قذائف لإعادة «برمجة العقول» بعيدا عن الثوابت التاريخية والوطنية!!
خلال الأشهر الأولى من الحرب الروسية ـ الأوكرانية.. حدث أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين طلب من مساعديه ضرورة «الاستعانة بالتاريخ» خلال الحرب.. وبغض النظر عن من المسئول عن اندلاع هذه الحرب لكننا أمام واقعة ذات دلالة كبيرة وبعيدة.. بوتين طلب هذا من مساعديه خلال لقاء له مع عدد من طلبة المدارس أدار معهم حوارا مفتوحا لمدة ساعة.. أكد الرئيس الروسى أهمية تدريس التاريخ فى مدارس روسيا «بالرواية التى يقرها الكرملين».. من بين ما قاله بوتين فى هذا الحوار والذى تناقلته وقتها وسائل الإعلام العالمية: إننى شعرت بالصدمة عندما اكتشفت أن الأطفال فى شرق أوكرانيا لا يعرفون أن بلادهم كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتى مع روسيا .. مضيفا: «إن تصحيح هذه الرواية أمر بالغ الأهمية».. كما قام الرئيس الروسى أيضا قبل أيام بإصدار توجيهات بدراسة تطوير برامج للتعليم العالى والتعليم المهنى الإضافى حول «الذاكرة التاريخية«.. هنا يظهر التاريخ كسلاح ضرورى جنبا إلى جنب مع كافة أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية التى تستخدم فى المعارك والحروب.
ما يستحق التوقف عنده طويلا ورصد نتائجه ومحاولة التنبؤ بتداعياته فيما يتعلق بمشروع استدعاء التاريخ والحفاظ على الهوية والذاكرة الوطنية.. هو ذلك الواقع أو تلك الحالة التى فرضها «الهجوم المعلوماتي» الوافد عبر وسائل الاتصال والتواصل العديدة حيث أصبح جانب كبير من «الإدراك المجتمعي» يستمد مكوناته من عناصر ذلك «الوافد من الخارج«.. الثوابت المجتمعية مازالت موجودة فى قواعد الذاكرة الوطنية لكنها تراجعت «بفعل الهجوم المعلوماتى الكثيف» لصالح «الوافد الجديد«!! .. نرى على سبيل المثال وسط «جيل أو أجيال التواصل الاجتماعي» تراجع فى الذاكرة للمعانى والثقافات المستمدة من صفات ومعان مصرية وعربية قديمة لتحل محلها معانى وصفات «وافدة«.. توارت فى الذاكرة أسماء «أبطالنا ومفكرينا ورموزنا التاريخيين«.. وتقدمت أسماء «نجوم الغرب«!! .. نعم مصر بخير ولها خصوصيتها وطبيعتها التى تستدعى كل الموروث المتراكم عبر آلاف السنين عند «اللحظة الحرجة«.. لكن هذا لايعنى إغفال التطورات الحالية والمستقبلية.. إنه من الواجب علينا أمام حجم هذه التحديات التى نراها اليوم وتشير إلى «تحديات المستقبل«.. يجب علينا إيقاظ الذاكرة الوطنية واستدعاء كل ما يمكن أن يساعد فى احباط كافة «المخططات» التى تحاك وتجهز ضد مصر وضد العرب جميعا.
ما أريد أن أقوله إن هناك حاجة ماسة لمشروع جديد للحفاظ على الهوية والذاكرة الوطنية فى عالم الحروب الجديدة.. مشروع يستدعى ماتحويه كنوزنا التاريخية والثقافية والأثرية وجعلها فى متناول «الوعى المجتمعي«.. لا نريد انتظار الشباب والأجيال الجديدة الذهاب إلى المكتبات والبحث عن الموضوعات والقضايا الوطنية والتى تمس الأمن القومي.. إننا نريد من خلال هذا المشروع أن تذهب المعلومة إلى الشاب أو الطالب أو التلميذ .. الهدف هنا ليس تعليميا إنه هدف «توعوي» يمس صميم الهوية و«الأمن القومي«.. الهدف هنا أيضا عدم ترك «ميدان الوعي» للثقافة الوافدة والمعلومات المشوهة والموظفة.. الهدف كذلك ربط العقل الوطنى بالجذور القديمة.. جذور الهوية التى تستطيع التصدى لهجمات الحروب الجديدة.. نريد عبر هذا المشروع أن يكون شباب اليوم والغد على دراية بشخصية مصر وما كتبه جمال حمدان عن سيناء وفلسطين.. نريد أن يكون شباب اليوم والغد ملما بمعارك مصر التاريخية.. نريد أن يكون شباب اليوم والغد لا يجهل شيئا عن إبراهيم الرفاعى ومحمد عبدالغنى الجمسى وأحمد إسماعيل علي.. نريد من شباب اليوم والغد أن تستيقظ لديه ذاكرة الانتصارات.. بدر وحطين وعين جالوت والعاشر من رمضان.. لا نريد من شباب اليوم أو الغد أن يبحثوا عن التاريخ.. إننا نريد للتاريخ أن يصل إليهم.. فى البيت والشارع والنادى والمقهي.. إنها معركة هوية ستطول جولاتها أجيالا وأجيالاً!!
مشروع «التاريخ والهوية والذاكرة الوطنية».. هناك جهات كثيرة من الممكن أن تشارك فيه.. من بين تلك الجهات وزارات الثقافة.. التعليم.. الشباب والرياضة.. الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. هذه الجهات تتولى دراسة وتنفيذ الطريقة.. والشكل.. والوسيلة.. التى نحول بها «الكنوز التاريخية والثقافية» إلى معلومات بسيطة ومركزة وقصيرة «حتى لو عن طريق الهاتف المحمول» تكون فى متناول الشباب وجزءاً من حياتهم اليومية فى أى مكان.. هذا المشروع «فى ظل الحروب الجديدة» يمكن القول إنه هو مشروع الدفاع عن الهوية فى «الحاضر والمستقبل».. لذلك أرى تسميته بمشروع «مصر 3000».. لأن معارك التاريخ والهوية والذاكرة الوطنية يبدو أنها هى السمة المميزة للألفية الثالثة.. مشروع «مصر 3000» يمكن أن يكون «خط الدفاع الأول» عن الأمن القومى فى أى «مواجهة«.. حالية أو مستقبلية.. مواجهة من تلك المواجهات المتعددة والمتلونة.. الصريحة والمبطنة.. المواجهات الشرسة والناعمة!! .. حفظ الله مصر الكنانة.. ونواصل إن شاء الله.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.