ضرورة الحفاظ على المواقف الأفريقية الموحدة
القضايا الأفريقية حاضرة فى كل لقاءات الرئيس السيسي، إيمانًا بأهمية واستراتيجية الدائرة الأفريقية، فى السياسة الخارجية للدولة المصرية وقد ظهر هذا بوضوح خلال لقائه الأسبوع الماضى مع رئيس جمهورية أنجولا «جواولورينسو»، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقي، وكما يشير البيان الختامى للزيارة فانه تم الاتفاق على ضرورة الحفاظ على المواقف الأفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا الدولية، وضمان التمثيل العادل لأفريقيا فى المؤسسات الدولية، لا سيما فى إطار جهود إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولي، وكذلك أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقي، كما حرص الرئيس السيسى على التأكيد على استعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للأشقاء فى أنجولا فى مجالات تنمية وبناء القدرات فى قطاعات متعددة؛ منها الشرطة، والدفاع، والصحة، والإعلام، والسياحة، والزراعة، ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعم تطوير مؤسسات الدولة، كما أشار الرئيس السيسى إلى امكانية التعاون بين البلدين، فى إطار مشروع ممر «لوبيتو» الاستراتيجى الذى يمثل محورا واعدا للتنمية فى القارة، وركيزة أساسية للتعاون المشترك، فى قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب.
هنا لابد من الدخول فى تفاصيل هذا الممر لكى نوضح كيفية تحركات القيادة السياسية تجاه إفريقيا وتعزيز الوجود المصرى داخل أقاليم القارة الإفريقية الخمسة، حيث يعتبر مشروع الممر من اهم الخطوات التى اتخذتها الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية لتعزيز نفوذها فى القارة الأفريقية -منذ حكم بايدن- حيث تواجه منافسة شرسة على النفوذ مع الصين.
«ممر لوبيتو» يقطع مسافة 1300 كم من ميناء لوبيتو بأنجولا على ساحل المحيط الأطلسى متجها شرقاً عبر أنجولا إلى الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى مسافة قريبة من الحدود الزامبية، ويشمل المشروع بناء نحو 800 كم من خطوط السكك الحديدية بالإضافة إلى تحديث 500 كم من مسارات السكك الحديدية القائمة وإجراء تحسينات فى ميناء لوبيتو.
يربط الممر بين ثلاث دول أفريقية غنية بالمعادن الحرجة (Critical minerals) اللازمة لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، إذ تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا أكبر منتجين للنحاس فى أفريقيا، كما تمتلك أنجولا احتياطيات لعدد من المعادن الحرجة، وكذلك تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر منتج للكوبالت فى العالم «حوالى 50٪ من الإنتاج العالمي» ومن المتوقع أن يكتمل المشروع فى شكله النهائى فى غضون خمس سنوات بحيث يكون قادراً على نقل بضائع بحجم 5 ملايين طن سنوياً.
أيضًا يربط الممر بين جنوب ووسط أفريقيا، ويوفر الوصول إلى شرق أفريقيا ومسارًا إلى المحيط الأطلسى ،كما يأتى فى إطار «شراكة البنية التحتية والاستثمار العالميين»، وهى مبادرة أميركية تهدف إلى تحدى مبادرة الحزام والطريق الصينية -كما يشير المراقبون-.
أيضًا يوفر طريقة نقل أكثر كفاءة للأشخاص والمواد بين مدينة لوبيتو الساحلية فى أنغولا، والمناطق الغنية بالمعادن فى جمهورية الكونغو الديمقراطية وحزام النحاس فى زامبيا،حيث يمتد بالفعل بمنطقة غنية بالمعادن، خاصة معدن الكوبالت فى جمهورية الكونغو، التى تنتج نحو 70 فى المئة منه عالميا»ونقل المعادن يمثل أهمية بالغة لواشنطن، مع توجهها نحو الطاقة الخضراء»،كما يساهم فى تأمين إمدادات المعادن الحرجة غير المرتبطة بالصين.
خارج النص:
بدأت الدولة المصرية منذ فترة فى تنفيذ طريق الربط البرى بين مصر وليبيا وتشاد باعتباره شريانا حيويًّا للتجارة والتنمية، ويسهم فى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول الثلاث، وتحويل تشاد إلى مركز تجارى محورى يربط بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسى حيث تنفذ مصر طريق دولى بطول 1.7 ألف كم بالتعاون مع دولتى ليبيا وتشاد، ليكون طريق ربط بين الدول الثلاث لتعظيم حركة التبادل التجارى بين الدول الثلاث، حيث يمر الطريق فى مصر بطول 400 كم وفى ليبيا بطول 390 كم وفى دولة تشاد بطول 930 كم، ويجرى الآن تنفيذه على ثلاث مراحل ،كل ما علينا ان نربط هذا بذاك لتعرف مستقبل مصر فى إفريقيا.