توافق سياسى حول عدالة القضية الفلسطينية والأوضاع فى المنطقة العربية
تتزامن زيارة رئيس وزراء ماليزيا لمصر التى بدأت أمس والتى تستمر لمدة 4 أيام مع العيد الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع مصر.. حيث يشمل برنامج الزيارة لقاءات مع كبار المسئولين فى الدولة والمشاركة فى محاضرة عامة بمركز الأزهر للمؤتمرات، يلتقى خلالها مع عدد من الطلاب.. ومن المنتظر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة.
تأتى الزيارة تتويجا للروابط القوية بين الدولتين الصديقتين، وانطلاق مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون الوثيق، حيث سيتم الارتقاء بالعلاقات لمستوى الشراكة الإستراتيجية، ولتمكين الجهود لإقامة عالم أكثر عدالة وانصافاً.
عن الزيارة وأهمية العلاقات المصرية الماليزية يقول السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية الأسبق إن زيارة رئيس وزراء ماليزيا مهمة والعلاقات المصرية الماليزية تندرج ضمن الصلات التاريخية والقديمة القائمة على مر العقود الماضية وهناك تبادل مستمر للزيارات وعلى أعلى المستويات للمسئولين وهناك علاقات تعاون اقتصادى واستثمارى وتجارى بين البلدين، وهناك إرادة لدى كلا الزعيمين والبلدين للدفع بهذه العلاقات قدما لآفاق أرحب لأن الفرص متاحة وبشكل كبير خاصة فى المجال الاستثماري.
أضاف أن ماليزيا تعد نموذجاً يحتذى به وهى من ضمن النماذج المهمة والتى كان تحت نظر مصر فى تحقيق الطفرة التنموية التى اتسمت بها فى العشر سنوات الأخيرة ضمن جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وماليزيا لها تجربة رائدة فى النمو وتحقيق التنمية والتطوير والتحديث، وبلا شك ماليزيا تعد واحدة من النمور الآسيوية التى تربط مصر بها علاقات جيدة من خلال تجمع دول الآسيان لدول جنوب شرق آسيا حيث تعد ماليزيا أهم الدول فى هذا التجمع.
أوضح أن الرئيس السيسى لا يولى اهتماماً فقط مع الشركاء التقليديين مثل أوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين والدول العربية والافريقية لكن أيضاً يولى اهتماماً بالدول الآسيوية حيث زار الرئيس خلال العشر سنوات الماضية عدداً كبيراً من الدول الآسيوية منها دول الآسيان حيث قام بزيارة ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة والتى لها تجربة رائعة فى الموانئ واندونيسيا وماليزيا من ضمن الدول التى يحتذى بها فى تحقيق التنمية المستدامة، فهناك قواسم مشتركة وإرث وتاريخ قديم يربطهم مع مصر.
بالنسبة للتعاون فى المجال الثقافى أشار الحفنى إلى أن هناك آلافاً من الدراسين الماليزين يوفدون إلى مصر للتعليم فى الأزهر الشريف وكذلك تجذب المؤسسات الأكاديمية الماليزية عدداً كبيراً من الدارسين المصريين للدراسة فيها. وماليزيا اقتدت بالأزهر فى إنشاء مؤسسات دينية فيها وأصبح لديها مؤسسات إسلامية رائدة فى محيط الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي.
أضاف أن العلاقات المصرية الماليزية ممتدة فى جميع المحافل الدولية وهناك تنسيق مستمر ودائم لبعثات الدولتين فى مختلف دول العالم وفى نيويورك بصفة خاصة مصر وماليزيا من ضمن الدول النامية وهم أعضاء فى مجموعة الـ77 + الصين، وهناك تنسيق فى القضايا المختلفة بين مصر وماليزيا خاصة عندما يتناوب ممثلو البلدين المقاعد غير الدائمة فى مجلس الأمن لأن ماليزيا أيضاًً من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وتربطها علاقات عربية وخليجية بصفة خاصة بالتالى هناك قواسم مشتركة فيما يتعلق بثوابت السياسة الخارجية المصرية والماليزية وهناك تعاون بين البعثات سواء كانت فى جنيف أو نيويورك أو فيينا وغيرها وهناك دعم متبادل لمرشحى كلا البلدين فى المناصب الدولية.
من جانبه يرى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه على المستوى السياسى ترتبط مصر مع ماليزيا بعلاقات متميزة سواء على مستوى البلدين أو فى القضايا الدولية فماليزيا تصويتها فى المنظمات الدولية سواء التابعة للأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامى أو مجموعة عدم الانحياز أو مجموعة الآسيان دائماً يكون مؤيداً للقضايا العربية ومنها حق الشعب الفلسطينى فى تحقيق مصيره، وكذلك لموقفها تجاه العدوان على غزة وتطالب بوقف اطلاق النار وفتح المجال السياسى للحوار من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على اعتبار ان ذلك هو الحل الذى يتماشى مع القرارات الدولية للأمم المتحدة.
أضاف أنه خلال زيارة رئيس الوزراء الماليزى لمصر فى أكتوبر من العام الماضى ولقائه بالرئيس السيسى أكد الجانبان وقتها أهمية تكثيف مختلف أواصر التعاون الثنائي، خاصةً على المستوى الاقتصادى والتجارى والاستثمارات المشتركة، وخاصة فى مجالات الصناعة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إلى جانب البنية التحتية والأمن الغذائي، واتفق الجانبان على إعطاء دفعة قوية لمختلف أطر التعاون المشترك.
أشار السفير رخا إلى ضرورة تحفيز مناخ الاستثمارللدفع بالتبادل التجارى بين البلدين لأن الميزان التجارى ليس فى صالح مصر وهذا يتطلب اهتمام رجال الأعمال أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذين يصدرون إنتاجهم للخارج حيث كانوا فى عام 2010 يمثلون 85 ٪ بينما حاليـــاً يمثلون نسبة 38 ٪ من الاقتصاد المصري، والمستثمر الماليزى أو الاجنبى بوجه عام عندما يأتى للعمل فى مصر فهو يسأل أولاً المستثمر المصرى عن مناخ الاستثمار داخل البلد وهل هو محفز أم لا، فعندما يكون المستثمر المصرى راضى عن الآليات والقوانين التى تضعها الدولة بالتأكيد سيحفز ذلك المستثمر الأجنبي.
أوضح انه بالنسبة للتعاون فى المجال الثقافي، هناك عدد كبير من الطلاب يدرسون فى الأزهر ويعتبر الأزهر قبلة المسلمين فى ماليزيا لتعليم الشرائع والدين الإسلامي، ويتجه بعض الدارسين الماليزيين أيضاًً لتعلم اللغة العربية.
يقول السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الزيارة مهمة لمصر حيث يتم التباحث حول الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع الدول الزائرة، وأيضاًً البعد الثنائى والاستثمارى والتجاري.
من الجدير بالذكر ان هناك تعاوناًَ وثيقاً بين البلدين على المستويين الثقافى والعلمى حيث زار مصر فى فبراير من العام الماضى وفد ماليزى رفيع المستوى لبحث سبل تعزيز التعاون العلمى والدعوي، وكان فى استقبالهم د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والذى أكد أن الأزهر يدرس به أكثر من 6500 طالب ماليزى فى مختلف المراحل التعليمية بالأزهر، ويسعى الأزهر إلى زيادة أعداد المبعوثين الأزهريين فى ماليزيا استجابة لحاجة المجتمع الماليزى للمبعوث الأزهرى فى مجال التعليم والدعوة والبحث العلمي، والأزهر لديه معهد أزهرى فى ماليزيا ويدرس التوسع فى إنشاء المزيد من المعاهد لخدمة أبناء ماليزيا، ويرحب بالتحاق أئمة ماليزيا للدراسة بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.
تبلــــــغ الاســـــتثمــارات الماليـــزية فى مصــر 60 مليون دولار فى عدد 26 مشروعاً فى قطاعات البترول والغاز والكهرباء والتشييد والمقاولات والتجارة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، وتبلغ الاستثمارات المصرية فى ماليزيا 20 مليون دولار فى قطاع الكيماويات والصناعات الخشبية.
من أهم الصادرات المصرية لماليزيا الفوسفات والأسمدة وكذلك البرتقال والموالح والعنب وصناعة الحديد والصلب والتمور والبصل والفراولة الطازجة وفواكه أخري، وتتمثل الواردات المصرية من ماليزيا فى زيت النخيل والزيوت والدهون النباتية والحيوانية وملابس واكسسوارات وزيوت نفطية وصابون والمطاط الطبيعي، وواردات أخري.