ــ القارئ الجيد والمدقق فى الأحداث مرت بمصرنا على ما يقرب من عقد من الزمان أو يزيد قليلاً يلحظ بما لا يدع مجالاً لشك أن هناك حالة جديدة تسود المجتمع المصرى بكافة أطيافه.. فبعد الأحداث التى مرت بهذا الشعب سواء فى يناير 2011 أو ما جاء بعد ذلك من أحداث جسام أثرت بشكل مباشر على طبيعة الحياة فى مصرنا حتى كدنا نفقد كثيراً من مواردنا جراء لتداعيات ألمت بهذا الوطن العزيز..
ولكن ولأن الله تعالى حافظ وراع لهذا البلد الطيب قيض له من رجاله أناس شرفاء اخذوا على عاتقهم إقالة هذا البلد من عثرته بل ووضعوا أرواحهم فوق الأكاف وأقسموا على أن يعيدوا لهذا الوطن مكانته وعزته بين الأمم.. فكانت ثورة تصحيح المسار فى الثلاثين من يونيو 2013 وما تلاها من إعادة مؤسسات الدولة المصرية ثم ان الحدث الأهم باختيار «ربان» السفينة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أحسن اختيار من يقوم بمعاونته فى هذه الرحلة الشاقة المليئة بالآلام والأوجاع من اجل إعادة مصر إلى الواجهة من جديد.. وكان الرجال عند حسن الظن بهم فبدأ التخطيط لمستقبل هذا البلد وكان التنفيذ الفورى لخطط التنمية الشاملة زراعية وصناعية وعمرانية بل اجتماعية كذلك حيث تم اطلاق المبادرات الرئاسية التى احدثت اثرها المباشر فى حياة كل المصريين خاصة فئة محدودى الدخل والذين يمثلون السواد الأعظم من ابناء هذا الشعب.. مبادرة «100 مليون صحة»، «مبادرة سكن لكل المصريين».. ثم المبادرة الأم التى أشادت بها المؤسسات والمنظمات العالمية «حياة كريمة» التى حولت حياة المواطن المصرى فى القرى والريف والصعيد تحولاً جذرياً فى كل مناحى الحياة فوجد المواطن بين عشية وضحاها حياته قد تغيرت إلى الأفضل كثيراً عما كانت دخلت إلى منازلهم المياه النظيفة والكهرباء والغاز الطبيعى علاوة على الصرف الصحى، ايضا فى المجال الزراعى كانت الوقفة قوية فى التصدى لكل العابثين سواء من قاموا بالبناء على الأراضى الزراعية أو من قاموا بالتبوير لأغراض اخرى فكان سيف القانون هو الفيصل فى هذا الأمر هذا علاوة على مشروعات اخرى كبيرة فى مجال استصلاح الأراضى الصحراوية التى اضافت ملايين الأفدنة للرقعة الزراعية المصرية، والتى بدورها ساهمت فى زيادة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التى كنا نستورد كثيراً منها من الخارج وتكلف فاتورة الدولة الاستيرادية الكثير من العملة الصعبة التى نحن فى أمس الحاجة إليها.. وليس هذا فحسب بل اتجهت الدولة إلى التصدير الزراعى.. خاصة فى مجالى الخضر والفاكهة حيث حازت الحاصلات الزراعية المصرية الثقة فى الكثير من دول العالم وخاصة المجتمع الأوروبى.. فكانت خطط الدولة الطموح فى المجال الزراعى التى ادت بدورها إلى ادخال ملايين من العملة الصعبة التى استهمت وعززت من فرص مصر فى التجارة الخارجية وبدا المنتج الزراعى المصرى ينافس بقوة فى السوق العالمية..
فاذا ما تركنا هذا الجانب واتجهنا صوب الصناعات المصرية فكان نصيبها هى الاخرى من التطوير والتحديث كبيراً فكم من مبادرات تم تدشينها من أجل توطين الصناعات الحديثة والتى بدورها اسهمت هى الاخرى فى تواجد المنتج المصرى وبجودة علية داخل الأسواق المصرية الأمر الذى أدى بدوره إلى منع استيراد السلع التى لها مثيل مصرى وبذات الجودة بل وقد يزيد فى بعض الاحيان على المستورد وهو ما قلل فاتورة الاستيراد وحفظ للخزانة العامة أحتياطيها من العملات الاجنبية.
إن ما ذكرته قليل من كثير تشهده الساحة المصرية منذ العام 2014 وحتى كتابة هذه السطور.. وسيكون لى معكم القراء الاعزاء لقاء اخر الأسبوع القادم لنواصل سرد ما ينتظر مصرنا الغالية من مستقبل سيجعل منها بلداً يشار إليه بالبنان ما دام هناك رجال اخذوا على عاتقهم رفعة وتقدم هذا الوطن.. ومن هنا حق لنا ولكم أن نردد معاً.. فعلاً «مصر بخير».