على مدى تاريخ مصر قديماً وحديثا ارتبط ذكره دوماً بقضية «الريادة» فى محيطها الاقليمى والدولى لذا ظلت دائما محط أنظار قريناتها ويعتبرونها القدوة والمثل الأعلى فى كل شيء..
ولم لا .. وهى صاحبة واحدة من أقدم الحضارات الانسانية على وجه الأرض.. ومنها استقت سائر الحضارات الاخرى الأسس التى قامت عليها.. وكان لزاماً لذلك تجد «أم الدنيا» دائماً فى مقدمة وتلك حقيقة أثباتتها حوادث التاريخ المختلفة فى شتى العصور قديمة ووسطية وحديثة حتى عصرنا الحالي..
والناظر المتأمل يجد بلداً كمصر كثيراً ما تعرض لعثرات لزمان ولكنه ما يلبث أن ينهض من كبوته ويعود قوياً كما كان بل أكثر قوة مما كان..
من هنا فالناظر بعين المنصف المدقق لما يجرى فى مصر منذ عقد من الزمان «2024» يجد أن هناك حالة غير معهودة تتم داخل «أم الدنيا» حيث المشروعات العملاقة التى تنتظم البلاد طولاً وعرضاً كذلك حالة الزخم التى يعيشها المصريون ومثابرتهم وتصميمهم على اقامة جمهوريتهم الجديدة بسواعدهم الفتية التى تتحدى كل العراقيل التى تقف أمامهم وتزيل كل الصعوبات.. فهم المصريون الذين أول من زرعوا وصنعوا وشيدوا المدن الحديثة وهم القدوة والمثل فى كل شيء منذ فجر التاريخ وحتى عصرنا الحاضر..
فمصر كانت دائماً وابداً هى الصخرة التى تحطمت فوقها امال وطموحات أعدائها.. وكم حاول الأعداء من هكسوس وفرس ورومان وتتار وغيرهم حتى وصلنا إلى بنى صهيون الذين أرادوا بدورهم العدوان واقامة دولة «لقيطة» لهم على ثرى مصر الطاهر فما كان من جيش مصر البطل إلا أن لقنهم درساً قاسياً فى السادس من أكتوبر 73.
هذه الأحداث الجسام التى مرت بنا لم تكن لتعيق القيادات الشريفة التى حكمت مصر أن تقود المشروعات القومية النهضوية ولعلنا ندرك ذلك من خلال ما نعايشه من نهضة حقيقية فى كل المجالات.. ففى جانب الزراعة واستصلاح الأراضى تكاد المساحة التى تم اضافتها إلى الأراضى القديمة تضاعف مساحة مصر الزراعية مما ينعكس بدوره على إنتاجية المحاصيل الزراعية وخاصة الاستراتيجية منها.. التى سوف تحدث أثراً مباشراً فى الاكتفاء الذاتى بل وزيادة إلى تصدير الفائض إلى الخارج.. أما فى جانب الصناعات المختلفة فإن القاعدة الصناعية التى انشئت فى مصر منذ عهد مؤسس الدولة الحديثة فى مصر محمد على باشا مازالت آثارها تنبض بالحياة حتى الآن.. فالمصانع التى اقيمت بهدف التصنيع الزراعى والمحالج ومصانع الغزل والنسيج وغيرها جعلت من مصر صاحبة سبق فى كثير من الصناعات حتى الصناعات الحربية.
لذا فالمشروع النهضوى المصرى الحالى هو واحد من أعظم المشروعات التى تقودها قيادة وطنية شريفة تعمل بدأب من أجل وضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً بحيث تكون الرائدة فى قارتها الافريقية وتعد قاطرة للتنمية فى قارتها ولا أدل على ذلك مما احدثته قيادة مصرخلال الفترة الأخيرة للاتحاد الافريقى وعام النشاط والحيوية الذى شهده الاتحاد الافريقى من خلال عقد العديد من المؤتمرات التى شارك فيها الاتحاد الأفريقى مع كبريات الدول روسيا والصين وغيرهما.. مما عاد بالنفع على أبناء القارة السمراء.. تلك هى رؤية مصر الاستراتيجية دوماً لصالح أبناء القارة ولصالح شعوبها..
وهو الأمر الذى جعل أبناء القارة جميعاً يرددون «مصر بخير»