من قديم الأزل ومصر تقوم بدورها المنوط بها تجاه القضايا العربية وفى القلب منها قضية فلسطين.. هذا قدرها وواجبها ومن قال بغير ذلك ففى قلبه مرض وعلى عينيه غشاوة.. نحن لا نتباهى بذلك ولا نتفاخر وليس هناك مجال لتعداد ورصد المواقف النبيلة بداية من عام النكبة فى 48 وحتى اليوم.. لن أحدثكم عن الشهداء والمصابين وأعدادهم الذين سقطوا فى ميدان الشرف دفاعا عن فلسطين.. وليس كل ما يعرف يقال؟ هكذا تعلمنا وهو ما يجب أن يعلمه الجميع.. بعد طوفان الأقصى الذى جاء نتيجة تراكمات من العربدة الإسرائيلية ومحاولات تدنيس وتهويد القدس.. كانت مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فى المقدمة اتصالات مع جميع الرؤساء والملوك للحيلولة دون تفاقم الأزمة والوقوف فى وجه الغطرسة الصهيونية التى ترفض الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.. ليس غريبا على مصر مواقفها فهو نهجها ولن تحيد عنه وهو ليس مكرمة بل هو واجب فى التعامل مع الأشقاء لاسيما عند المحن والنوائب.. مصر من خلال ثوابتها مع حق أهلنا فى فلسطين ليكون لهم دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. مصر لم تبحث يوما عن نيشان أو شهادة تقدير أو شكر.. مصر تقوم بدورها المحورى دون مباهاة أو مفاخرة.. هكذا كنا وسنظل فلسطين فى قلب كل مصرى ومن قال بغير ذلك فهو معوج الفكر ويحتاج إلى علاج نفسى منذ عام النكبة ومصر تقدم وتضحى دون انتظار لمغنم.. كم من الحروب خضناها وقدمنا فيها الشهداء والمصابين بالآلاف وهذا ما يزيدنا شرفا وهى تضحية واجبة شرعا وعرفا وقانونا. منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة كانت مصر فى قلب الحدث وفى كل المحافل الصوت القوى المدافع عن القضية.. السلام العادل مقابل الأمن هذا ما نؤمن به ولن نحيد وهو مارسخ له الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المناسبات التحية للمقاومة الفلسطينية التى أبدعت فى طرحها ولم تتنازل عن ثوابتها التاريخية والوطنية.. التحية للصقور المصرية التى كانت وما زالت الملاذ والملجأ والحضن الدافئ لسير المفاوضات.. كل مطالب نتنياهو سقطت وذهبت أدراج الرياح.. خطة الترحيل سقطت فكم من المرات أعلنها صريحة مدوية أنه قرر ترحيل أهالى غزة.
وكم من المرات انتفخت أوداجه أنه لا بديل عن خطة التهجير إلى سيناء ونسى المجرم أن مصر لا تفرط وأن أهالى غزة يعرفون قدر الوطن ومكانته وحجم التضحيات على مر التاريخ.. لن ننسحب من نتساريم «سقطت هى الأخري».. لن ننسحب من فيلادلفيا «سقطت».. سوف نقضى على حماس «سقطت» سنحرر جميع الرهائن «سقطت» وبقيت غزة شامخة صابرة عزيزة رغم الدمار ستبقى عزيزة.. كريمة.