أصبح من المعتاد على المصريين سواء فى سيرهم بالشوارع والطرقات أو استقلالهم للمواصلات فى كافة المحافظات ان يسمعوا مختلف اللهجات العربية ما بين اللهجة السودانية المتميزة واللهجة السورية المعروفة واللهجة اليمنية المشهورة اضافة إلى اللهجات الخليجية المختلفة والفلسطينية واللبنانية والليبية وغيرها، وإذا احتار البعض فى تحديد اللهجة يكفيه نظرة عابرة للزى ولون البشرة ليتأكد من جنسية الأشقاء العرب، وعلى الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التى تعانى منها مصر، وعلى الرغم من الازمات الاقتصادية التى تمر بها إلا أنها ملجأ وملاذ لجميع الاخوة العرب من قديم الازل وحتى الآن، واستشعر الجميع حقيقة مقولة إن « مصر أم الدنيا « وانها موطن الأمن والأمان حيث يرد فى سورة يوسف، الآية 99 فى حديث يوسف لاخوته، «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين «، فعنصر الأمان فى مثلث ماسلو الهرمى فى ترتيب احتياجات الإنسان يأتى فى مقدمة المثلث بعد الحاجات الفسيولوجية، بل الأكثر من ذلك فان الحاجات الفسيولوجية فى حد ذاتها من طعام وشراب ونوم وراحة لم تعد متوفرة للأشقاء العرب فى بلادهم بسبب القتال والتدمير والانتهاكات والمذابح، وإذا توفرت هذه العناصر الأساسية فستكون ممنوحة للأقوي، لكن دائماً أبحث عن السبب وراء اشتعال منطقة الشرق الأوسط، أو على الاقل احتمال اتساع رقعة الحرب فى المنطقة فالسبب كامن فى سياسات وخطط الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لدرجة انه يقال «إذا وجدت سمكتين تتصارعان فى عمق البحر فاعلم أن سفينة صهيونية مرت من هناك».
تقدر منظمة الهجرة الدولية بأن عدد الأجانب المقيمين فى مصر يصل عددهم يتجاوز 9 ملايين أجنبى وهم من: السودان وسوريا واليمن وليبيا، وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80٪ من المهاجرين المقيمين حالياً والذين ارتفع عددهم عن ذلك بكثير نتيجة الأوضاع الحالية التى تمر بها الدول العربية، وقالت منظمة الهجرة الدولية» إن مصر سخية فى تعامل المهاجرين واللاجئين وطالبى اللجوء على قدم المساواة مع المصريين رغم التحديات التى تواجهها، بالإضافة إلى إدراج السكان المهاجرين فى خطة التطعيم ضد فيروس «كورونا» على قدم المساواة مع المواطنين، بالإضافة إلى دمجهم فى الاقتصاد المصرى والسماح لهم بالعمل والتنقل والتعامل، لدرجة ان أكثرهم فضل الاستقرار فى مصر ورفض العودة لبلادهم حتى ولو تحسنت الظروف، فمصر هى الشقيقة الكبرى للعالم العربى وهذا الأمر ليس جديداً عليها وستظل مصر دائماً رغم انف كل حاقد أو حاسد أو مستغِل، فما زال فى مصر عدد كبير من العراقيين مستقرين فى مصر منذ حرب الخليج الثانية، ولذلك يستشعر كل عربى الكلمات التى انشدها شاعر النيل حافظ إبراهيم فى قصيدته»مصر تتحدث عن نفسها» بقوله «أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائض عقدي.. أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي.. ما رمانى رام وراح سليماً من قديم عناية الله جندي»، حفظ الله مصر.