< تعد زيارة الرئيس السيسى الأسبوع الماضى للصين من الزيارات الناجحة بكل المقاييس وسوف يكون لها أثر اقتصادى خلال المرحلة القادمة فالصين دولة لها جذور تاريخية وحضارية مشابهة لمصر ولها علاقات وطيدة منذ زمن بعيد مع مصر وهى شريك له قيمة عالية وسط الشركاء المطروحين على الساحة العالمية.
< اهتمت الصين بتجارب الآخرين فى محاربة الفقر وبدء الاصلاح من الريف والعمل على الاهتمام بالبنية التحتية والاهتمام بالزراعة نظراً لأن الصين بلد ذو كثافة سكانية عالية يحتاج إلى اكتفاء ذاتى فى المحاصيل الزراعية الموسمية والزيتية ناهيك عن الفواكه وغير ذلك واهتمام الصين بالريف منذ سبعينيات القرن المنصرم يشبه «حياة كريمة» فى مصر الآن والتى انطلقت من خلالها إلى الصناعة لتصبح منافساً قوياً فى الأسواق الخارجية.
< النهضة الصناعية فى الصين حققت خلال العقود الماضية نمواً سريعاً للغاية لتصبح الأعلى عالمياً وهى الآن بمثابة مصنع العالم من خلال التكنولوجيا المتقدمة التى وصلوا إليها من خلال التعليم الجيد والاهتمام بالجامعات ومراكز الأبحاث التى أحدثت طفرة فى مجال الصناعة بكل أنواعها ناهيك عن العمالة الرخيصة ذات الأعداد الضخمة وتعاظم الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مزيج من رأس المال والتقدم التكنولوجى التى أتاحت الفرصة للاقتصاد الصينى للازدهار أكثر من بلاد كثيرة بدأت التجربة مبكراً.
< أضحت الصين بفضل التنامى الاقتصادى المستمر لمكانتها الاقتصادية محل اهتمام مختلف مؤسسات الفكر والمعاهد الاقتصادية المتخصصة عبر انحاء العالم، كما تكسب التجربة الصينية أهميتها بما حققته من انجازات اقتصادية هائلة بعد أن بلغ التخلف مداه، فمن الضرورى دراسة هذه التجربة التنموية الرائدة وتتبع أبعادها للاستفادة بها.
< أحسنت القيادة المصرية بحكمتها إلى تنوع الشركاء خلال المرحلة الحالية نظراً للظروف السياسية المتقلبة فأنت بحاجة إلى شراكة مع أمريكا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وغير هذه الدول من الشركاء فبعض الدول تتميز بصناعة السيارات وثانية فى القطارات وثالثة فى المعدات الثقيلة والخفيفة معاً وحتى لا تكون فريسة لشريك بعينه يتحكم فى السوق حسب هواه..
< إذا كان التنوع بات ضرورة حتمية فالمطلوب أن يكون فيه نوع من التوازن التجارى ولو بالتقريب ومصر قادرة وجديرة وعلينا أن نستفيد من هذه التجارب الناجحة التى خاضتها الصين واليابان وكوريا الشمالية وماليزيا وغيرها من الدول من قبل خلال العقود الماضية.. سوف نجد مصر من الدول الرائدة اقتصادياً وصاحبة ريادة فى شتى المجالات الزراعية والصناعية ولكن بالإرادة والجد والمثابرة والله غالب على أمره.