اتفقنا على أهمية استعادة الاستقرار بالمنطقة.. دون تدخل فى شئون الدول
مستعدون للتعاون من أجل وحدة ليبيا واستقرارها.. وضرورة وقف إطلاق النار فى لبنان والسودان
بحثنا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة المجالات
اللجنة المشتركة التاسعة ستنعقد فى القاهرة قريبًا
تبون: بلادنا مفتوحة أمام الشركات المصرية فى كافة المشاريع المعمارية
علاقاتنا مع مصر تتسم بالتفاهم الكامل ونتضامن معها تجاه الأحداث فى غزة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن فرص التعاون مع الجزائر كبيرة سواء فى الاستثمار أو المشروعات المشتركة. وقال الرئيس السيسى – فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الجزائرى عبد المجيد تبون بقصر الاتحادية عقب جلسة المباحثات المشتركة أمس «إننا تناولنا سبل تطوير العلاقات والتعاون فى كافة المجالات على آفاق أرحب من المستوى الحالى».
وأضاف أن اللجنة المشتركة التاسعة ستنعقد فى القاهرة قريبا لبحث موضوعات أكثر للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن حجم التفاهم والتوافق مع الجزائر لتطوير العلاقات منذ أول زيارة ولقاء مع الرئيس تبون كان واضحا وقويا.. ورحب الرئيس السيسى بنظيره الجزائرى والوفد المرافق خلال زيارته إلى مصر.
وهنأ الرئيس السيسى نظيره الجزائرى بمناسبة توليه قيادة الجزائر وثقة الشعب الجزائرى، متمنيا له وللشعب الجزائرى كل التوفيق.
كما هنأ الرئيس السيسى، الرئيس تبون والشعب الجزائرى بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ70 للثورة الجزائرية ، مشيرا الى أن تلك الثورة كانت فى مصر وللمصريين محل إعجاب وتقدير واحترام شديد للشعب الجزائرى وتضحياته ونضاله من أجل التحرر حيث قدم أكثر من مليون شهيد.
وثمن الرئيس عبد الفتاح السيسى المعاملة الكريمة التى تتلقاها الشركات المصرية العاملة فى الاستثمار فى الجزائر، وقال إن لدينا فى مصر أكثر من 5 ألاف شركة تستطيع أن تعمل فى كافة المجالات فى أى مشروعات خاصة بالبنية الأساسية كالطاقة ومحطات الكهرباء ومحطات المياه والأنفاق والطرق والكبارى ومشروعات الإسكان.
وأضاف أنه يوجد فى مصر حجم ضخم من الشركات قادر على تبادل الخبرات مع الأشقاء فى الجزائر والقيام بمشروعات، مشيرا إلى فرص الاستثمار المتبادل بين البلدين، سواء مشروعات استثمارية فى الجزائر أو مستثمرين جزائريين للعمل فى مصر، مؤكدا على تقديم كافة التسهيلات التى تحقق ذلك.
وقال الرئيس السيسى إنه خلال المباحثات مع الرئيس الجزائرى تم تناول الأوضاع فى المنطقة وحجم المخاطر الشديدة التى تتعرض لها، بدءا من الحرب فى غزة ولبنان وتطورات الأوضاع فى ليبيا والسودان..مشيرا إلى التوافق التام على أهمية استعادة الاستقرار فى المنطقة بشكل بعيد عن التدخل فى شئون الدول أو محاولة التآمر أو محاولة إذكاء الفتن بين الدول وبعضها البعض.
وفيما يخص غزة، أكد الرئيس السيسى أنه يوجد إجماع عربى على أهمية إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين.. قائلا: «إن هذا الأمر كلنا حريصون عليه منذ بداية الاقتتال فى 7 أكتوبر فى العام الماضى» مؤكدا أن مصر تبذل جهدا كبيرا فى هذا الإطار لأن حجم المعاناة الذى يتعرض له الأشقاء فى قطاع غزة كبير جدا.
وأوضح الرئيس السيسى أن القطاع تحت الحصار منذ ما يقرب من 4 شهور حاليا، وأن كل الجهد الذى نبذله مع كل الشركاء والأشقاء محاولة لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن مصر قامت خلال الأيام القليلة الماضية بجهد فى إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين ، يتم من خلالها تبادل 4 رهائن مع الأسرى الموجودين فى السجون الإسرائيلية ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الاجراءات فى قطاع غزة وصولا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات.
وأكد الرئيس السيسى، أن الأشقاء فى القطاع يتعرضون لحصار صعب جدا يصل إلى حد المجاعة ، ومن المهم جدا إدخال المساعدات فى أسرع وقت ممكن .
وشدد الرئيس على «أننا ضد أى محاول لتهجير قسرى من قطاع غزة إلى خارجه، لأن هذا أمر ليس فى صالح القضية الفلسطينية وفى نفس الوقت نقوم بدور لإيقاف إطلاق النار والحفاظ على القطاع «.
وفيما يخص الأزمة اللبنانية ، أكد الرئيس السيسى أن التوافق موجود مع الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون ومع الأشقاء فى الجزائر على أهمية عدم امتداد الصراع إلى خارج المنطقة ومحاولة حصار الأزمة الموجودة فى لبنان وإيقاف اطلاق النار والوصول إلى حالة من الاستقرار للأوضاع المضطربة جدا فى منطقتنا وحتى لا تخرج الأمور عن السيطرة ويتعرض الإقليم لحرب أوسع وتنزلق الأمور لمخاطر أكبر مما نراها حاليا.
وبشأن الأوضاع فى السودان، أكد الرئيس السيسى، التوافق على أهمية إيقاف إطلاق النار والوصول إلى حكومة فى السودان تؤدى إلى انتخابات وأن تكون الأمور مستقرة ، مشيرا إلى أن هناك توافقا بين مصر والجزائر على أهمية عدم التدخل فى الشئون الداخلية للسودان ومحاولة تهدئة الأمور بقدر الإمكان.
وفيما يخص ليبيا ، قال الرئيس إن حكومة ليبية مسئولة عن اجراء انتخابات وتولى قيادة شرعية مسئولة عن الدولة الليبية ستكون محل دعمنا واستعدادنا للتعاون من أجل وحدة ليبيا واستقرارها، وهذا مضيفاً أن أحد ثوابت مصر هو أن يكون الحل ليبى – ليبى وعدم التدخل فى الشئون الليبية.
وقال الرئيس السيسى إن «المباحثات مع الرئيس الجزائرى وعلى مستوى الوفدين كانت ايجابية جدا ، وتفتح آفاقا للتعاون بين البلدين».
وأن مصر سعيدة بالعلاقة مع الجزائر، ومستعدون لمزيد من العمل المشترك والبناء من أجل مصالح الشعبين.
من جانبه أكد الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، على عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر ومصر، وأنها تتسم بالتفاهم الكامل والرغبة المشتركة لتعزيز التعاون، خصوصاً فى المجالات الاستثمارية، مشددا على أن العلاقات الثنائية قوية ومتجذرة فى تاريخ النضال المشترك للبلدين دفاعاً عن مقومات الأمة العربية.
وقال الرئيس تبون، خلال المؤتمر الصحفى إن الجزائر تعتبر مصر أكبر شريك تجارى لها فى المنطقة، حيث بلغ حجم الواردات الجزائرية من مصر نحو مليار دولار، مشيراً إلى توسيع الاستثمارات فى قطاع الطاقة والتنقيب عن الغاز فى المناطق الجنوبية والبحرية للجزائر.
وأضاف أن الشركات المصرية، مثل شركة «المقاولون العرب»، تساهم بفعالية فى مشروعات البناء وتطوير البنية التحتية فى الجزائر، مؤكدا أن الجزائر مفتوحة لكل الشركات المصرية.
وأنه وجه وزير الإسكان الجزائرى للتعامل مع الشركات المصرية فى كافة المشاريع المعمارية وبناء المدن الجديدة، مشيداً بخبرة مصر فى هذا المجال.
وعن مستقبل التعاون بين البلدين، أكد الرئيس الجزائرى أن اللجنة العليا المشتركة بين الجزائر ومصر ستجتمع فى بداية عام 2025، لمناقشة آفاق التعاون على المستويات الثقافية والاقتصادية.
وأبدى الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون تضامنه مع مصر تجاه الأحداث الجارية فى قطاع غزة، معبراً عن دعمه للشعب الفلسطينى فى مواجهة ما وصفه بالإبادة المستمرة والحرمان من أبسط احتياجات الحياة.. وأثنى على صمود الشعب الفلسطينى ورفضه للتهجير، موضحاً أن الجزائر تسعى مع الأشقاء فى مصر لدعم المبادرات الهادفة إلى تحقيق هدنة إنسانية تتيح إدخال المساعدات إلى غزة.
وأكد تبون أن الحل النهائى يكمن فى تمكين الشعب الفلسطينى من حقوقه المشروعة بإشراف الدول الصديقة ومصر، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل ما بوسعها من أجل الضغط فى مجلس الأمن لوقف ما يحدث فى غزة..مشددا على تمسك بلاده بضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد تبون أنه اتفق مع الرئيس السيسى على ضرورة إجراء انتخابات فى ليبيا كحل وحيد للاستقرار هناك، معربا عن أسفه مما يحدث فى السودان، ومشددا على أن مصر والجزائر لا يتدخلان بين الأشقاء إلا فى الصلح.
وأعرب الرئيس الجزائرى تبون، باسمه وباسم الوفد المرافق، عن شكره العميق للجانب المصرى على حفاوة الاستقبال والدفء الأخوى الذى شعروا به منذ وصولهم إلى أرض الكنانة.
وتوجه تبون بالشكر للقيادة المصرية على التهنئة بمناسبة الذكرى السبعين للثورة الجزائرية، مؤكداً أن الثورة الجزائرية لا تذكر إلا وتذكر معها مساندة مصر حاملة شعلة القومية العربية، والداعمه لكفاح الشعوب ضد الاستعمار.
وكان الرئيس السيسى قد استقبل الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون أمس بمطار القاهرة الدولى
وحرص الرئيس السيسى على استقبال نظيره الجزائرى عند سلم الطائرة التى أقلته؛ وتصافحا وتبادلا أطراف الحديث، قبل أن يصطحب الرئيس السيسى، نظيره الجزائرى إلى قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة الدولى.
ثم استبقل الرئيس السيسى، نظيره الجزائرى بقصر الاتحادية،. وأجريت مراسم استقبال رسمية؛ حيث عزفت الموسيقى العسكرية، السلام الوطنى لكلا البلدين. واستعرض الرئيسان حرس الشرف.وعقب انتهاء مراسم الاستقبال، عقدت جلسة مباحثات بين الجانبين.