يمثل الاقتصاد المعرفى حجر الزاوية للتنمية الاقتصادية المستدامة فى العصر الحديث. يعتمد هذا النوع من الاقتصاد على المعرفة كمورد أساسى لتحقيق النمو والازدهار، مما يجعله أكثر تكيفًا مع التحديات العالمية مقارنة بالاقتصاد التقليدى. إذ يعتمد على الابتكار، والتكنولوجيا، والتعليم، والبحث العلمى، وهو ما يجعل الدول التى تتبناه قادرة على تحقيق معدلات تنمية أعلى وأكثر استدامة.
يساهم الاقتصاد المعرفى فى تحسين الكفاءة الإنتاجية للدول من خلال تطوير العمليات الصناعية والخدمية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة. فهو ليس مجرد تحسين لأساليب العمل، بل يفتح آفاقًا جديدة لخلق منتجات وخدمات مبتكرة قادرة على تلبية احتياجات الأسواق العالمية المتغيرة. كما أن التركيز على المعرفة يعزز من التنوع الاقتصادى، حيث يقلل الاعتماد على الموارد التقليدية غير المتجددة مثل النفط والمعادن، ويفتح مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعى، الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمى.. علاوة على ذلك، يلعب الاقتصاد المعرفى دورًا هامًا فى تعزيز الحوكمة من خلال تعزيز الشفافية والكفاءة فى إدارة الموارد. الحكومات التى تعتمد على المعرفة قادرة على تحسين خدماتها من خلال الرقمنة وتبنى الإدارة الإلكترونية، مما يقلل من البيروقراطية والفساد، ويعزز ثقة المواطنين فى المؤسسات. التعليم والتدريب أيضًا يعدان حجر الأساس للاقتصاد المعرفى، حيث يحتاج إلى رأس مال بشرى مؤهل وقادر على التكيف مع الابتكارات المتسارعة.
فى مصر، بدأت الدولة خطوات جادة نحو تبنى الاقتصاد المعرفى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى. فقد وضعت الحكومة المصرية تطوير البنية التحتية فى مقدمة أولوياتها، وهو ما يمثل الأساس الذى يُبنى عليه الاقتصاد القائم على المعرفة. بفضل هذه الجهود، أصبحت مصر أكثر قدرة على جذب الاستثمارات فى مجالات التكنولوجيا والابتكار. كما وضعت الدولة خطة طموحة لتحسين التعليم والصحة باعتبارهما عنصرين أساسيين لتطوير رأس المال البشرى.
بهذه الجهود المتكاملة، تسير مصر بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، قادر على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. الاقتصاد المعرفى ليس مجرد أداة لتحقيق النمو، بل هو نهج شامل يعزز من مكانة الدول ويجعلها أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل.