تعد القضية الفلسطينية إحدى أهم قضايا الشرق الاوسط التى تكتسب اهتماماً دائماً من قبل المجتمع الدولي، لكن مصر كانت ومازالت لاعباً رئيسياً فى دعم حقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الدعم السياسى أو الإنساني، ومع تصاعد القتال فى غزة، برزت الجهود المصرية مرة أخرى كعنصر حاسم فى تحقيق التهدئة وإنهاء المأساة الإنسانية.
منذ بدء الصراع الأخير، لم تدخر مصر جهداً فى السعى نحو إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار فى أسرع وقت لعبت القاهرة دور الوسيط بين الطرفين المتنازعة، مستخدمة مكانتها الإقليمية والدولية للضغط من أجل التهدئة، وتأتى الجهود المشتركة المصرية – القطرية الأخيرة كجزء من مساعى مصر المستمرة لتحقيق الاستقرار فى قطاع غزة، حيث شهدت الأسابيع الماضية جولات مكثفة من المحادثات فى القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية لاتفاق التهدئة.
عملت مصر على مدار عقود على تعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة، وتاريخها الطويل فى دعم القضية الفلسطينية يؤكد التزامها بمبادئ العدالة والسلام، ومع التطورات الأخيرة، كانت مصر سباقة فى تحريك عجلة الدبلوماسية، متجاوزة العقبات السياسية والجغرافية فقد كشفت مصادر اعلامية، مثل صحيفة «تايمز اوف إسرائيل»، عن تقدم ملموس فى المفاوضات بين الأطراف، بفضل الضغوط الدولية التى نسقتها مصر، وبمشاركة فاعلة من الولايات المتحدة.
تشمل الجهود الحالية محادثات مكثفة مع جميع الأطراف لضمان تلبية الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار، بما فى ذلك الإفراج عن الرهائن وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفى إطار هذه الجهود، أظهرت القيادة المصرية قدرة استثنائية على تحقيق التوازن بين الاحتياجات الإنسانية والسياسية، وهو ما ساهم فى معالجة الفجوات الرئيسية التى كانت تعرقل المفاوضات.
لا يمكن التغاضى عن التحديات التى تواجه الوساطة المصرية، فمن جهة، تتطلب العملية التفاوضية توازناً دقيقاً بين مصالح الأطراف المتنازعة. ومن جهة أخري، هناك ضغوط داخلية فى إسرائيل، حيث يعارض وزارء اليمين المتطرف أى أتفاق مع حركة «حماس»، مما يزيد من صعوبة تحقيق التهدئة، ومع ذلك، تبقى مصر مصرة على استكمال جهودها، مدعومة بدعم دولى قوي.
الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية يتجاوز كونه دوراً اقليمياً، إذ أصبح نموذجاً للوساطة الدولية الفاعلة، فمصر لم تكتف بدور الوسيط، بل عملت أيضا على تقديم الدعم الإنسانى للفلسطينين فى غزة، عبر فتح معبر رفع لتقديم المساعدات، وتنسيق الجهود الدولية لزيادة حجم المساعدات الإنسانية.
إن الجهود المصرية ـ القطرية لتحقيق التهدئة فى غزة تمثل أملاً حقيقياً لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وفى ظل تصاعد التوترات فى المنطقة، تظل مصر نموذجاً للدولة التى تضع مصلحة الإنسان أولاً، وتسعى لتحقيق السلام من خلال الدبلوماسية البناءة، ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق نهائي، يبقى الدور المصرى محوراً أساسياً فى الحفاظ على استقرار المنطقة ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.