عائداتنا من السياحة العلاجية تضاعفت 7 مرات العام الماضى
أكد الدكتور أحمد السبكى رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحى الشامل أن سعى الهيئة الدءوب لتعزيز محور السياحة العلاجية، تحت مظلة العلامة التجارية للهيئة تحت شعار «نرعاك فى مصر»، بدأ فعلياً التنفيذ فقد استطاعت الهيئة تنمية عوائد السياحة العلاجية لتصل إلى 7 أضعاف العوائد المحققة من قبل وذلك خلال عام 2023، لافتًا إلى سعى الهيئة لجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم للحصول على العلاج فى المستشفيات المصرية، مؤكدًا أن المؤتمر الدولى للسياحة الصحية والمقرر انطلاقه خلال شهر مارس القادم بالعاصمة الإدارية الجديدة، سيكون بداية وانطلاقة جديدة لفكر السياحة الصحية، وسيتيح استفادة أكبر من الخدمات الطبية المتميزة التى تقدمها مستشفيات هيئة الرعاية الصحية والأسعار التنافسية التى تقدمها للوافدين الأجانب بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل.
أما عن خطة هيئة الرعاية الصحية لتطوير السياحة العلاجية فأشار السبكى إلى أن مصر تعتبر وجهة مثالية للسياحة الصحية لما لديها من مقومات لتكون المقصد الأول للسياحة الصحية فى أفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك وجهة رائجة للوافدين الأجانب الباحثين عن العلاج وكذلك الاستجمام فى مصر، ولتعزيز تطوير مفهوم السياحة العلاجية قامت الهيئة العامة للرعاية الصحية منذ أكثر من عام بتسجيل العلامة التجارية «نرعاك فى مصر» كأول علامة مسجلة تمتلكها الهيئة لمبادرتها ومشروعها للسياحة العلاجية بمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالمحافظات، وذلك كخطوة أولى لتحقيق الرواج والانفراد بالعلامة التجارية (نرعاك فى مصر) محليًا واقليميًا ودوليًا، فيما تقوم الهيئة بتجهيز وتأهيل مستشفياتها التى ستصبح مقصدًا للعلاج وذلك بكافة المحافظات وطبقًا للتطبيق المرحلى لمنظومة التأمين الصحى الشامل.. وذلك للاستفادة من إمكانيات مستشفيات هيئة الرعاية الصحية فى تقديم الرعاية الطبية المتميزة للوافدين إلى الدولة المصرية بما يسهم فى تعدد الموارد الذاتية للهيئة ومنشآتها، وأؤكد أننا نمتلك منشآت صحية تتمتع ببنية تحتية قوية وكفاءات طبية وتجهيزات طبية حديثة وأسعار تنافسية تؤهلنا لتقديم أفضل خدمة ورعاية صحية للمرضى الدوليين، كما نطبق أضخم برامج السياحة العلاجية بمشروعنا للسياحة العلاجية «نرعاك فى مصر»، ونستهدف تحقيق أفضل عوائد ممكنة من السياحة العلاجية تُعظم موارد ومدخلات الهيئة بعوائد استثمار أموالها تعود بالنفع على المواطنين ومشروعات تنموية تتسق مع خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030.
أشار إلى أن هناك تعاوناً قائماً بين الهيئة وشركة SOS الأكبر عالميًا والمتخصصة فى تقديم الخدمات الصحية للمرضى الدوليين، وبموجب هذا التعاون تؤهل مصر للانضمام إلى الشبكة الطبية الدولية، وتكون مركزًا رئيسيًا للشبكة فى قارة أفريقيا، بما يساهم فى تعزيز الفرص التنافسية للدولة المصرية فى مجال السياحة الصحية.
أكد على تضافر كافة الجهود لإنجاح كل الملفات المهمة والحيوية بمصر ومن بينها ملف السياحة العلاجية الذى توليه القيادة السياسية اهتماماً بالغاً، ولذا لابد من إشراك القطاع الخاص الذى أثبت فى العديد من الدول دوراً كبيراً فى جذب المزيد من الوافدين للعلاج.. فالتعاون بين الهيئة وشركة نيوماستر يؤهل الهيئة للانضمام إلى الشبكة الطبية الدولية، بما يسهم فى تعزيز الفرص التنافسية للدولة المصرية فى مجال السياحة العلاجية، وهو ما يعكس بدوره الجودة والتميز فى الخدمات الطبية والعلاجية بمنشآت هيئة الرعاية الصحية، والتى جعلتها قبلة يرتادها كافة المتعاملين ليس على مستوى منتفعى التأمين الصحى الشامل فحسب، بل امتدت إلى العديد من الدول العربية والعالمية، كما يدعم التعاون مع نيوماستر إنشاء مراكز إحالة للمرضى الأجانب بعدد من الدول المستهدفة وعيادات بالفنادق بالمحافظات السياحية وتسهيل تأشيرات الدخول لمصر، مؤكدًا أن تنمية موارد السياحة العلاجية مشروع تكاملى بين مؤسسات الدولة، وعدد من الوزارات، وأنه يستهدف دعم تواجد القطاع الخاص الوطنى بالأسواق الدولية.
ونسعى خلال الفترة المقبلة، وبدءًا من المؤتمر الدولى للسياحة الصحية والمقرر انعقاده فى مارس المقبل لإقامة شراكات استراتيجية لعلاج المرضى الدوليين وتوقيع بروتوكولات مع كبرى شركات التأمين الطبى الدولية ووكالات السفر العلاجي، وهو ما سيسهم بدوره فى زيادة موارد الدولة وتعظيم نمو الاقتصاد المصري، وأوضح أن مصر لديها العديد من المقومات تمتلكها لتدخل التنافس العالمى ونقوم بدعم وتعزيز كافة المرتكزات التى تساهم فى تطوير قطاع السياحة العلاجية بشكل متوازن ومتكامل، وهو ما يمكن لمصر أن تحقق مكانة قوية ضمن أفضل الدول عالميًا فى مجال السياحة العلاجية ومنها البنية التحتية الصحية المتطورة بأعلى معايير الجودة العالمية ومجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات الطبية، مع الالتزام بالمعايير الدولية فى كافة المتطلبات والحصول على الاعتمادات العالمية والشهادات المعترف بها دوليًا للتأكيد على ذلك، وهو ما يضمن تجربة إيجابية للوافدين للدولة المصرية.
كما نمتلك الفرق الطبية المؤهلة وخاصة فى التخصصات النادرة والدقيقة، وهو ما يسهم فى جذب الوافدين الأجانب، لما تتمتع به هذه الفرق من خبرة وكفاءة فى مجالات مختلفة مثل الجراحات التجميلية، الأسنان، العلاج الطبيعى والأمراض القلبية وغيرها من التخصصات الأكثر طلبًا فى السوق الافريقى والعربى والدولى وكذلك الأكثر جذبًا لهم.
كما تتضافر جهود كافة جهات الدولة المصرية ومؤسساتها المعنية، الآن لضبط إطار قانونى وتشريعى مناسب يدعم ويشجع السياحة العلاجية، ويتضمن تسهيل إجراءات السفر والإقامة للمرضى القادمين من الخارج، وتوفير الضمانات القانونية لحماية حقوق المرضى والمسئولية الطبية، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من التعاون الدولى فى مجال السياحة العلاجية وتطوير الشراكات مع مؤسسات طبية وسياحية دولية مرموقة لتبادل الخبرات وتعزيز العلاقات الثنائية.
فيما يمكن تعزيز جاذبية مصر فى مجال السياحة العلاجية من خلال تقديم القيمة المضافة، من خلال توفير حزم شاملة تشمل العلاج الطبي، والإقامة، والنقل، والجولات السياحية، والترفيه، كما يمكن توفير خدمات مثل اللغات المتعددة، والدعم اللوجستى لتلبية احتياجات المرضى بشكل شامل.
أما عن عدد المستشفيات التابعة للهيئة التى تقدم السياحة العلاجية حتى الآن العدد المستهدف.
أشار السبكى إلى أن جميع مستشفياتنا مؤهلة لعلاج الوافدين الأجانب لأن الهيئة تطبق نموذج التأمين الصحى الشامل، وهو نموذج موحد فى كافة المحافظات بنفس المقاييس كما أننا نقدم الخدمة الصحية بأعلى معايير الجودة العالمية فى كافة منشآتنا بالمحافظات، ونؤهل منشآتنا جميعها للحصول على درجة الاعتماد القومية المعترف بها من الإسكوا العالمية، ولعل مستشفيات الأقصر وجنوب سيناء خير شاهد وداعم ومعزز لملف السياحة العلاجية، فمستشفى شرم الشيخ الدولى يعد أول مستشفى حكومى فى مصر يحصل على الاعتماد الدولى JCI، وذلك فضلًا عن حصول المستشفى على الاعتراف الدولى لشبكة المستشفيات العالمية الخضراء GGHH، وساهم فى علاج العديد من الوافدين الأجانب خلال فعاليات قمة المناخ Cop27 التى استضافتها مصر نوفمبر الماضي، وكذلك مستشفى الكرنك الدولى بالأقصر الذى ساهم فى علاج العديد من الحالات من مختلف الدول على رأسها ألمانيا، السويد، الصين، الدنمارك وغيرها من الدول، باعتبارهما محافظات سياحية ويقصدها الوافدون من شتى بقاع العالم، فنحن الآن بمحافظات المرحلة الأولى «بورسعيد، والأقصر ، والإسماعيلية، وجنوب سيناء، والسويس، وأسوان»، نمتلك 311 منشأة طبية، ومع الامتداد المرحلى لمنظومة التأمين الصحى الشامل بالمحافظات ستزيد أعداد المنشآت.
أوضح أن حجم سوق السياحة العلاجية يُقدر بأكثر من 115 مليار دولار سنويًا.. وهذا السوق متنام للغاية بنسبة أكبر من 12.5٪ سنويًا، ومن المتوقع أن يصل فى عام 2030 إلى أكثر من 346 مليار دولار سنويًا.