دائما وأبداً ستظل مصر عالية غالية فى رباط الى يوم الدين ستظل مصر حرة أبية عصية شامخة بأبنائها فى شتى مجالات الحياة فى العلوم والفنون الأدب والطب الرياضة ولكن فى ظل التطور التكنولوجى والانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا انطباع خاطئ عن تعريف المجتمعات والحضارات يختصر أحياناً اسم مصر فى مشاهد عابرة أو مقاطع على منصات مثل «تيك توك»، تظهِر جوانب قد تكون بعيدة كل البعد عن عمق وجوهر هذا البلد العظيم ولكن الحقيقة الثابتة أن مصر التى جاءت قبل التاريخ كرمها العلى القدير بذكرها فى كتابه الكريم.
مصر أرض الكنانة التى أبهرت العالم بحضارتها وأهراماتها، وآثارها الخالدة التى تشهد على إبداع الإنسان منذ آلاف السنين لا يمكن حصر مصر فى إطار وسائل التواصل الاجتماعى أو فى صور سطحية قد تنتزع من سياقها فمصر هى التى خرجت من رحمها أعظم الشخصيات التى أثرت فى مجالات الأدب، العلوم، والفنون، وهى التى حمت هويتها وثقافتها رغم كل التحديات مصر هى أرض الإبداع والفكر بلد أخرج لنا نجيب محفوظ، الأديب الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب والذى خلد بحروفه عبقرية الشارع المصرى وواقعيته مصر التى أنجبت أحمد زويل، العالم الكبير الذى غير مسار العلوم بفوزه بجائزة نوبل فى الكيمياء وهى أيضاً بلد الدكتور على مصطفى مشرفة، رائد الفيزياء النظرية وأحد العقول النادرة التى ساهمت فى النهضة العلمية فى العالم.
ولا ننسى البروفيسور مجدى يعقوب، القلب الكبير الذى أصبح رمزاً للإنسانية والعطاء، جراح القلب العالمى الذى ساهم فى إنقاذ آلاف الأرواح هؤلاء ليسوا مجرد أسماء، بل رموز لوجه مصر الحقيقي، وجه العلم والإبداع.
وفى مجال الفن، مصر هى الأرض التى أنجبت كوكب الشرق أم كلثوم، التى تجاوز صوتها حدود الزمان والمكان لتصبح رمزاً للأصالة هى التى أعطت للعالم عبد الحليم حافظ، الذى ما زالت أغانيه تتردد فى القلوب رغم مرور العقود مصر السينما والمسرح والموسيقى التى أثرت فى وجدان الشعوب العربية وساهمت فى تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة بأكملها.
وحين نتحدث عن مصر، لا يمكن أن نتجاهل دورها فى الدفاع عن كرامة الأمة جيش مصر العظيم كان ولا يزال الدرع الحامى لهذه الأمة، وهو الذى صنع البطولات وحقق الانتصارات على مر التاريخ لكن العظمة لا تتوقف عند حدود الجيش، بل تمتد إلى الشعب المصرى الأصيل الذى يتميز بطيبته وشجاعته وحبه للوطن عاداته وتقاليده، هو حجر الأساس فى بناء هذا الوطن الكبير من الفلاح الذى يزرع الأرض إلى العامل الذى يبنى بيديه، الكل يساهم فى رسم صورة مصر العظيمة.
مصر ليست مجرد مقاطع عابرة على وسائل التواصل، مصر ليست الشخصيات الكرتونية على التيك توك ليست فئة البلطجية ولا هواة التعرى «وكبسوا كبسوا» لنيل رضاء الداعمين بل هى قصة حضارة تمتد لآلاف السنين مصر هى التى ألهمت العالم بفكرها وفنها وإنسانيتها لذا علينا أن نتمسك بالصورة الحقيقية لهذا البلد العظيم، وأن ندرك أن مصر لا يمكن اختزالها فى تيك توك أو أى منصة أخرى مصر الحضارة التاريخ والمستقبل.