العالم يعرف الدور المحورى للقاهرة ووزنها الجغرافى والتاريخى وتأثيرها فى المنطقة
لا أتوقع نهاية قريبة للحرب على غزة بسبب الائتلاف الحكومى الأكثر تشددا.. وإسرائيل تنشر الأكاذيب
الاتحاد الأوروبى أكبر شريك اقتصادى.. وعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة
نسير على مسار التنمية وما يحدث من توتر يمكن أن يؤثر علينا
جهود مضنية وكبيرة للغاية تقوم بها مصر لانهاء العدوان الاسرائيلى على غزة كما تعمل على وقف دائم وشامل لاطلاق النار وانفاذ المساعدات الانسانية بشكل عاجل لسكان القطاع.
السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية الاسبق بخبرته الواسعة يقدم قراءة للمشهد الحالى ويرصد اهم المخاطر التى تحيط بالمنطقة كما يتحدث عن الدور المصرى الذى لا يمكن ان يستغنى عنه العالم.
يرى انه يمكن ان تتوسع دائرة التوتر فى المنطقة بشكل قد يصعب السيطرة عليه.
ويؤكد ان مصر لن تدع مجالا لنكبة اخرى فلسطينية جديدة مثل التى حدثت عام 1948 وموقفها الثابت برفض تهجير الفلسطينيين من اراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية له دور كبير فى انهاء المخطط الاسرائيلى.
عمرو يرى صعوبة تغيير نظام الامم المتحدة او مجلس الامن ويقول طالما ظل حق الفيتو فلا امل فى الاصلاح.
وفيما يلى نص الحوار:
> كيف ترى الوضع الان فى المنطقة؟
>> عندما نتحدث عن المنطقة بصفة خاصة ما يحدث فى غزة لان فى الحقيقة ما يحدث الان فى غزة عندما نراجع التاريخ سنجد انه لم تحدث حربا بهذا الشكل منذ الحرب العالمية الثانية حتى اثناء الحرب العالمية الثانية كانت حروب بين دول هذه دولة قوية تمتلك السلاح وعتاد ومحتلة للارض وتشن حرب على جزء من الاراضى التى تحتلها هذه الحرب ليس جيشا يحارب جيش ولكنه جيش نظامى يحارب مدنيين ابرياء بدعوى ان بين هؤلاء المدنيين بعض اشخاص مطلوبين وهناك قواعد قانون دولى وقواعد حرب واعراف تحكم هذه الامور ودائما يتحدثون عن حماية المدنيين اى ما يسمى بموضوع التناسب اى انك لكى تقبض على شخص تريده تقتل امامه الف شخص وهذا امر مرفوض ويعتبر ضد القانون الدولى لكن للاسف هذا ما يحدث اليوم فى غزة دمار البنية التحتية ودمار كل غزة فما يحدث فى غزة جرائم يعاقب عليها القانون الدولي.
وقد شاهدنا قرار المحكمة الجنائية الدولية الاثنين الماضى والتى طلبت اصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الاسرائيلى نيتنياهو ووزير الدفاع جالانت بسبب الجرائم البشعة التى ارتكبوها وكما تابعنا ايضا وقد كان هناك وزراء اسرائيليون يطالبون بالقاء قنبلة نووية على غزة وبالتالى فهذه ماساة بكل المعانى والمقاييس ووصمة على جبين النظام الدولي.
> الى اين تتجه الحرب الاسرائيلية؟
>> ما دام نيتنياهو على راس هذا الائتلاف الحكومى وباعتراف الجميع هو اكثر ائتلاف تشددا فى تاريخ اسرائيل منذ قيامها عام 1948 وحتى الان وطالما مازال نيتنياهو على قمة هذا الائتلاف فلا اتوقع ان تكون هناك نهاية للحرب قريبا بسبب ان هذا الائتلاف بنى حجيته لدى المجتمع الاسرائيلى على انه سينتصر فى الحرب لكن ما هو معيار الانتصار.. لم يوضح فكيف سينتصر فى حرب ولا يوجد جيش نظامي؟
الامر الثانى البقاء الشخصى لنيتنياهو سواء بقاؤه السياسى او بقاؤه حتى على المستوى الشخصى مرتبط باستمرار هذه الحرب فمجرد ان تنتهى هذه الحرب باى طريقة فان نتنياهو سينتهى تاريخه ومستقبله ومسيرته السياسية ايضا وسوف يحاسب على التقصير الذى حدث فى اكتوبر الذى سمح بدخول عناصر من الخارج الى اسرائيل وهناك ايضا قضايا مرفوعة ضده من قبل ذلك وبالتالى سوف تستانف هذه القضايا فنيتنياهو وجوده مرتبط باستمرار الحرب وهنا الخطورة لان المسئول الاول مصيره مرتبط باستمرار الحرب ولهذا لن يسمح بان تتوقف.
> اسرائيل دخلت رفح الفلسطينية واستولت على المعبر الفلسطيني.. فكيف ترى هذا الوضع.. وهل ذلك ربما يدفع المنطقة الى صراعات؟
>> ناخذ تسلسل الموضوع.. اسرائيل بدات بضرب شمال قطاع غزة والمواطنين بالتالى نزحوا الى جنوب القطاع واستمرت فى عدوانها وضرباتها حتى حسرت كل او معظم سكان القطاع فى منطقة رفح الفلسطينية والشريط الساحلى ومازالت مستمرة فى الضرب والعدوان فيها فالرغبة الاسرائيلية فى التهجير واضحة لكن ما يوقفهم هذا الموقف المصرى بوضوح فى هذا الموضوع فهنا نتحدث عن الحدود المصرية مع غزة وهو ما يفسر ان الموقف المصرى منذ حوالى ثلاثة اسابيع بدأ يتحول تماما ويتخذ مسارا اخر لانه امن قومى مصرى ونحن لن نسمح بتكرار ما حدث فى عام 1948 بنكبة اخرى بالسماح بترك الفلسطينيين لارضهم والفلسطينيون انفسهم غير قابلين بهذا الامر وهو النزوح عن اراضيهم وهو البعد الجديد فى الموضوع والذى عبرت عنه مصر فى مواقف كثيرة وبقوة ووضوح سواء من القيادة السياسية حيث كانت رسائل الرئيس واضحة ثم رسائل وزير الخارجية.
> هل نحن ربما امام حرب اقليمية وشيكة؟
>> لا اريد ان اصل لهذا البعد ان حربا اقليمية تكون اطرافها دولا لا اريد ان اصل لهذا البعد انما يمكن ان تتوسع دائرة التوتر فى المنطقة بشكل قد يصعب السيطرة عليه فاليوم يتحدثون عن فتح جبهة ثانية فى الشمال مع حزب الله فى لبنان والذى يقوم به المستوطنون والجيش الاسرائيلى فى الضفة الغربية ضد الفلسطينيين ودخول الحوثيين كل ذلك يزيد التوتر ويوسع من دائرة الاطراف التى تدخل فما الذى سوف يكون فى النهاية فهو امر مفتوح فى الحقيقة.
> ماذا عن سيناريو التهجير القسرى للفلسطينيين من اراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية؟
>> الائتلاف الاسرائيلى الحالى لم ينكر نيته فى التهجير وهناك احاديث كثيرة بتفريغ غزة من الفلسطينيين وعن إلقاء قنبلة نووية على غزة والقضاء عليهم وهو حديث غير مسئول وهناك حديث عن عودة المستوطنين الاسرائيليين الى غزة فالنوايا موجودة انما النوايا هذه ليس معناها ان يدهم مطلقة ولكن الى اين يتم تهجيرهم؟ النوايا الاسرائيلية كانت ناحية سيناء المصرية لكن مصر حاسمة فى هذا الامر ولن تسمح بهذا ولن تكون شريك فى هذا المخطط الذى كشفته واعلنت انه غير مسموح به لان هذا السيناريو يمثل امنا قومياً مصرياً فالنزوح وتهجير الفلسطينيين ضد القضية الفلسطينية ويصب فى مصلحة اسرائيل ويضر بالقضية الفلسطينية ان تسمح مرة اخرى بنزوح الفلسطينيين الى سيناء فالفلسطينيون انفسهم ضد هذا الموقف.
> المخاطر التى تواجه مصر الآن.. كيف تراها؟
>> مصر منذ فترة وتسير على مسار التنمية والبعد الاقتصادى يأخذ الاهمية الاولى فى مصر والذى يحدث الان يضر بذلك بدون شك عندما يكون هناك توتر على حدودك الغربية والجنوبية واليوم على حدودك الشرقية ومصر بوضعها ووزنها لا يمكن ان تكون بعيدة عن هذا فيجب ان يكون لها دور وهو ما نراه بالفعل دور مصر يقدره العالم كله وهذا الدور وما نراه من توتر فى المنطقة بالقطع لا يساعد على عملية التنمية التى تسير فيها مصر فالذى يحدث بالنسبة لقناة السويس والاضرار بالملاحة وما يحدث فى البحر الاحمر فعندما يكون التوتر فى كل المنطقة وتاثيره على السياحة والتى هى احد المصادرالرئيسية لدخل مصر من العملات الصعبة وبالتالى فكل هذا يؤثر على مصر وهنا الصعوبة على صانع القرار المصرى « وربنا يعينه « الذى يتعامل مع كل هذه الامور وفى نفس الوقت يركز على المسار الاقتصادى الذى نسير فيه المهمة صعبة لكن صانع القرار استطاع التعامل مع الامر باحترافية وهذا ما يثير الغضب لدى الاسرائيليين ويحاولون تشويه الدور المصرى بالاكاذيب والادعاءات الكاذبة وهذا دليل واضح على انهم بالفعل متخبطون ومرتبكون والموقف المصرى سبب لهم ازمة.
> كيف ترى الانتخابات الأمريكية القادمة فى نوفمبر وتأثيرها فى ظل ما تشهده المنطقة وغزة؟
>> الوضع الداخلى فى الولايات المتحدة الامريكية هو باستمرار الوضع الحاسم بالنسبة لصانع القرار الامريكى فدائما اعينهم فى اى موقف يتخذونه مرتبط بمدى تأثيره على الدوائر الانتخابية التى لديهم وهو امر يتضاعف مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى شهر نوفمبر المقبل ومع الاستقطاب الشديد فى السياسة الداخلية الامريكية ما بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى فطيلة الوقت هناك خلافات كبيرة جدا بل استقطاب بهذا الشكل فأنا متابع للسياسة الداخلية الامريكية منذ فترة ولم يكن الاستقطاب موجود بهذه الحدة فاليوم نرى التعامل فعندما يأتى الرئيس جو بايدن ويقول على السبيل المثال انه ضد ما يحدث لو حدث هجوم فى رفح الفلسطينية وقال انه سيوقف عن ارسال بعض الاسلحة ولكن فجأة يرسل مليار دولار من الاسلحة لتصل الى اسرائيل وعندما نشاهد تصريحات الطرف الثانى مزايدة على الطرف الاول فهذه كلها اعتبارات سياسية داخلية فى امريكا تملى مواقفهم من القضايا الخارجية اسرائيل بصفة خاصة ايضا اللوبى الاسرائيلى القوى داخل الولايات المتحدة الامريكية يضاعف من اثر هذه الاعتبارات الداخلية على موقف صانع القرار الامريكى وهذا يجب ان يكون فى اعتبارنا باستمرار ان امريكا فى النهاية مصالح داخلية فى المقام الاول.
> منذ فترة يتم الحديث عن ضرورة إصلاح الأمم المتحدة دون جدوي؟
>> هذا الاصلاح نتحدث عنه منذ 30 عاما اصلاح الامم المتحدة والعالم تغير وبالتالى يجب ان تتغير الامم المتحدة فهناك الخمس دول الدائمة العضوية فى مجلس الامن وبالتالى فهناك دول اصبحت اقوى من بعض الاعضاء الدائمين موجودة خارج هذا الاطار وفى ضوء التركيبة الحالية للامم المتحدة وكون مجلس الامن فى النهاية هو الذى يقرر ما يحدث على الارض وان الخمس دول دائمة العضوية فى مجلس الامن لها حق الاعتراض الفيتو وتستخدمه حسب ما يحقق مصالحها فقط لذلك ارى ان هناك صعوبة كبيرة جدا فى اجراء الاصلاحات المفروضة سواء من خلال تمثيل قوى معينة فى مجلس الامن او اعطاء قوى معينة فى مجلس الامن لم تكن موجودة قبل ذلك واصبحت قوى بازغة وموجودة وتعطى لها دوراً فى مجلس الامن افريقيا مثلا اليوم اصبحت قوة ولكن ليس لها تمثيل دائم على مستوى التمثيل الدائم واسيا والقوى الصاعدة الاخرى غير الصين على سبيل المثال وبالتالى فلا اتوقع ان يكون هناك اصلاح جذرى قريب فى الامم المتحدة فى ظل ما يحدث وفى ظل سيطرة دول الفيتو.
> هل الفيتو الأمريكى سيظل مستمرا من أجل وقف الحقوق الفلسطينية؟
>> هذا هو الامر الواقع الفيتو على وقف اطلاق النار والجمعية العامة للامم المتحدة بالاغلبية الساحقة التى تؤيد فلسطين كدولة كاملة العضوية فى المنظمة الدولية فيتو فى مجلس الامن يوقف كل ذلك ولا اتوقع تغييره فى المستقبل القريب.
> كيف ترى التعامل المصرى مع ملف السياسة الخارجية؟
>> السياسة الخارجية المصرية مبنية على أسس وقواعد ودائما نلتزم بهذه الاسس والقواعد والتى تحدثنا عنها اهم القضايا بالنسبة لنا هى القضية الفلسطينية والقواعد المصرية تمثل ثوابت يتم الالتزام بها والسياسة تتعامل مع الاوضاع بطريقة عملية ومنطقية ومصر دولة ينظر لها الجميع من خلال وزنها الجغرافى والتاريخى والسياسى وتأثيرها فى منطقتها وما هو أبعد من ذلك دورها المحورى الذى لا يستطيع احد الاستغناء عنه والجميع يعلم ذلك فالمواقف المصرية مهمة جدا ويتم البقاء عليها فالتعامل فى مجال السياسة الخارجية فى ظل الظروف المرتبكة التى تحدث اليوم فى كل العالم ومنطقتنا وفى ظل كل هذا هو تعامل يحظى بالتقدير من جانب دول العالم لمصر خاصة ان مصر تتعامل فى القضية الفلسطينية برؤية وثوابت تفرضها على الجميع.
> كيف ترى كلمة او رسائل الرئيس السيسى فى القمة العربية والمخرجات التى نتجت عن اعلان البحرين؟
>> كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت واضحة جدا وهى اعادة تأكيد للمبادئ المصرية والتى نسير عليها وبالطبع الامور تتطور مع تطور الاوضاع وانما هذا التطور يتم من خلال دراسة والسبب وبالتالى كلمة الرئيس تعيد التعبير عن هذا ومن هنا كانت قوتها فى وضوحها وكما قال الرئيس ان مصر ثابتة على مواقفها ولن تغيرها وهذا حسم الامر.
> هل المجتمع الدولى ليس لديه الارادة القوية والفاعلة من اجل انهاء ازمة غزة والعدوان الاسرائيلي؟
>> المجتمع الدولى واضح الرأى العام الدولى الى حد بعيد جدا متعاطف مع الفلسطينيين انما القوى الفاعلة التى تؤثر على الارض معروفة فى دولة كبيرة وبعد ذلك عدد من الدول التى تسير على نفس النهج اذن فهذه هى القوى الفاعلة المؤثرة على الارض وما لم تغير من مواقفها لن يكون هناك تغيير فى الموقف
> فى اطار كل هذا. . كيف ترى العلاقات المصرية الامريكية؟
>> الطرفان يعلمان جيدا انها علاقات مهمة جدا فالولايات المتحدة تعرف جيدا اهمية مصر ودورها الذى لا يمكن الاستغناء عنه فهى علاقات استراتيجية لم تكن وليدة اليوم فهى منذ اكثر 30 او 40 عاما وهى مهمة جدا والموقف المصرى بالنسبة لامريكا مهم جدا ودور مصر المحورى والولايات المتحدة تعلم ذلك جيدا واتصور بأن هذا لا يمنع بان يكون هناك خلافات على الهوامش فهذا شئ عادى فليس مطلوبا ان يكون هناك تطابق فى وجهات النظر فهو ليس فى صالح احد انما فى النهاية هناك اهداف استراتيجية الطرفا يعلمان انها مهمة جدا لهما ويجب ان يحافظوا عليها.
> وماذا عن العلاقات المصرية الاوروبية خاصة الشراكة الشاملة التى تم التوقيع عليها مؤخرا؟
>> العلاقات المصرية الاوروبية مهمة جدا اكبر شريك اقتصادى لمصر هو الاتحاد الاوروبى وهناك مواقف لدول اوروبية عديدة متماهية بشكل كبير مع الموقف المصرى فى العديد من القضايا وخاصة فلسطين كاسبانيا وايرلندا والنرويج وبلجيكا وهذا ما ظهر من الاعتراف الثلاثى ايرالند واسبانيا والنرويج بفلسطين كدولة مستقلة واتصور أن العلاقات الاوروبية مع مصر علاقات مهمة للغاية.
> وكيف ترى العلاقات المصرية الافريقية؟
>> افريقيا هى مجالنا الاساسى فالدائرة الافريقية هى احدى اهم دوائر السياسة المصرية ومصر طيلة عمرها لها دور رائد فى افريقيا وحركات التحرر فى افريقيا كلها تمت بمساعدة مصر ومن خلالها واعتقد ان افريقيا مقدرة للدور المصرى ويمكن ان يكون اقتصاديا لنا دور اكبر من هذا مثل القطاع الخاص فالسوق الافريقية واعدة بالنسبة للقطاع الخاص المصرى ويجب فى الحقيقة استغلالها وهناك نجاحات عديدة موجودة فى هذا الملف خلال السنوات الاخيرة مثل التحرك المصرى الواعى لاستعادة العلاقات الافريقية مثل الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية وهناك نجاحات على مستوى القطاع الخاص مثل السويدى وغيره اضافة الى دور المقاولين العرب وبالتالى فالارض ممهدة امام القطاع الخاص ويجب ان يركز على افريقيا لانه فيها مجال كبير جدا.
> العلاقات المصرية التركية استعادت زخمها ومسارها مرة اخرى كيف ترى ذلك؟
>> واضح بالفعل ان العلاقات دخلت فى مسار ايجابى واتصور انه يعبر عن ادراك من تركيا باهمية العلاقات مع مصر لانه ليس من مصلحة تركيا استعداء مصر او اتخاذ مواقف لا ترضى عنها مصر واعتقد ايضا ان الجانب التركى فهم ذلك اخيرا وبالتالى كان موقفه من التحرك نحو مصر الذى تم مؤخرا.
> كيف ترى المنطقة وتصورك للخطوات المقبلة؟
>> الوضع الحالى فى المنطقة والذى له انعكاسات أبعد من المنطقة وأصبح فى حالة سيولة كبيرة جدا لم نشهدها منذ فترة طويلة دائما يكون هنا فى المنطقة توترات انما الشكل الذى نشاهده حاليا اعتقد انه لم يحدث منذ 50 عاما وبالتالى الذى يزعم انه يستطيع معرفة مستقبل المنطقة والذى سيحدث بها بعد 6 اشهر او عام ولن اقول بعد 10 سنوات فهو لا يدرى شيئا أو يبالغ فالسيناريوهات غير واضحة المعالم وهذا من اكبر خطر.
> كيف رأيت حادث ايران الاخير؟
>> انا شخصيا لست من انصار نظريات المؤامرات ما اراه ان هناك طائرة امريكية قديمة جدا من طراز «بيل 212 « وعمرها حوالى 30 عاما كان يستقلها الرئيس الايرانى ابراهيم رئيسى والمرافقون له مع الحظر الذى مفروضا على ايران وبالتالى فالطائرة ليست حديثة الى جانب الظروف الجوية وبالتالى اتصور انه حادث عادى ولكن اذا حدثا أمر آخر عقب ذلك فهذه قضية أخري.
> هل انت متفائل من الفترة المقبلة ام هناك عدم تفاؤل؟
>> الانسان ان لم يتفائل ستكون مشكلة كبيرة جدا فنحن ندعو الله ان تتطور الامور فى الاتجاه الصحيح.
> السياسة الخارجية المصرية تسير بشكل صحيح وفى كل الاتجاهات من اجل حل كافة النزاعات واشادات عالمية بالدور المصرى والتقدير له فى المساعدات وان معبر رفح كان مفتوح يوميا؟
>> هناك اكذوبة تنشرها اسرائيل حول معبر رفح لكن معبر رفح المصرى كان ومازال مفتوحا يوميا حيث ترى السيارات التى تقف فى الجانب المصرى والمساعدات تدخل فى اى وقت والمصابين ومرافقوهم يدخلون للعلاج فى المستشفيات المصرية وبالتالى فان موقف مصر كان واضحا تماما منذ البداية ولكن هناك «كلام فارغ» تطلقه اسرائيل ومعروف اسبابه ومصر ترد فورا وبالحقائق التى تكشف الكذب الاسرائيلى واخرها الحاسم والتهديد بان محاولات تشويه الدور المصرى قد تدفع القاهرة الى الانسحاب الكامل من الوساطة وهذه رسالة قوية اعتقد سيكون لها تاثير كبير خاصة وان اسرائيل وامريكا هما اللذان تريدان الوساطة المصرية والسياسة المصرية حكيمة ويقوم بتنفيذها مؤسسات دبلوماسية وأمنية لها خبرة كبيرة كما ان وزارة الخارجية فهى مؤسسة عريقة ولها تقاليدها وتعرف جيدا ما تقوم به ومن هنا كان ثبات الموقف المصرى والعلاقات المصرية فلم يكن هناك التوترات الحادة التى تشهدها دول اخرى والتقلبات الحادة بل بالعكس فى حكمة وثبات وهو أمر ينعكس على الوضع الداخلي.